أسعار الدواجن واللحوم اليوم 26 مايو    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 26 مايو    متى تنتهي خطة تخفيف الأحمال؟ وزير المالية حسم الأمر    الجثث تفحمت، مصرع 27 شخصا بينهم أطفال في حريق ضخم بمتنزه هندي (فيديو)    أنطونوف: بايدن يهين الشعب الروسي بهجماته على بوتين وهذا أمر غير مقبول    مشهد بديع لشروق الشمس من قلب الريف المصرى فى الشرقية.. فيديو    الدبلومات الفنية 2024| اليوم.. استمرار الامتحانات داخل 2562 لجنة    اليوم بدء أعمال التصحيح لامتحانات الفصل الدراسي الثاني لإعدادية البحر الأحمر    موعد عيد الأضحى ووقفة عرفات 2024.. ومواعيد الإجازات الرسمية لشهر يونيو    نقع الأرز ل4 ساعات يخفض مستويات السكر في الدم    عاجل.. زلزال بقوة 6،3 درجات يضرب جزر فانواتو    مع اقتراب نهاية السنة المالية.. تعرف على مدة الإجازة السنوية وشروط الحصول عليها للموظفين    استعلم الآن.. رابط نتيجة الصف السادس الابتدائي الترم الثاني عبر موقع بوابة التعليم الاساسي    إيلون ماسك يحذر المستخدمين من سرقة رسائلهم على واتساب    حقيقة وفاة الداعية التركي فتح الله جولن    أدعية الصفا والمروة.. «البحوث الإسلامية» يوضح ماذا يمكن أن يقول الحاج؟    وزير البترول: وزارة الكهرباء تتخلف عن سداد فواتير الوقود ب 120 مليار سنويا    هل سيتم تحريك أسعار الأدوية الفترة المقبلة؟.. هيئة الدواء توضح    وزير البترول: ندعم وزارة الكهرباء ب 120 مليار جنيه سنويا لتشغيل المحطات    والدة مصطفى شوبير: وجوده مع الشناوي شرف.. وعزومة «حمام ومحشي» للاعبي الأهلي    المقاولون العرب يهنئ الأهلي على فوزه بدوري أبطال أفريقيا    «أصعب 72 ساعة».. بيان عاجل من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم وتحذر من تغير مفاجئ بالحرارة    زاهي حواس: إقامة الأفراح في الأهرامات "إهانة"    حظك اليوم الأحد 26 مايو لمواليد برج العقرب    حظك اليوم برج السرطان 26/5/2024    "هرب من الكاميرات".. ماذا فعل محمود الخطيب عقب تتويج الأهلي بدروي أبطال إفريقيا (بالصور)    للقارة كبير واحد.. تركى آل الشيخ يحتفل بفوز الأهلى ببطولة أفريقيا    واجب وطني.. ميدو يطالب الأهلي بترك محمد الشناوي للزمالك    أسعار الذهب اليوم الأحد 26 مايو 2024 محليًا وعالميًا    نيابة مركز الفيوم تصرح بدفن جثة الطفلة حبيبة قتلها أبيها انتقاماً من والدتها بالفيوم    باريس سان جيرمان بطلا لكأس فرنسا على حساب ليون ويتوج بالثنائية    الرئيس التونسى يقيل وزير الداخلية ضمن تعديل وزارى محدود    مصرع 20 شخصا إثر حريق هائل اندلع فى منطقة ألعاب بالهند    حظك اليوم الأحد 26 مايو لمواليد برج الدلو    جورج لوكاس يتسلم "السعفة الذهبية" بحضور كوبولا في ختام كان السينمائي    قصواء الخلالى: الرئيس السيسى أنصفنا بتوجيهاته للوزراء بالحديث المباشر للمواطن    وزير الرياضة ل"قصواء": اعتذرنا عما حدث فى تنظيم نهائى الكونفدرالية    سلوى عثمان تنهار بالبكاء: «لحظة بشعة إنك تشوف أبوك وهو بيموت»    مشابهًا لكوكبنا.. كوكب Gliese 12 b قد يكون صالحا للحياة    حزب المصريين: الرئيس السيسي يتبع الشفافية التامة منذ توليه السلطة    رابطة النقاد الرياضيين تُثمن تصريحات الشناوي بتأكيد احترامه للصحافة المصرية    أطول إجازة للموظفين.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات للقطاع العام والخاص    صحة كفر الشيخ تواصل فعاليات القافلة الطبية المجانية بقرية العلامية    زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث.. وما يجب فعله للوقاية    العلاقة المشتركة بين سرطان الرئة وتعاطي التبغ    بيرسي تاو يُهادي جماهير الأهلي بعد التتويج بدوري أبطال أفريقيا (فيديو)    قطع المياه اليوم لمدة 6 ساعات عن بعض المناطق بالأقصر.. تعرف عليها    اليوم.. افتتاح دورة تدريبية لأعضاء لجان الفتوى بالأقصر وقنا وأسوان    61 ألف جنيه شهريًا.. فرص عمل ل5 آلاف عامل بإحدى الدول الأوروبية (قدم الآن)    صوّر ضحاياه عرايا.. أسرار "غرفة الموت" في شقة سفاح التجمع    بوركينا فاسو تمدد فترة المجلس العسكري الانتقالي خمس سنوات    رئيس جامعة طنطا يشارك في اجتماع المجلس الأعلى للجامعات    الأزهر للفتوى يوضح العبادات التي يستحب الإكثار منها في الأشهر الحرم    المدن الجامعية بجامعة أسيوط تقدم الدعم النفسي للطلاب خلال الامتحانات    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي العلمي للمقالات العلمية    وزير الأوقاف: تكثيف الأنشطة الدعوية والتعامل بحسم مع مخالفة تعليمات خطبة الجمعة    توقيع برتوكول تعاون مشترك بين جامعتي «طنطا» و«مدينة السادات»    متصلة: أنا متزوجة وعملت ذنب كبير.. رد مفاجئ من أمين الفتوى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أم الشهيد تتذكر‏..!‏

أبي شهر مارس ألا يكون شهرا للمرأة فقط‏,‏ وفضل أن يكون يوما للمرأة في أعلي مراتبها‏..‏ المرأة أم الشهيد‏,‏ فقد تحول يوم الشهيد الذي يتم الاحتفاء به في التاسع من مارس كل عام بناء علي توصية من المجلس القومي للمرأة إلي يوم لأم الشهيد تقديرا لهؤلاء الأمهات اللاتي قدمن للوطن فلذات أكبادهن واعز ما يملكن في الوجود, ليس هذا فحسب بل خيرة الشباب وكأنهن كن يشعرن بأنهم هدية للوطن فاحسن تنشئتهم حتي تليق الهدية بمن تقدم له.. وهو الوطن الذي يهون أمامه كل غال وعزيز.
فأكثر من يعتصره آلام ولوعة فراق فلذات الأكباد هي المرأة سواء كانت الأم أو الزوجة أو الإبنة, والتي لا يمكن أن ننساها ونحن نحتفل هذه الأيام بعيد الأم..
اقتربنا منهن في محاولة لتلمس مشاعرهن بعد فراق أعز الأحباب, فكانت جملة واحدة رددها أغلبهن أي احتفال هذا بعيد أم؟ فعيدنا الحقيقي سيكون يوم فرحة مصر باستقرارها وقصاصها ممن اغتال زهرة شبابها.
خالد سعيد شهيد الاسكندرية.. مفجر ثورة25 يناير رأي في منامه- حسب رواية والدته ليلي المرزوقي- يوم القيامة, فقبل استشهاده بعدة ايام رأي البحر يثور والناس يغرقون ويصرخون ويستغيثون.. حكي رؤيته لوالدته فأكدت له أنها رأت مناما مشابها.. فقال مصر ستشهد حدثا كبيرا..
قبل وفاته بأيام دهن غرفة نومه بلون وردي استعدادا لاستضافة شقيقته زهرة وأولادها عند حضورهم في الأجازة من القاهرة رغم أنهم كانوا يعتادون النوم في غرفة أخري بالمنزل.. وقبل وفاته بأسبوع أيضا انتظم في أداء صلاة الفجر..
يوم وفاته طلب من والدته القيام للصلاة والدعاء له قبل أن يموت!!
وبعد وفاته بأيام اتصل رجل مسن من السعودية معزيا وأكد أن موت خالد سيكون سببا في تغيير النظام في مصر.
استرجعت أم خالد كل هذه الذكريات عن ابنها الذي اكتشفت بعد وفاته أنه سجل3 أغنيات راب وجدتهم شقيقته زهرة علي هارد الكمبيوتر الذي يخصه وكانت كلمات إحدي هذه الأغنيات تقول: ما تزعليش يا أمي سأموت شهيد.. بس مش حاكون آخر شهيد.. ورايا كتير وحاتغير وأغير الكون.
لم يذهب خالد إلي مكة ولكن حادث استشهاده الذي شهده العالم منحه70 عمرة و3 حجات ربما لم يكن ليؤدي إحداها لو عاش.
أنا فخورة بأبني الشهيد هكذا بدأت السيدة ايمان محمد( موظفة في مدرسة اعدادية) والدة الشهيد احمد عبد الرحيم وهي تروي عن ولدها الذي كان طالبا متفوقا بالصف الخامس بمدرسة جلال فهمي الصناعية وكان يتمني استكمال دراسته بهذا التفوق حتي يلتحق بكلية الهندسة.. نزل أحمد لصلاة الجمعة يوم28 يناير( يوم جمعة الغضب) ورجع بعد الصلاة وعينيه حمراء وأخذ مياه وخل لإسعاف الشباب في شارعنا بالمطرية من جراء القنابل المسيلة للدموع, ولكن رصاص القناصة أصاب صدر أحمد فاستشهد علي الفور. تضيف اتجمع مع امهات اخري من امهات الشهداء, فالمطرية قدمت اكثر من23 شهيدا وكلنا تجمعنا مرارة وألم الفراق ولن يهدأ لنا بال إلا بعد القصاص..
أحمد كان شهما ورجلا.. كل الناس كانت تحبه يساعد الناس كلها وهو حقا يستحق الشهادة أنا فخورة به.. وتستكمل: أنا أرملة منذ14 سنة فكنت قريبة جدا من ابنائي( بنتان وولدان) واحمد كان ترتيبه الثالث علي أبنائيو صحيح اني احتسبه عند الله شهيدا ولكن المرارة لا تفارق صدري كلما مر ببالي ذكريات او جاءت اعياد اتذكر فيها ابني وهو وسطنا..
وبلهجة ريفية ردت أم الشهيد حاتم حسين محمد(32 سنة) علي المحمول لتقول في حسرة أنه كان خاطب ابنة الجيران التي أحبها وحلم باليوم الذي يجمعهما منزل واحد.. استشهد قبل يوم واحد من تنجيد مفروشاته.. تعذب في تجهيز شقته كان زفافه بعد9 أيام من يوم وفاته.. كان يعمل بصفة مؤقتة في الساحة الشعبية وكان أول فرحتنا فهو أكبر إخوته الخمسة وراعيهم بعد وفاة والده.. لم يكن له في السياسة ولكنه كان يهوي القراءة ومشاهدة مباريات كرة القدم في التليفزيون. وكان يكره الظلم ويشعر ان النظام ظالم.. كان متدينا لا يفوته فرض.. يوم استشهاده صلي المغرب وخرج من المسجد في طريقه لعمله.. سلم علي كل من قابلوه وكأنه يودعهم.. أحد أبناء الأسرة حذره من ضرب النار لكنه طمأنه وسار في طريقه فأصابته رصاصة طائشة من الضباط.. وخرجت البلد كلها تشيعه الي مثواه الأخير ونحن في انتظار القصاص.
الشهيدة أميرة سمير السيد دويدار( اسكندرية) هي الفتاة الوحيدة التي استشهدت في الاسكندرية.. كانت طالبة في الصف الثاني الثانوي( علمي رياضة).. مثالية ومتفوقة في دراستها تهوي الرياضة وتحفظ القرآن.. لها أخ واحد اسمه أحمد متفوق أيضا في دراسته.. ويقول والدها سمير دويدار, فني تشغيل المعدات: في جمعة الغضب خرجت أميرة للمنزل المجاور الذي يقع في مواجهة قسم رمل ثاني بالاسكندرية لتحضر الدرس مع زميلاتها.. وقفن في شرفة المنزل ليشاهدن المتظاهرين امام القسم.. اخرجت موبايلها لتصور الأحداث ولكن أصابتها طلقة أردتها قتيلة.. وكانت قبل استشهادها بدقائق تشاور لأمها التي كانت في شرفة منزلنا مع السلامة لذلك عندما استشهدت أخفيت الخبر عن أمها في البداية حتي استخرجت شهادة وفاتها بصعوبة في اليوم التالي فأخبرت الأم ان أميرة في العناية المركزة بالمستشفي لكنها كان لديها احساس انها انتهت وبمجرد تأكدها اصيبت بانهيار عصبي وكذلك أحمد أصيب به فأميرة كانت له بمثابة الأم اثناء غياب والدتها في العمل بشركة الغزل والنسيج.. ويستطرد الأب وكأنه يتذكر: كانت ترغب في الاشتراك في الثورة لأنها لم يكن يعجبها نظام الحكم واستبداده بسبب كثرة المعتقلين حولنا.. كانت تعترض علي ضرب المتظاهرين وقتلهم.. كنت امنعها من النزول لأني كنت أخاف عليها.. وينهي الأب كلامه قائلا وكأنه يحدث ابنته: اميرة وحشتيني.. أشم رائحتك في كل مكان بالمنزل.. أميرة لقد كنت كل دنيتنا!.
وتحكي سارة ابراهيم يسري أرملة الشهيد كريم بنونة خريج كلية الحاسب والمعلومات بجامعة حلوان أنها تزوجته كما يقولون من غرفة الصالون.. ولكنها بعد ارتباطها به شعرت بمدي حب الله لها بأن رزقها هذا الزوج الحنون الهاديء الطبع الخلوق.. كان متدينا متسامحا يحب الآخر ووصفه زملاؤه بأنه عنده سلام نفسي.. كان أصغر إخوته وأقربهم الي والده الذي وصفه بأنه توأم روحه- وبعد استشهاده أحس أن روحه قد سحبت منه- ورغم ذلك كان يعتمد علي نفسه فكان يعمل أثناء دراسته وتبوأ مناصب كبيرة رغم صغر سنه.. تقدم كريم لخطبة سارة وعمره23 سنة وقدم لها شبكة اشتراها من ماله الخاص كما ساهم في تجهيز المنزل وتأثيثه.. كان إيجابيا في تصرفاته يرفض النقد لمجرد النقد ولكنه كان يقدم النصيحة للمخطيء ولم يكن يحب اثارة القضايا الخلافية في أي مجلس وانما يحاول التوفيق بين الآراء المختلفة ويقرب وجهات النظر.. لم يكن يهوي السياسة ولا ينتمي لأي حزب, ولكنه كان يعتبر أن السكوت مشاركة في الظلم وكان يؤمن بضرورة قول الحق في وجه سلطان جائر.. فقد كانت لديه قناعة أن النظام هو الذي يبث الفتنة الطائفية ويفرق بين المسلمين والمسيحيين.. لذلك شارك في الدعوات للنزول لميدان التحرير يوم عيد الشرطة(25 يناير).. ذهب الميدان واستمر هناك حتي منتصف الليل وبدأت مطاردة المتظاهرين بضربهم بالخرطوش ورشهم بالماء وكان كريم منهكا وجسمه مليء بالخرطوش فاخفاه صاحب محل موبايلات مسيحي بالرغم من أنه ملتح وصمم علي محاسبة التاكسي الذي اتي به للمنزل في صباح اليوم التالي.. خفنا نذهب به للمستشفي حتي لا يقبض عليه وانتظر بالمنزل يومي الاربعاء والخميس ولكنه صمم علي النزول مرة اخري في جمعة الغضب مع أخيه ولم تكن هناك اتصالات ثم أحضره ناس وهو في حالة إعياء شديد ولم ينطق بكلمة حتي توفي بسبب النزيف الداخلي الذي سببه الخرطوش ورحل عن ابنيه عمر4 سنوات ومريم سنتين..
يوم وفاته كتب علي الفيس بوك فحتي حين تكون القيامة بعد لحظة.. حين تنقطع الحياة الدنيا كلها حتي عندئذ لا يكف الناس عن العمل وعن التطلع للمستقبل.. ومن كان في يده فسيلة فليغرسها.. كان كريم قد بدأ مشروعا خاصا به يهدف الي التدريس بوسائل متطورة كالأيباد الذي كان من أوائل من احضروه في مصر وصمم برنامجا يشمل المناهج ليتم التواصل بين الطلبة والمدرسين بالمدرسة.. كان يطمح للتقدم أكثر وتستعيد مصر مكانتها.. بعد أن أنهت سارة حكاية زوجها الذي شاركها حياتها لأعوام قليلة عادت لتتصل بي وتحكي لي أهم موقف في حياتها وهو أن كريم قد دفع لها مؤخر صداقها نقدا في بداية زواجهما لأنه كان يعتبره دينا في رقبته لا بد أن يوفيه.
الشهيد.. الشيخ عماد عفت
كان بطبعه إنسانا ثائرا يطلق عليه أصدقاؤه وأقاربه الشيخ عفت الثورجي.. كان باحثا عن الحق, يري الدنيا حوله علي خلاف الحق نظرا لانتشار الفساد والظلم كما تقول زوجته نشوي عبدالتواب التي تؤكد علي إيمانه بالجهاد في سبيل نصرة الخير.. كان يعمل في صمت.. تمني الشهادة من كل قلبه لدرجة ان زوجتيه علا ونشوي عبد التواب شاهدتا في المنام عدة مرات أن الشيخ عفت قد استشهد وها هو نال الشهادة بعد أدائه فريضة الحج مباشرة.. كان ودودا لطيفا شديد الحياء والهدوء محبا لأولاده الأربعة.. وكان مخلصا في عمله محبا للعلم يتعلمه ويعلمه لتلاميذه.. كان ناقما علي التعليم في مصر فقد تمني أن ينال المصري أفضل تعليم ويعيش حياة كريمة.. لم يتمكن من الالتحاق بكلية الطب فدخل بكلية الهندسة ولكن دراستها لم تستهويه فتركها للآداب قسم اللغة العربية ثم درس الشريعة بجامعة الأزهر..لم يكن هدفه الحصول علي شهادات بقدر ما كان هدفه أن يتعلم ويعلم.. كان مستنيرا في أفكاره متطورا فكان يتابع الأخبار والبرامج الهادفة حتي لو فنية.. وكان يصطحب أسرته للأوبرا ويشجع أبناءه علي ممارسة هواياتهم سواء فنية او رياضية..
شهيد الأهرام..
متزوج من بسمة ابنة عمه التي انتقلت من طنطا لتعيش معه في القاهرة.. استمر زواجهما ست سنوات ثم انجبت ابنهما يوسف الذي استشهد والده بعد عيد ميلاده الأول بشهر.. تحكي بسمة أن محمد كان شخصا ملتزما يحب أسرته ويرتبط بها, يعشق كرة القدم ولكنه كان يشاهد المباريات في المنزل.. وعن كيفية استشهاده تقول: لم يتمكن من الوصول لعمله يوم28 فعاد الي المنزل وجلس يتابع التليفزيون ويبكي متأثرا بما يراه من ضرب للمتظاهرين وسحل.. صباح السبت ذهب لعمله مبكرا عن موعده بسبب حظر التجوال, ثم اتصل بزوجته ليوصيها علي ابنها ونفسها ويحذرها من الخروج.. بعدها عرفت من شقيقه ان مبني مجمع المحاكم القريب من الاهرام يحترق فاتصلت بمحمد وأكد الخبر وذكر أنه يساهم مع زملائه في إطفاء الحريق حتي لا تنتقل للأهرام خاصة وأن بها كميات كبيرة من الورق.. استمرت زوجته تتصل به كل فترة لتطمئن عليه ولكنه في المرة الاخيرة لم يرد فاتصلت بشقيقه في الجراج الذي ابلغها بفراغ شحن بطارية المحمول رغم انه كان يعرف ان شقيقه محمد قد أصيب بطلق ناري ولكنه كان يتصور انه في حالة إغماء. بعد قليل سمعت بسمة صراخا في إحدي المنازل المجاورة فتصورت أن بلطجية دخلوا عند الجيران ولكنها اكتشفت ان شخصا ما اتصل بهم وأبلغهم نبأ استشهاد محمد.. أول شهداء مؤسسة الأهرام الثلاثة.
الشهيد أحمد ابو بكر العوضي لم تستطع امه(65 سنة) ان تتحدث وتستعيد ذكريات فقدان ابنها الذي كان يبلغ33 عاما, خاصةان ابنها الثاني كان قد اصيب في حادث عام2005 تسبب في عجز بيده وقدمه.. ولكن والده قال: ان والدة الشهيد ضريرة وقد اصيبت بانهيار عصبي بعد فقدان ابننا الذي توفي يوم28 يناير أمام وزارة الخارجية عندما كان متوجها الي مقر عمله بالجيزة( لحام كهربائي) أصابته طلقة من سطح وزارة الخارجية نقل علي اثرها الي مستشفي قصر العيني وتوفي هناك.. ابني ماكانش له دعوة بالمظاهرات عنده ولد واحد كان عايز يربيه
مصطفي العقاد تروي والدته قصته قائلة: كان طالبا في كلية التعليم الصناعي عمره18 سنة, توفي يوم جمعة الغضب عندما توجه مع صديقه إلي ميدان المطرية للمشاركة في المظاهرات ظنا منهما أنها مظاهرة سلمية.. كان اتجاهما لميدان التحرير لكن للأسف لم يصلا إلي غايتهما حيث توفي في الميدان هو و28 شهيدا آخر منهم الشهيد أحمد عبد الرحيم12 سنة ذهب لوضع الخل علي أعين المصابين ومنهم أيضا إبراهيم رضا في السنة السادسة ذهب ليشاهد ما يجري وقتل بخمس طلقات في بطنه. كل ما تأمله هو المحاكمة العادلة ولكنها تري أن الحكم معلوم مسبقا ولن يبرد نارهم, ولديها يقين أن إعلان الحكم تم تأجيله لشهرين حتي يبلغ الرئيس السابق سن85 حتي لا يعدم..أما السجن ال5 نجوم في المركز الطبي العالمي كما تطلق عليه ليس الحكم الذي حاربنا من أجله وانتظرنا طوال السنة الماضية.. وتبكي علي حال المصريين قائلة: لو واحد في إسرائيل مات أو تم أسره لا يفرط في دمه حتي لو بعشرين واحد, أما شهدائنا فدمهم رخيص, المهم حسني مبارك فوق الكل, ومجلس الشعب تكلم في جلساته الأولي فقط عن حقوق الشهداء وبعدين خلاص نسيوهم..بس أنا عمري ما هنسي حقه..
اصيب يوسف فايز ارمنيوس يوم28 يناير ثم فارق الحياة يوم4 فبراير, وكانت الاصابة في مدينة السلام امام القسم فعندما وجد شباب الحي يتساقطون كان يقوم بنقلهم لإسعافهم ثم اصيب بطلق ناري في صدره نقل علي أثره إلي المستشفي.. ويوسف- كما تروي امه- عمره32 سنة كان مستأجرا لمحل عطور صغير يعمل فيه وينفق دخله كله علينا.. صرفت التعويض واقوم بصرف المعاش الشهري الذي انفقه علي ابنتي اللاتي فقدن زوجيهما ولكن فلوس الدنيا لن تعوضني عن ابني وأولا واخيرا عدل ربنا هو اللي هايمشي وكل ما تتمناه أم يوسف في عيد الام القادم ان يصبر الله قلب كل أم فقدت ضناها مثلها.
كم اتمني ان اسمع خبر وفاتي وأنا حي كي أري العيون التي ستبكي علي تلك هي الأمنية التي كتبها انس محي الدين أصغر واشهر شهداء مذبحة بور سعيد علي صفحته علي موقع الفيس بوك وكأنه كان علي علم انه لم يتبق من عمره سوي أيام قليلة.. فصورته وهو مبتسم يحمل علم مصر مشجعا النادي الأهلي بالفعل ابكت العالم كله.. يتحدث والده بصوت يملؤه الحزن والألم عن ابنه الذي كان طالبا في الصف الأول بالدبلومة الامريكية, أنه ووالدته كانا يرفضان ذهابه الي هذه المبارة بعينها ولكنها مشيئة الله تعالي وليس لي ولا لأمه اختيار في ذلك الأمر.
وتبكي والدة الشهيد أحمد سمير السيد أحد شهداء ثورة25 يناير2011 وكانه استشهد بالأمس.. وتقول ابني من مواليد مدينة المحلة, توفي والده وهو صغير فصار هو رجل المنزل والأخ الأكبر لمحمد وسلمي.
تخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر, إلا أنه عمل بعدها في مواقع المشاريع المختلفة بإحدي الشركات..
فهو كان مشغولا دائما بقضايا الفساد والمشاكل التي يعاني منها المجتمع, مع ميله الشديد لمتابعة الأحداث السياسية, سواء الداخلية والخارجية التي تنصب بالكامل علي حال مصر, وكان شاعرا يكتب اشعاره عن الفساد والطغيان والقهر الذي يعيشه الشعب المصري, واستشهد برصاصة قاتلة اخترقت قلبه وخرجت من الظهر, ملأت ملابسه كلها بالدماء.
ولم تعرف بخبر استشهادة إلا يوم الأحد30 يناير, وتضيف انها لم تأخذ حقها حتي الآن ولم يعوضها عنه أي شيء حتي ولوكان المال, وهي تطالب فقط بالقصاص العادل.
وتقول والدة الشهيداحمد صابر مصطفي انه كان طالبا في الصف الأول الثانوي لا تتعدي أعوامه الخمسة عشر فهل يستحق أن يصاب هذا الصغير بطلق ناري أثناء مظاهرة سلمية!! كان ذلك أمام قسم حدائق القبة عندما سارت المسيرة من الوايلي, وحينما اقتربت من القسم أطلقت القناصة الرصاص ليستشهد أحمد برصاصتين أسفل المعدة.. وعلي الرغم من انها احد الذين صرف لهم المعاش الخاص لأسر الشهداء والتعويض ايضا الذي تبلغ قيمته ثلاثون ألف جنيها والذي اقامت بهم مسجدا لأبنها, إلا أنها لم يشف غليلها حتي الآن فهي تريد القصاص لأن ابنها كان حياتها ودنياها كما تقول, وهي تطالب بمحاكمة المسئولين عن قتل الأطفال بالرصاص الحي, فهي لا تعلم ثأرها لدي من تحديدا.
كان جدع وراجل هكذا بدأت الحاجة فايزة عبد الحميد حديثها عن ابنها الشهيد مصطفي الصاوي.. كان طالبا في الجامعة, ويعمل منذ كان في الاعدادي ويشتري الكتب الدراسية بنقوده, وكان يرفض أي مساعدة من والده الذي يعمل عاملا فنيا في البنك المركزي, ويساعد أخوته البنات وأمه دون أن يطلبوا ذلك كما كان حافظا للقرآن.. استشهد علي كوبري قصر النيل وأصيب أخوه إيهاب في نفس اليوم( يوم جمعة الغضب) بطلقات في يده ومازالت بها طلقة حتي الآن ونقلا ابناي علي المستشفي واحد مصاب والآخر شهيد.. حصلت أسرته علي مبلغ30 ألف جنيه ولكنها لم تلمسهم وترفض أي تعويض وكل ما تطلبه هو القصاص من القتلة وتنوي الذهاب إلي المحكمة يوم المحاكمة, وتتساءل.. زمان كان النظام بيحاكم الحرامي اللي سرق عشان يأكل.. طيب الناس اللي قتلت عمدا إيه حكمها؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.