قد لا يعلم الكثيرون أن كسوف الشمس وخسوف القمر يحدث شهريا، ولكن ليس إلى درجة الظاهرة المرئية والملموسة كما حدث لكسوف الشمس يوم الجمعة الماضى، وكما حدث مرارا لخسوف القمر ففى كل شهر وقت الهلال يقع القمر بين الشمس والأرض يحدث الكسوف وكل شهر عندما يكون القمر بدرا تماما تكون الأرض واقعة بين الشمس والقمر يحدث الخسوف ولكن أحدا لا يحس بذلك لأن سطح المدار القمرى وسطح المدار الأرضى لا يتوافقان تماما فينحنى الواحد عن الآخر نحو 5 درجات. وهكذا تجيء ظاهرة كسوف الشمس بين الحين والحين لتجديد اليقين بالإعجاز الربانى من ناحية ولكى يعرف الإنسان أن الله عندما خلق هذا الكون الفسيح اللامتناهى فإنه ربطه بنظام وأجرام تجعل منه أشبه بقرية صغيرة.. و ليست ثورة الاتصالات هى التى جعلت من العالم قرية صغيرة كما نردد نحن - بغير وعي- منذ سنوات! وها نحن بعد مرور عشرات الآلاف من السنين على محاولة الإنسان البحث عن سر الشمس ومراقبة مسار قرصها العجيب الذى يضيء الأرض ويدفئها لم تزل تمثل لغزا يستعصى على العقل البشرى أن يصل إلى دخائله. لقد اقتصرت معرفتنا حتى الآن على أن أشعة الشمس هى مصدر كل حياة وحرارة وطاقة، وأنه لولا الشمس ما كانت هناك حياة للإنسان والحيوان والنبات. وحتى الاجتهادات العلمية بشأن هذا القرص العجيب لا تظل فقط مجرد اجتهادات ليس عليها دليل قاطع وإنما هى اجتهادات على فرض صحتها لا تمثل سوى القليل عن حقيقة تلك الكرة الذهبية المتوهجة. إن هذه الشمس التى تفاجئنا بين الحين والحين بظاهرة الكسوف موجودة على مسافة تقرب من 150 مليون كيلو متر من الأرض أى ما يوازى 400 ضعف المسافة بين الأرض والقمر.. و هى مسافة تحتاج لقطعها إلى 17 سنة متواصلة من الطيران بواسطة أسرع طائرة ركاب فى العالم. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: للشباب وجه جميل وللشيخوخة روح جميلة ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله