أكملت مصر جميع الترتيبات والاستعدادات الأمنية واللوجيستية لاستضافة القمة العربية التى ستعقد فى مدينة شرم الشيخ يوم الأحد المقبل، والذى يتزامن عقدها مع مرور 70 عامًا على تأسيس الجامعة . حيث تبدأ غدا اجتماعات كبار المسئولين للإعداد لاجتماع المجلس الاقتصادى والاجتماعى، وبلورة جدول الأعمال للموضوعات الاقتصادية والاجتماعية، التى سترفع إلى وزراء الاقتصاد والتجارة، يعقبها اجتماعات مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة السفير طارق عادل مندوب مصر الدائم لدى الجامعة، لإعداد مشروع جدول أعمال القمة العربية. وسوف يتناول اجتماع المندوبين مجمل القضايا العربية الراهنة، وتداعيات فوز «بنيامين نيتانياهو» رئيس الوزراء الإسرائيلى بالانتخابات بأغلبية ساحقة وتشكيله الحكومة المقبلة. وأوضحت مصادر دبلوماسية من داخل الجامعة العربية أن هذا التطور سينعكس كثيرًا على مشروع القرار الفلسطينى، وطرح القيادة والوفد خلال الاجتماعات بحيث تتضمن الرؤية للوضع الراهن والمستقبلى وكيفية التعامل مع هذا التحدى، خاصة مع إعلان نيتانياهو الذى سبق الانتخابات أنه سيقضى على فكرة إقامة الدولة. وسيكون الملف الفلسطينى أحد الموضوعات الرئيسية على جدول الاجتماعات من جميع جوانبه بما فيها قضية إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسامات والخلافات القائمة منذ عام 2006، إلى جانب تعديل مشروع القرار الذى سيتم إقراره من القمة ليأخذ فى الاعتبار التطور الجديد، وفقًا لما سيقدمه الوفد الفلسطينى وما سيطرحه الرئيس عباس على القادة العرب فى الجلسة المغلقة. وتتضمن مشروعات جدول الأعمال ملف الإرهاب، الذى يحظى باهتمام كبير خاصة من جانب مصر، إلى جانب ملف تشكيل قوة مشتركة وتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك والاتفاقيات العربية المبرمة بهذا الخصوص بما فيها اتفاقية الرياض، كما يتضمن الوضع فى الجولان وجنوبلبنان والتطورات الدرامية والمتسارعة فى اليمن وانعكاساتها على الأمن القومى العربى والملاحة فى البحر الأحمر، إلى جانب الملف النووى واحتلال الجزر الإمارتية والوضع فى الصومال وجزر القمر والتعاون العربى، مع قوى إقليمية ودول فاعلة فى إطار المنتديات التى تم تدشينها لهذا الغرض. وصرح السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية بأن الدورة الجديدة لمجلس الجامعة على مستوى القمة تتضمن 28 بندا، تتناول كل قضايا العمل العربى المشترك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مؤكدا أن عنوان هذه الدورة هو «صيانة الأمن القومى العربى» باعتباره ركيزة أساسية للأمن الإقليمى، بهدف تعزيز التعاون العربى فى مواجهة التحديات التى تواجه الأمن العربى، وتهدد سيادة الدول واستقرارها بسبب التفشى السرطانى للكيانات الإرهابية، واحتلالها لمناطق جغرافية وإزالة الحدود بين الدول الأمر الذى أصبح يهدد كيانات الدولة الوطنية. وأكد بن حلى أن المناقشات على المستوى الوزارى أو القمة العربية المرتقبة ستركز على كيفية توحيد المواقف العربية إزاء مواجهة هذه التهديدات الحقيقية للأمن القومى العربى، نظرا لوجود خلل واضح فى التوازنات، مما يستلزم البحث فى كيفية إعادة قوة الموقف العربى ومكانته . وقال بن حلى إن جدول الوزارى العربى يتضمن أيضا تطورات القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للدول العربية، وما يرتبط بها من تطورات على صعيد الصراع العربى الإسرائيلى، والاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية والجولان وما تبقى من أراض فى جنوبلبنان، مشيرا فى هذا الصدد إلى أن الأمانة العامة للجامعة وجهت الدعوة لوزيرة خارجية السويد مارجوت فالستروم لحضور الجلسة الافتتاحية للمجلس، وإلقاء كلمة تقديرا لدور بلادها الداعمة للقضية الفلسطينية باعتبارها أول حكومة أوروبية تعترف بدولة فلسطين .