شنت طائرات دول التحالف العربي التي تقودها المملكة العربية السعودية في عملية «عاصفة الحزم» ضد الانقلابيين الحوثيين والموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في اليمن غارات علي عدة مواقع لميلشياتهم العسكرية في صنعاء فجر أمس شملت لواء الصواريخ بمنطقة فج عطان، ومخازن الأسلحة، وحلقت الطائرات علي ارتفاع منخفض لأول مرة منذ بدء العملية مساء الأربعاء الماضي. وقال شهود عيان إن النيران اشتعلت في لواء الصواريخ بعد ضربة هي الأقوي ضد هذا الموقع. كما استهدفت الضربات منزل الرئيس السابق في منطقة حدة ودار الرئاسة ومخازن الأسلحة التي دمرت ونشبت فيها حرائق ومواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين الشيعية المدعومة من إيران والتي تحاول الاطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والسيطرة علي البلاد. وقال أحد سكان صنعاء «كانت هناك طائرات تضرب طوال الليل وتوقفت عند الفجر.» وأضاف إنه سمعت أصوات انفجارات في منطقة تقع غربي العاصمة حيث توجد قاعدة للحرس الوطني الحكومي. وفي الرياض، أكد المتحدث العسكري السعودي العميد ركن أحمد بن حسن عسيري استمرار عمليات «عاصفة الحزم « التي استهدفت منصات الصواريخ الباليستية وتحركات المليشيات الحوثية ما بين شمال وجنوب اليمن والتجمعات البرية التي حاولت حشدها جنوب الحدود السعودية. وقال في مؤتمر صحفي، الليلة قبل الماضية في مطار القاعدة الجوية بالرياض، إن قوات التحالف الجوية استهدفت قاعدة العند الجوية التي سيطرت عليها الميلشيات الحوثية في فترة من الفترات وتواجدت فيها بكثافة، كما تم استهداف مدرج القاعدة لمنع الميلشيات من استخدامها، كما تم استهداف تحركات للمليشيات الحوثية بين شمال وجنوب اليمن لنقل الإمداد والتموين لقطع طرق الإمداد لهم. وأوضح المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري أن الحملة استهدفت أحد الجسور علي أحد الطرق التي تستخدمها المليشيات الحوثية بشكل مكثف لنقل الإمداد والتموين وتحريك الصواريخ الباليستية، كاشفا أن المليشيات الحوثية تحاول نقل التعزيزات من محافظة صعدة باتجاه صنعاء أو العكس، وهو ما جعلها أحد الأهداف العملية التي نفذت في أول يوم من عمليات التحالف. وأكد أن «استهداف قوة التحالف لهذا النوع من الجسور يأتي كهدف عسكري لمنع نقل الإمداد والتموين وتحريك الصواريخ البالستية»، داعيا اليمنيين إلي الابتعاد عن تجمعات الحوثية والقافلات والعربات التي تنقل التموين والعتاد نظرا لأن قوات التحالف تستهدف جميع التحركات التي تقوم بها الميلشيات الحوثية شمال وجنوب اليمن لمنع استمرار التحرك وحشد القوات سواء علي الحدود الشمالية أو علي المحافظاتالجنوبية. وأوضح العميد عسيري أن العمليات استهدفت كذلك أسلحة الدفاع الجوي سواء منظومات صواريخ سام أو المدفعية المضادة للطائرات أو منصات الصواريخ الباليستية . ونوه إلي أن العمليات التي قامت بها قوات التحالف الجوية حققت تفوقا جويا شاملا علي كامل أراضي اليمن مما سهل حركة قوات التحالف، ومكنهم من الدقة في استهداف تحركات الميلشيات الحوثية علي الأرض، مشيرا إلي استمرار عمليات قوات التحالف إلي أن تحقق أهدافها المخطط لها حسب الجدول الزمني. وحول مشاركة قوات أخري غير سعودية، أوضح أن القوات الإماراتية شاركت هذا اليوم، مبينا أن الجميع يشارك ولكن حسب الجدول الزمني والمهام المحددة لكل قوة، متمنيا أن تحقق أهدافها. وعن استهداف القوات الحوثية علي الأرض، قال عسيري إن «قوات التحالف يهمها في المقام الأول سلامة المواطنين اليمنيين»، متمنيا ألا يصاب أحد بأذي، داعيًا المواطنين اليمنيين إلي الابتعاد عن المواقع التي تتحصن فيها المليشيات الحوثية التي تحاول استخدام تجمعات المواطنين كدروع بشرية لتلافي ضربات قوات التحالف، وقال إن دقة الأسلحة المستخدمة بعد توفيق الله سوف تقلل من المخاطر. وحول تحرك المليشيات الحوثية علي الحدود الجنوبية للمملكة، أشار إلي رصد بعض التحركات وأنه تم استهدافها بطائرات الأباتشي ومدفعية الميدان. وعن المدة الزمنية لاستمرار عمليات «عاصفة الحزم»، قال عسيري إن «العملية ستستمر حتي تحقق أهدافها العسكرية المجدولة زمنيا ولن يسمح لأي أحد بإمداد الميلشيات الحوثية بأي نوع من الإمداد، قوات التحالف تعمل علي تحقيق أهدافها ودعم شرعية الحكومة والرئيس اليمني وإعادة الأمن والاستقرار لليمن الشقيق». وأضاف أن العمليات تتم حسب التنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية المتواجدة في جنوب اليمن وأعضاء الحكومة والقوات اليمنية التي ما زالت تقاوم المليشيات الحوثية لحماية اليمن. وفي عدن، أعلن الخضر الاصور، مدير مكتب الصحة في المدينة إن 54 قتيلا و187 جريحا سقطوا خلال3 أيام من معارك بين لجان الدفاع عن الاحياء والمسلحين الحوثيين الذين برزوا في شوارع عدن. ومن جانبهم، ذكرت تقارير أمس إن الحوثيين حققوا مكاسب كبيرة في جنوب وشرق اليمن أمس الأول. وقال سكان بالمنطقة إن قوات الحوثيين ووحدات الجيش المتحالفة معها سيطرت علي ميناء شقرة علي بعد 100 كيلومتر إلي الشرق من عدن ليضعوا أول موطيء قدم لهم علي بحر العرب، ويهدد آخر قاعدة للرئيس هادي في اليمن. جاء ذلك في حين هزت مدينة عدن سلسلة انفجارات قوية في مستودع للجيش اليمني، وأشار شهود الي سقوط قتلي وجرحي، وقالوا إنه سمع دوي الانفجارات في كل مدينة عدن فيما تصاعدت سحب الدخان فوق مستودع الاسلحة الذي اقتحمه لصوص أمس الأول.