منذ أن تم الإعلان ظهر الخميس الماضى عن اسم المهندس خالد رامى وزيرا للسياحة المصرية.. وأسئلة الزملاء من الصحفيين والإعلاميين وحتى بعض العاملين بقطاع السياحة تلاحقنى لتعرف من هو خالد رامى وزير السياحة الجديد. والحقيقة أن اختيار خالد رامى (57 عاما) لهذه الوزارة جاء موفقا، فهو شخصية جادة محترمة ومهنى جدا وعلى خلق رفيع، حيث عرفته منذ ما يقرب من 20 عاما, حين كان يعمل مستشارا سياحيا لمصر بالعاصمة النمساوية فيينا، ثم عاد إلى القاهرة وبعدها سافر للعمل مستشارا سياحيا لمصر فى العاصمة البريطانية لندن إلى أن عاد ليمارس عمله بهيئة تنشيط السياحة مسئولا عن التنشيط والتسويق.. أى أنه فى النهاية هو من أبناء وزارة السياحة ومن أبناء قطاع السياحة بشكل عام، حيث كان قد ترك الهندسة واشتغل بالإرشاد السياحى فى بداية حياته قبل أن يختاره الدكتور ممدوح البلتاجى للعمل فى مكتب فيينا ثم يكافئه بعد ذلك تقديرا لكفاءته ويختاره مديرا عاما ومشرفا على مكتبه الفنى. ورغم هذه الكفاءة، فهو بعيد دائما عن الأضواء.. قليل الكلام لا يهوى الإعلام، ويركز على العمل فقط، لا يظهر فى المناسبات العامة، ولذلك فوجئ الكثيرون بتعيينه وبدأوا فى السؤال عنه.. ولهذا آثرت أن أبدأ هذا المقال بالسطور السابقة تعريفا به وبشخصيته. المهم أو ما أريد أن أقوله اليوم هو التأكيد أن الوزير الجديد يعرف تماما جميع الملفات خاصة ما يتعلق بالسياحة الوافدة والتنشيط والتسويق والحملات وهو بعض مما تحاورنا حوله منذ أسبوعين فى إحدى اللجان مع مجموعة من خبراء السياحة بحضوره شخصيا. لكن هذا كله لا يمنع من التذكير بأن وزير السياحة الجديد على مكتبه حاليا وأمامه فى القطاع مجموعة من القضايا والملفات المهمة التى ينبغى عليه اقتحامها واتخاذ قرارات حاسمة بشأنها منها على سبيل المثال: قضية تنظيم نسخة من بورصة برلين فى القاهرة العام المقبل.. ورغم أننا علمنا بأنه تم الاتفاق على تأجيلها، فإن الأمر يتطلب وضوح رؤية فى هذه القضية، ولن أزيد فى التفاصيل حرصا على الصالح العام. قضية الحملة الدولية الجديدة ،التى تم الاتفاق على الإعداد لها والإعلان عن كراسة الشروط الخاصة بها خلال الشهر المقبل.. فهل تستمر الوزارة فى هذا الطريق خاصة أن الحملة ستتكلف نحو 150 مليون دولار على مدى 3 سنوات؟ وهل الوقت مناسب للبدء فى الحملة مع كل الأحداث التى تشهدها مصر؟ وما هى رؤية الوزير لذلك وهو صاحب خبرة كبيرة فى هذا المجال؟. فيما يتعلق بحملة السياحة العربية «مصر قريبة».. أتصور أن مثل هذه الحملات لابد أن تخضع لدراسة أكثر.. وأنا هنا لا أتحدث عن الحملة كعمل فنى ورؤية متميزة للأخ الدكتور سامى عبدالعزيز، لكنها فى النهاية أوبريت غنائى.. لكن الرسالة الإعلامية السياحية شىء آخر ومواصفات أخرى بدليل أن الأوبريت لا يذاع حاليا إلا قليلا.. وكانت به نقطة ضعف قوية هى اسمه أو الشعار «مصر قريبة»، لأن كثيرا مما تحدثنا معهم يختلفون فى طريقة قراءته وهذا خطأ قاتل ويرون أنه شعار به لبس فهل مصر قريبة جغرافيا أم عاطفيا، وهو ليس من الشعارات العاطفية، التى تستخدم فى الحملات السياحية الناجحة مثل «أتمنى لو كنت فى مصر»..وهل المفروض تغيير شعار الحملات كل سنة أو سنتين أم تستمر الشعارات مثل فرنسا وإسبانيا لسنوات طويلة؟. على العموم لا أريد الدخول فى تفاصيل هذه الحملة، لأن النتيجة فى النهاية وجدتها على شاشة فضائية النهار، التى اختصرت الأوبريت فى لقطة واحدة بدلا من 5 دقائق، وكتبت على الشاشة شعار «مصر قريبة»، وإلى جوارها شعار آخر يقول «مصر جميلة» ومع صوت المطرب الشعبى الراحل محمد طه يغنى مصر جميلة.. تأكيدا على عدم الاقتناع بمصر قريبة. فى إطار التنشيط الخارجى تشكل المكاتب السياحية الخارجية قضية بالغة الأهمية.. ولا أدرى كيف سيتصرف فيها الوزير الجديد بعد السنوات التسع التى قضاها بين فيينا ولندن؟ وهل نحن فى حاجة إلى كل المكاتب؟ أو هل الموظفون المعينون بالمكاتب أكفاء؟ وما هو حجم الإنفاق وهل يتناسب مع العائد وتحديدا فى مكاتب مثل ألمانيا؟.. إن ما يقال عن هذا المكتب وحجم الإنفاق دون عائد خاصة الأحداث غير المهمة أو الإعلانات عديمة الجدوى أو الحفلات والإعلانات التى هدفها شراء الجوائز، وكذلك الحملات المشتركة مع شركات محددة وكل ما يتردد فى هذا الإطار يحتاج إلى مراجعة عاجلة. قضية دعم الطيران الشارتر.. تحتاج إلى حسم وهل نستمر فيها بنفس القواعد السابقة أم نبحث ما سمعنا أن تركيا تقوم به وهو مثلا 6 آلاف دولار فقط لكل رحلة من السوق الروسية مثلا كمبلغ إجمالى.. مع الاعتراف بأهمية استمرار الطيران الشارتر للحفاظ على الحركة.. وأعتقد أن الوزير مطالب بالجمع بين خبرته فى هذا المجال ورأى قطاع السياحة من خلال الاتحاد والغرف فى حسم قضيتى الحملات المشتركة ودعم الشارتر. لابد من التفكير فى صناعة أحداث عالمية على أرض مصر مثل ما تفعل دبى التى لا يخلو شهر فيها من أكثر من حدث يجذب كل الدنيا.. ومن الممكن الآن الإشارة إلى نموذج ستقدمه وزارة الاستثمار من خلال الشركة القابضة للسياحة، حيث تعاقدت مع شركة فرنسية إماراتية تسمى «بريزم» لتطوير الصوت والضوء فى الهرم والإعداد لاحتفالات رأس السنة فى 13 ديسمبر2015، فى إطار التسويق والترويج لمصر كما وجه بذلك السيد أشرف سالمان وزير الاستثمار وما تسعى لتنفيذه حاليا السيدة ميرفت حطبة رئيسة الشركة لخدمة السياحة المصرية.. فلابد من التفكير على هذا المستوى العالمى فى صناعة الاحداث. أخيرا.. تبقى قضية تنظيم الحج والعمرة.. لابد أن يوليها الوزير اهتماما كبيرا.. فمازلت عند رأى الذى أكتبه منذ سنوات بأن تتوقف وزارة السياحة عن توزيع الحصص على الشركات، وأن يكون المواطن حرا فى تأشيرته التى سيأخذها من الوزارة بالقرعة، ثم يختار الشركة والبرنامج الذى يريده.. فهل يفعلها الوزير الجديد بل ويسعى لإنشاء هيئة عليا للحج والعُمرة بالتعاون مع الداخلية والتضمان الاجتماعى؟. وبعد.. هذه بعض من ملفات كثيرة ومهمة وعاجلة تقتضى من المهندس خالد رامى وزير السياحة الجديد أن يتعامل معها وفورا.. ولا نملك إلا أن نتمنى له التوفيق. لمزيد من مقالات مصطفى النجار