اعتقد الحوثيون بعد استيلائهم على صنعاء بدعم لوجستى إيرانى وخيانة من الرئيس السابق على عبد الله صالح الذى اشترى ذمم قيادات بالجيش اليمنى والشرطة، أنهم اصبحوا قوة لا يستهان بها فى اليمن التى عصيت على كل من حاول السيطرة عليها. وتوافرت أركان المؤامرة على السعودية ومنطقة الخليج، وربما طالت مصر أيضا إذا ربطنا نيات الحوثيين بالسيطرة على الجنوب والبحر الأحمر ارتباطا بباب المندب الذى يؤثر فى الملاحة فى قناة السويس مباشرة. اعتقد الإيرانيون فى البداية نجاح محاصرتهم السعودية بين فكى «الكماشة»، بعد سيطرتهم على الحكومتين فى دمشق وبغداد، ثم أصبحوا القوة الفاعلة والداعمة للحوثيين . فاليمن هى خاصرة السعودية الضعيفة، وبذلك تخيلت إيران انها أصبحت شوكة مسمومة فى جنوب السعودية بما يهدد الأمن القومى للمملكة. وشرب الحوثيون نخب الانتصارات المتوالية فى اليمن، وخال للإيرانيين أنهم أصبحهم أسياد المنطقة، واستغلوا الفتوحات الحوثية للترويج لأفكار الخمينى القديمة بتأسيس وحدة سياسية ذات صبغة دينية تضم اليمن والعراق وسوريا ومن قبلهما لبنان.. لينتهى الأمر بإحكام الطوق لحصار السعودية وبقية منطقة الخليج التى يشملها الطموح الإيراني. ولكن واقع الأمر يقول أن العكس هو الذى تحقق، فالسعوديون تركوا الحبل ليلتف حول رقبة الحوثيين والإيرانيين، ليسقط مسعى طهران فى فخ نيران التحالف العربى الجديد. فإيران ستتكبد أموالا طائلة فى الحرب، لآن الضربات الجوية السعودية تعلم الآن مواقع الحوثيين بعكس الحروب السابقة أيام صالح حيث كانت تحارب طواحين هواء وعدوا خفيا فى الجبال. وإضافت السعودية الحوثيين ك«سلعة غالية على الفاتورة الإيرانية»، لتضاف الى جملة التكلفة الإيرانية الضخمة فى سوريا والعراق ولبنان وغيرها. لم يهنأ الحوثيون ومعهم الإيرانيون كثيرا بفرحة الانتصارات العسكرية، خاصة وإن طهران نفت مرارا فى السابق تمويل وتدريب الحوثيين قبل تخلى الرئيس اليمنى السابق، ولم يفرح الطرفان كثيرا بانجازاتهم، ليتحول حلمهم لكابوس ببدء العمليات الجوية السعودية المدعومة خليجيا ومصريا وعربيا. لمزيد من مقالات محمد أمين المصري