أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان أن باب المندب مفتاح تجارة البحر الأحمر منذ عصر مصر القديمة، وأن قدماء المصريين هم أكثر من استخدم البحر الأحمر علي المحور الطولي، حيث كانت لهم صلات تجارية مع بلاد بونت، وهي في رأي الكثير من الباحثين تشمل المناطق الإفريقية والآسيوية المحيطة بباب المندب للحصول علي البخور والعطور والأخشاب اللازمة للمعابد. وأشار ريحان في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلي أن أهم تلك البعثات هي التي أرسلتها الملكة حتشبسوت لبلاد بونت في الأسرة 18، ويرجح أن هذه البعثة وصلت لجزيرة سومطرة. وقال إن البطالمة في مصر استغلوا تجارة البحر الأحمر وسيطروا علي طرقه التجارية خاصة طرق التجارة الوافدة من إفريقيا وبلاد العرب والهند في البحر الأحمر ومصر، وكانت صادرات مصر في عصر البطالمة تشتمل علي منتجات الصينوالهند وبلاد العرب وشرق إفريقيا، واستغل الرومان البحر الأحمر لأغراض الغزو والسيطرة علي طرق التجارة ورأي فيه المصريون والبيزنطيون وسيلة لتشجيع التجارة. وأضاف أنه في العصر الإسلامي استخدم بشكل كبير في التجارة ونقل الحجاج، وفي العصور الحديثة تصارعت كل من البرتغال وهولندا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا علي السيطرة علي طرق الملاحة والتجارة وأخيرا الاستعمار. وأوضح ريحان دور الرومان في حماية البحر الأحمر من سيطرة الدولة الفارسية المنافسة لها مما يهدد دور مصر، حيث أرسلوا عدة حملات عسكرية للسيطرة علي المدخل الجنوبي للبحر الأحمر عند باب المندب علي اعتبار أن هذه المنطقة يمكن أن تنتهي عندها طرق التجارة البحرية وتتحول لطرق التجارة البرية التي تسيطر عليها الدولة الفارسية المنافسة، وكان الفرس يسيطرون علي تجارة الهند وتنافسها مملكة إثيوبيا المسيحية، وكانت هناك صلات قوية بين إثيوبيا وبيزنطة خلقتها المصالح الدينية والسياسية المشتركة بينهما. وأشار إلي أهمية البحر الأحمر في العصر الإسلامي، حيث كان البحر الأحمر بحرا خاصا بالسفن الإسلامية خاصة المصرية التي سيطرت علي التجارة به وانتقلت التجارة لأوروبا والمحيط الهندي عن طريق مصر، حيث كانت مصر هي المعبر والموزع وتابع ريحان أن ميناء عدن كان أكبر موانئ الدولة الإسلامية علي المحيط الهندي وكان ركيزة التجارة الهنديةوالصينية والمعبر الذي عبرته متاجر الشرق لمصر وأوروبا، وكان المركز التجاري بين إفريقيا وبلاد العرب وباب المندب هو الآن مفتاح تجارة العالم ونقل البترول وواردات جنوب شرق آسيا ووسيلة عبور التجارة العالمية عبر قناة السويس إليه وتعبره سنويا أكثر من 20 ألف سفينة لنقل التجارة بين الشرق والغرب.