كما توضع العينة تحت الميكروسكوب لفحصها ، وضعت نفسى تماما فى مكان عم الطفلة منة الله تلميذة الفيوم، التى استشهدت ظهر أمس الأول، إثر انفجار قنبلة بدائية الصنع فيها مزقتها، كانت عثرت عليها بداخل عبوة مياه غازية فارغة ملقاة بجوار مسجد، وهى فى طريق عودتها من المدرسة لبيتها، فحملتها معها فى حقيبتها ظنا منها أنها لعبة ستلهو بها ببراءة مع صديقاتها وجيرانها من بنات الحى الذى تسكن فيه. أوقفت الزمن ، ثم رحت أمرره على مهل شديد، فى محاولة جادة مخلصة لمعرفة ماذا يدور فى عقل وزير وقيادات التربية والتعليم بالضبط ، كلما سمعوا وشاهدوا حادثا إرهابيا من هذا النوع الدنئ المؤلم، يتكرر ويروح ضحيته صغارنا فى المدارس، أريد أن أعرف، كيف يفكر هؤلاء وقت الخطر ليس من أجل تقييم قدراتهم الذهنية، إنما من أجلنا كلنا، من أجل حوادث إرهابية مماثلة متوقعه مقبلة، من أجل أن نعرف أنفسنا، بالأصح كيف أصبح تفكير المسئول المصرى لمواجهة الخطر . هذه العبوات الناسفة البدائية الصنع كلنا يعرف أن هؤلاء الإرهابيين كلما وجدوا فرصة سانحه لن يتوانوا عن إلقائها بجوار جدران المدارس والبيوت والمساجد، وفى أكوام القمامة، كما رأينا فى انفجار " منة "، وأحد عمال جمع قمامة بمنطقة عين شمس وهو يقوم بفرز أحد صناديق القمامة الملقاة بعشوائية فى الشارع وهى صورة مكررة. الطبيعى تماما أن يفكر وزير التعليم ومن معه أو السادة المحافظون فى كيفية مواجهة الخطر وإصدار توجيهات حازمة حاسمة فى تنظيم حملة توعية إعلامية ميدانية داخل المدارس فى طابور الصباح، وقبل كل حصة داخل الفصول، وكذلك حث الفضائيات والصحف بتخصيص مساحات للتنبيه، وملصقات تحذيرية من عدم الاقتراب والتعامل والعبث مع هذه القمامة، وتلك الأشياء الملقاة فى الشارع، خاصة أننا نكاد نغرق فيها يوميا ونحن مرورا، وقوفا، جلوسا، وصارت تحيط بنا فى كل مكان . إن المشهد الحزين الذى عاشه، ومازال، بالدموع محمود رجب عم الطفلة الشهيدة منة ، يمكن أن يعيشه أى شخص فينا، بمعنى آخر نحن إزاء ارهاب خطير ندرك أبعاده ونحذر منه ،.. فكم من آلام نتحملها نتيجة أننا لم نتعلم أن نرى الواقع .. لا أتصور أننا أغبياء أو فاشلون، حتى نأخذ الاحتياطات اللازمة لحماية صغارنا. لمزيد من مقالات أبوالعباس محمد