مازلنا مع صاحب السيرة الذى وصفه عدوه اللدود ذات يوم بأنه فقير ، ونصف عار، فقد كان ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا يؤرقه العصيان المدنى الذى أطلقه وقاده غاندى فى عموم الهند ضد الاستعمار البريطانى حتى إن تشرشل يقول فى مذكراته إنه اقترح أن يسحق غاندى تحت أقدام فيل ضخم عقابا له على تصديه للإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس فى ذلك الوقت طبعا . أما وقد كسفت الشمس فهل تخيل تشرشل أن يجىء يوم بعد سبعة عقود من استقلال الهند عن انجلترا يقف فيه غاندى بجوار تمثال خصمه فى ساحة البرلمان البريطانى بلندن ، وهل مر بخاطره أن يشيد خلفه الحالى ديفيد كاميرون الذى حضر حفل إزاحة الستار عن تمثال غاندى بالهنود الذين استقروا فى بريطانيا وبنمو التجارة بين البلدين بل إنه يفكر كيف أن انجلترا تسير على نهج غاندى فى تعايش العقائد المختلفة فى انسجام . لو افترضنا أن التاج البريطانى استجاب لتشرشل وسحق غاندى تحت الفيل ، من كان ياترى سيكون ملهم كاميرون وسلفه الصالحين ! صحيح أن الدول تسمو فوق المرارة والعداء وإلا ما كان يقف حفيد غاندى فى ساحة البرلمان البريطانى يدشن تمثال جده كأحد الشخصيات الأكثر أهمية فى تاريخ العالم وعلى صورته المستوحاة من هيئته التى كان عليها وهو يستقل الدرج فى ا10 دونينج ستريتبمقر الحكم الإنجليزى فى عام 1931 لمقابلة الملك جورج الخامس الذى سأله عن شعوره، وهو يلبس ملابس غير كافية فكان جوابه ا إن الملك يرتدى ثيابا تكفى كلينا ا. لقد آمن غاندى فى يوم من الأيام بأن الأخلاق أساس كل شىء وبأن الحق هو أساس الأخلاق فأصبح الحق هو الهدف الذى يطلبه ، وزاد إيمانه وإدراكه هذا يتسع على مر الأيام ،فغرست فى قلبه بذور الكفاح من أجل الكرامة والوطنية . وللكفاح بقية حديث . [email protected] لمزيد من مقالات سهيلة نظمى