سألنى أحدهم: هل فشلت الحكومة فى تحويل جيش العاطلين إلى قوة ضاربة؟ ولم يعد على لسانها سوى تكرار عددنا، ووعود كاذبة بتشغيل أكبر عدد من بيننا، بينما الحقيقة أن حجمنا يتزايد سنة بعد أخرى حتى أصبحنا أكبر حزب فى مصر، بعد أن انضم إلينا أبناء المعاش المبكر ومطاريد القطاع الخاص، وضحايا الخصخصة، والعائدون من ليبيا واليمن، ناهيك عن البطالة المقنعة بكل هيئة ومؤسسة!. ويبقى الشباب من أخطر الفئات بيننا الذين يدخلون عالم البطالة من باب الانحراف والإدمان بعد تراجع التعليم، وانهيار البيوت بسبب صعوبة الإنفاق على الأسرة، أو رغبة الأب فى الزواج بأخرى، وإلقاء الأبناء فى الشارع ليصبح مأواهم الوحيد!. أما عن واقع حالنا، فلا تنكروه والكل يعرفه، فنحن كعاطلين نبدأ يومنا «باسطباحة» مخدرات إذا كان الحال ميسورا، وإذا كانت «ناشفة» نضرب حقنة بدرة بعشرين جنيه، بعد أن رفعت الحكومة «الترامادول» من الشارع وتركت البودرة بالأسواق، فيلجأ إليها العاطل لينام بعد الحقنة يومين بدلا من «هرش الدماغ» «نروح فين ونعمل إيه؟!» وغالبا ما تكون النهاية كارثة تكتب كعنوان بأى جورنال! والغريب أن ذلك يحدث تحت سمع وبصر الشرطة. وقبل أن أسأله حلا.. واصل قائلا: لدينا فى مصر على الأقل ألف مليونير، لو أنشأ كل منهم مصنعا من زكاة أمواله يضم على الأقل 50 عاطلا لأمكن حل جزء من المشكلة بدلا من تبرعهم المحدود لصندوق «تحيا مصر» بغرض الدعاية والإعلام. ولماذا لا تقوم الدولة بتمليك الصحراء لجيش البطالة، ليقوم باستصلاحها وزراعتها أو حتى العمل فيها بأجر؟ وأين وزارة التعليم الفنى الجديدة من فتح مراكز سريعة لتأهيل العاطلين على الحرف المختلفة، وإكسابهم «صنعة» يعيشون من ورائها. ياسيدى.. الحلول عديدة لو أرادت الحكومة أن تسعى بصدق لحل مشكلتنا بدلا من تركنا هكذا كوقود لثورة مقبلة. تلك نصيحتى لكل مسئول يتحدث عنا.. وأمامه أن يأخذ بها أو يلقيها على قارعة الطريق.. ولا تندهشوا، فربما تأتى النصيحة من أفواه العاطلين! http://[email protected]