كلما دهمتنا كارثة من كوارث الطبيعة سواء فى البر أو البحر أو الجو على شكل زلازل وأعاصير وعواصف رعدية اتجهت أنظارنا نحو السماء بحثا عن تفسير لعجائب الكون والطبيعة والتى مازالت معرفة الإنسان بخباياها وأسرارها معرفة محدودة رغم كل ما حدث من تقدم علمى مذهل.. (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) صدق الله العظيم.ومع أن الإنسان استطاع أن يحقق قدرا كبيرا على طريق التنبؤ بالأحوال المناخية وارتباطها بالأرض والبحر والجو بفضل تقدم وتطور أجهزة الرصد المناخى فإن قدرة الإنسان مازالت محدودة فى هذا المجال ومازال هناك الكثير مما هو خفى ومخبوء، ويدفع بنا إلى بحور الحيرة عندما تقع كوارث طبيعية مرعبة.والحقيقة أن هذا العجز عن فهم أسرار الكون ليس وليد اليوم، وإنما هو قديم قدم التاريخ ذاته ومن قبل أن تكون هناك طائرات أو أجهزة رصد وقياس للأحوال الجوية.. كانت أسرار الكون وخوارق الطبيعة هاجسا مقلقا للإنسان لا يجد منه خلاصا إلا بمزيد من الإيمان بقدرة وعظمة الله خالق الكون ومسيره! ويعتبر العالم العربى أبو عبد الله بن زكريا بن محمد القزوينى الذى ينتهى نسبه إلى عالم «المدينةالمنورة» أنس بن مالك أول الذين اجتهدوا فى بحث شئون الكون والطبيعة وابتكار نظريات فى علم الرصد الجوي. وعلى مدى ال 77 عاما التى عاشها «القزوينى» فى القرن السابع الهجرى لم يمنعه اشتغاله بالقضاء من تأليف العديد من كتب الجغرافيا والتاريخ الطبيعى والاستغراق فى البحث والتنقيب عن كل ما يتعلق بعلوم الطبيعة والحياة. ويعتبر كتابه «عجائب المخلوقات.. وغرائب الموجودات» تحفة أدبية وعلمية نادرة وتعتبر حتى اليوم - ورغم مرور أكثر من 800 عام على صدوره - واحدا من أهم المراجع التى تقدم صورة بانورامية للسماء وما تحوى من كواكب وأجرام وبروج وحركات الكواكب الظاهرة وما ينجم عن ذلك من تغيير الأحوال المناخية واختلاف فصول السنة. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: جاهل لا يعرف أكثر من عارف يتجاهل ويضن بعلمه! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله