طامة جديدة لم تقع هذه المرة علي الوجوه وحدها، بل أصابت بعنف مشاعر معظمنا في مقتل، خصوصا عندما تتعلق بأطفال في عمر البراءة والزهور، والسكينة النفسية، والفرح بلا خوف ممكن من حزن قادم، أطفال كل ما يشغل بالهم اللعب واللهو الصغير والعبث النقي وهم مطمئنون، فلا يمكن لأي كان إيذاؤهم خصوصا أنهم في محراب العلم والمفترض أنهم آمنون داخل مدارسهم التي لا ينتظرون منها سوي العلم والتعلم والتقدم، لا الموت ولا العجز ولا العاهات!. فمازالت كوارث المدارس والمدرسين في تصاعد، خصوصا بعدما تبادلت الاتهامات بين الطلاب والمعلمين ليسقط ضحاياها بدم بارد، وضحية هذه الواقعة طفل في عمر الزهور لم يقترف ذنبا في حياته والذي يعد عمره علي أصابع اليد، سوي ذهابه لإحدي مدارس حلوان للتعلم في المرحلة الابتدائية ، الطفل صلاح محمد صلاح، ذو الثماني سنوات فقط، فقد إحدي عينيه في لحظة، بعدما قررت أخصائية اجتماعية ونفسية بمدرسة حدائق حلوان الابتدائية، عقاب الفصل الذي كانت تقف عليه في إحدي حصص اليوم الدراسي احتياطيا عندما غاب أحد المدرسين الأساسيين عن تلك الحصة، لتسوق حظ الطفل يوسف إلي مصير مظلم موحش. وبدون رقابة ولا وازع إنساني قررت الأخصائية الاجتماعية عندما كانت في فصل الطفل صلاح احتياطيا معاقبة جميع الأطفال بسبب الضوضاء التي تصدر منهم في الفصل، ربما لشعورهم كأطفال بأن تلك الحصة ربما فرصة لراحتهم من العبء الدراسي الذي يلقي علي عاتقهم يوميا، فأخذوا يتبادلون الحديث والضحكات، حتي استفزوا مسامع تلك الأخصائية النفسية - ولا ندري أي علم نفس واجتماع قامت بدراسته تلك الأخصائية- حتي لا تدرك مشاعر هؤلاء الاطفال الأبرياء؟!. حيث استهلت الأخصائية عقابها بضرب كل طفل علي يديه "مرتين بالعصا"، ولم تكتف بذلك بل قررت عقابهم بطريقة أخري، فألقت ببعض الأقلام التي كانت علي منضدة أمامها، حتي استقر أحد الأقلام في عين الطفل صلاح فأصابه بنزيف حاد. روي محمد صلاح والد الطفل صلاح، والذي يعمل "حلاق" ولديه ابنتان شقيقتان للطفل صلاح، تفاصيل الواقعة التي حدثت داخل مدرسة ابنه، في إحدي الحصص عندما دخلت المدرسة وهي أخصائية اجتماعية ونفسية، وعاقبت الفصل أجمع عندما تعالت أصواتهم أثناء الحصة -الاحتياطي- ثم قررت عقاب الطفل صلاح عندما رأته يتكلم مع زميله بإلقاء الأقلام في وجههم حتي استقرت في عين صلاح اليسري، ظل الطفل يبكي إلا أن بكاءه لم يشغل بال تلك الأخصائية، بل أمعنت في عقابه باستمرار تذنيبه حتي نهاية الحصة المدرسية، وعندما أكد لها الطفل صلاح أن عينه تؤلمه بشكل كبير طالبته بالنزول إلي الحمام وغسلها بالماء –باعتبار أن عينيه طرفت-، واستمر صلاح في البكاء حتي الحصة التالية، حيث دخلت معلمة أخري وطالبته بالنزول إلي حكيمة المدرسة، ولكنها لم تكن متواجدة في المدرسة في ذلك الوقت،كأغلب حال مدارسنا. تركت المعلمة الطفل صلاح حتي انتهاء اليوم الدراسي كاملا، ولسوء حظ الطفل العثر أن والدة صلاح اعتادت كل يوم أن تستلمه من المدرسة وتصطحبه للمنزل، إلا يوم الواقعة فقد أتأخرت عليه لظروف طارئة، فقام بعض أولياء الأمور ممن يعرفونها ويعرفون الطفل صلاح عندما شاهدوه يبكي بكاءً هستيريا من شدة الألم، بأخذه إلي مستشفي قصر العيني، واتصلوا بوالده للقدوم، لأن عين الطفل تحتاج إلي إجراء جراحة فورية. في يوم واحد تم إجراء ثلاث عمليات للطفل صلاح في عينه اليسري المصابة بنزيف، عبارة عن ترقيع وزرع عدسة، وإزالة المياه من العين، تجاوزت تكاليفها حتي الآن 10 آلاف جنيه، فيما أكد الطبيب أن صلاح سوف يحتاج إلي عمليات أخري، منها "زرع قرنية" لمحاولة إعادة النظر مرة أخري واحتمالية رجوع النظر مرة أخري -وفق نجاح عملية زرع القرنية وتقبل الجسم لها- ليبقي السؤال هل بعد إجراء كل تلك العمليات الجراحية والتي سوف تجري أيضا، هل سيري صلاح النور بعينه مرة أخري أو سيعيش بها علي هذا الوضع بعاهة مستديمة، ليدفع ثمن غلطة أخصائية غير مسئولة وغير أمينة علي هؤلاء البراعم، كانت حصتها احتياطية، لتدمر مستقبل طفل أبديا . ومن المؤسف أن تلك الأخصائية لم يتم التحقيق معها حتي الآن بل كل ما حدث أنه تم وقفها عن العمل مؤقتا، باعتبار ما قامت به من عاهة مستديمة لطفل أثناء اليوم الدراسي، كان غير مقصودا!ّ. حرر والد الطفل صلاح محضرا ضد المعلمة، حمل رقم ( 6972 ) بقسم شرطة المعصرة ، وأمر المستشار طارق أبو زيد، المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة، بسرعة القبض علي المتهمة الهاربة، بعد أن تبين أنها هربت إلي مسكن أسرتها بمحافظة الشرقية بعدما حاول زوجها التصالح مع أسرة الطفل صلاح مقابل دفع تعويض، وعندما رفضت الأسرة التي لا تسعي إلي تعويض إلي ترك منزل الزوجية إلي مكان أخر بالشرقية ، كما أمر شريف مختار رئيس نيابة حلوان بعرض الطفل المصاب علي الطب الشرعي، الذي يعد تقريره حالا وسيصدر خلال 20 يوما. يقول المختصون إن الأطفال يتعلمون أفضل من خلال العمل والحركة، وعند استخدامهم حواسهم ومن خلال المحاكاة وتقليد الأدوار، والتجريب، والتفاعل مع البيئة، ومن خلال التشجيع الإيجابي؛ ليبقي السؤال أي مستقبل ينتظر هذا الطفل وأي حواس التي يستخدمها وأي محاكاة وتقليد لأدوار المعلمين التي يحاكونها في المستقبل.. ولسان حالهم يقول بعد وقوع كل كارثة مثلما قال الطفل صلاح:" مش عايز أروح المدرسة تاني.. أنا خايف.