جاءت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بتشكيل قوة عربية موحدة لمواجهة الارهاب، الذى وجد مناخا طيبا لينمو فى بعض دول منطقة الشرق الاوسط، ليكون تهديدا مباشرا للامن القومى لدول المنطقة فى وقت عصيب بعد محاولات عدة لكسر الارادة العربية وتصدير افكار مغلوطة عن الاسلام ليخدم الاجندة الغربية . ان دعوة الرئيس عبد لفتاح السيسى لا تهدف الى درء المخاطر عن مصر فقط ولكنها لحماية المنطقة من الجماعات الارهابية التى لم يشهد العالم مثلها من قبل، حيث ان تلك الجماعات تنتشر بسرعة كبيرة فى ليبيا والعراق وسوريا، بجانب وجود مجموعات اخرى فى سيناء ويخوض الجيش المصرى حربا شرسة ضد تلك الجماعات واستطاع ان يحقق نصرا كبيرا عليها حتى الان. ان تشكيل قوة عربية موحدة هى الامل الوحيد لمنع تلك العناصر الارهابية من الانتشار بشكل كبير فى الشرق الاوسط، فلن يقضى على الارهاب فى المنطقة الا بتكاتف الدول العربية مجتمعة، فالارهاب المنظم لا يستهدف دولة بعينها ولكنه يسعى الى تدمير المنطقة بأسرها. ان القوة العربية الموحدة ليست بدعة ولكنها منذ اربعينيات القرن الماضي، عندما اتحدت الدول العربية لمواجهة العدوان الاسرائيلى على فلسطين عام 48 حيث اتفقت الدول لمواجهة العدوان، ومن بعدها تم التوقيع بين الدول العربية على اتفاقية الدفاع العربى المشترك وتكوين قوة عربية رادعة لمواجهة اى عدوان على الدول العربية أو عدوان محتمل، وربما ان هذه الاتفاقية لم تفعل كثيرا، ولكن كان للتجمعات العربية دور هام فى الكثير من المواقف التى تعرضت لها الدول العربية، ومن اهمها حرب اكتوبر المجيدة التى شاركت فيها دول عربيه ضد العدو الاسرائيلي، على الجبهتين المصرية والسورية، واستطاعت الوحدة العربية الوقوف صفا واحدا وتحقيق نصر عظيم ابهر العالم. كما كان للقوة العربية دور مؤثر فى الازمة اللبنانية عام 1976 فى السيطرة على الصراع والحرب الاهلية داخل لبنان، وكان هناك تكتل عربى من اجل تحقيق الهدف المنوط به. وايضا شاركت دولا عربية بقوة لوقف العدوان العراقى على الكويت وكانت ضمن التحالف الدولى الذى قادتة الولاياتالمتحدةالامريكية، وتم رد العدوان وكان وقتها للدول العربية الدور الفاعل فى عملية التحرير، من خلال التدخل البري. ومن التكتلات المهمة فى منطقة الشرق الاوسط قوات درع الجزيرة المنبثقة من مجلس التعاون الخليجى وذلك لتأمين الدول واستقرارها ودرء اى عدوان عن اى دولة من الدول، وكان لتلك القوات دور بارز فى السيطرة على حالة الفوضى التى شهدتها مملكة البحرين، واستطاعت تلك القوات التدخل بناء على طلب من الحكومة البحرينية لحماية المنشات العامة والخاصة، وتم فعلا السيطرة، وحققت درع الجزيرة اهدافها بمنتهى الدقة. ان الغرب هو من يرفض فى الوقت الحالى ان تكون الدول العربية يدا واحدة او ان يتم تشكيل قوة موحدة، ولكن الحقيقة ان الدول العربية اذا اجتمعت بقواتها وعزيمتها فهى قادرة على اجتثاث جذور الاهاب من الشرق الاوسط بعد ان اصبح مرتعا للمختلين عقليا من جميع دول العالم، بعد المحاولات لانشاء وطن بديل للارهابيين فى احدى دول المنطقة لشن هجمات على الدول العربية. ان الغرب يسعى الى تفتيت الشرق الاوسط عن طريق دعم الارهاب فى الوقت الحالي، ومحاولات تدمير الجيوش العربية، وتحاول الولاياتالمتحدةالامريكية ان تصدر للعالم انها تقود تحالف دولى يحارب الارهاب فى سوريا والعراق وخلال 6 اشهر لم تحقق نجاحا واحدا على الارض غير انها تسقط السلاح على التنظيمات الارهابية. ان الوطن العربى يمر بأخطر مراحلة وعلى الدول العربية ان تعى جيدا ما يخطط لها والامل الوحيد فى قوة عربية قادرة على الردع وعلى جامعة الدول العربية من خلال القمة العربية المقبلة ان تصدر قرارا فوريا بتشكيل قوة عربية رادعة لمواجهة الارهاب .