محمد نصر بعد فترة قصيرة من تولي د.سيد خطاب رئاسة جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية كان لابد وأن نلتقي معه ليوضح لنا الصورة الحقيقية للرقابة والآراء والاقتراحات الخاصة بدور الرقابة وتوجهاتها الحالية وخططها المستقبلية وأهمها خطة تطويرها, وذلك للقدرة علي حماية الابداع والمجتمع. كيف تحدد رؤيتك لدور الرقابة في المرحلة المقبلة؟ يجب أن يكون دور الرقابة الرئيسي هو حماية حق المبدع والمؤلف من القوي الرجعية التي تتربص بالفن وتريد العودة بمصر إلي العصر الحجري ونحن في عصر السماوات المفتوحة.. لذا لامجال لمزيد من الحجب إنما لمزيد من المعرفة والإبداع الحر. ماهي الاقتراحات العملية لتحقيق ذلك؟ قدمنا اقتراحا بتجميع أجهزة الرقابة في هيئة واحدة للتنسيق فيما بينها.. وإنشاء أرشيف الكتروني وورقي للسيناريوهات المصرية.. وعقد ندوات دورية بين المبدعين لمناقشة السيناريوهات التي يرفضها العاملون في الرقابة. هل تري أن الرقابة معنية أكثر بحماية الابداع أم حماية المجتمع؟ أري أن هذه الثنائية هي منطقة شديدة الصعوبة.. فأولا نحن محكومون بقوانين ولوائح موضوعة من عام1955 والحراك الاجتماعي الآن يتطلب قدرا أكبر من المرونة.. ما أعنيه بالقول إننا في حاجة لإعادة النظر في أشياء كثيرة.. وأري أن الرقابة تقف في مساحة وسط بين المجتمع والابداع وهي مساحة شفافة.. مساحة فاصلة بين التأثير والتأثر لاسيما وإن الأفلام وكل الوسائط الفنية لم يعد الآن دورها مقصورا علي نقل الواقع.. وأنما هي تساهم في صنعه وفي تحديد أنماط الشخصية, وعلينا أن نخفف من الأثر السلبي لبعض هذه الصناعات حتي لاتنتج أنماطا سلبية. هل عملية الرقابة تخضع للذوق الشخصي للرقيب؟ القانون فيه من المرونة مايتيح للقائم علي تنفيذه مساحة كبيرة من الحركة.. وكل رقيب معني بالعلاقة الشائكة والحساسة بين نسيج المجتمع وتوجهات المبدعين بين الحرص علي استمرار حرية الابداع كنافذة لتطوير المجتمع وبين الحفاظ علي قيم وآداب والذوق العام لهذا المجتمع.. والمجتمع هو الذي يمنع الحرية وليس الرقيب بل إن أزمة الرقيب هي الوقوف في المنطقة الوسط بين أطروحات المبدعين ومشاريعهم ومدي تأثير هذه اللحظة الآنية التي يعيشها المجتمع, ومن هنا أدعو أن تكون الرقابة مكانا للحوار وليست مكانا للهجوم. يوجد لدي الحس الجمعي أن دور الرقابة مقصور علي منع أو إجازة الاعمال السينمائية وكأن لادور آخر لها.. فبماذا ترد؟ أولا لأن السينمائيين هم أصحاب الجمع الأعلي في الإعلام.. لكن يوجد لدي الحس الجمعي أن دور الرقابة مقصور علي منع أو إجازة الاعمال السينمائية وكأن لادور آخر لها.. فبماذا ترد؟ أولا لأن السينمائيين هم أصحاب الجمع الأعلي في الإعلام.. لكن الرقابة تلعب أدوارا كثيرة متعددة وتقرأ مسلسلات وتراقب الألبومات والأفلام المزيفة وتتابع تنفيذ الأعمال التي منحت تراخيص لتصويرها, وكذلك نحن معنيون بالحفاظ علي حق المبدع وموجودون بالمطارات والموانئ لمتابعة كل المواد التي تدخل مصر. أخيرا زادت أصوات المثقفين التي تدعو لإلغاء الرقابة... كيف تري ذلك؟ أعلم أن دور الرقيب مرفوض وفي الوقت نفسه أدرك أنه مهم وأساسي للحفاظ علي نسيج المجتمع.. وإذا حدث وألغيت الرقابة ستحدث فوضي شديدة في المجتمع.. وستزداد مقاضاة المبدعين.. فهؤلاء لايدركون أن الرقابة تعتبر حائطا منيعا من قوي اجتماعية ترفض وجهات النظر المخالفة لهم. ماذا تعني بمقولة( سأنتصر للابداع ولكن أرفض الحرية المفتوحة)؟ أعني بأنني مع الحرية الملتزمة وتلك الحرية يتمسك بها المبدعون لأنها ضمانتهم الأساسية في علاقتهم بمجتمعهم بعاداته وتقاليده والمتباين بأفكاره. ما الحل لرقابة الفضائيات؟ هيئة عامة تجمع اختصاصات وصلاحيات الرقابة علي المصنفات الفنية.. ممثلة في كل أجهزة الدولة,وقد تقدمت بمذكرة بهذا الشأن للأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة لجمع اختصاصات الرقابة والملكية الفكرية بمكان واحد حتي تتوحد الصورة العامة والقوانين الرقابية حيث لايوجد سوي قانون رقابي واحد رقم430 لسنة1955 ماهي خطة تطوير الرقابة؟ سنعيد هيكلة الرقابة والمطالبة بوحدة حسابية ومستقلة عن الديوان العام والمحاولة لتحديث أجهزتنا, حيث طلبنا قائمة بالتجهيزات لأن كما كبيرا من الأجهزة رديئة وغير صالحة للاستعمال ولانملك التقنيات الحديثة المتطورة.. أيضا نسعي لإنشاء أرشيف الكتروني كامل.. كما طالبنا بتعيين شباب من خريجي المعاهد الفنية للتقنيات الحديثة وخريجي معهد السينما والنقد الفني.