يا آلهي .. ما كل هذه الدماء التي تهدر مجانا بلا ثمن . ما هذه الأرواح التي تزهق بلا ذنب وقد أصبحت عنوانا يوميا لحياتنا ، ننام علي آهاته او نستيقظ علي صراخه وأوجاعه؟ من الموت بالعبوات الناسفة والقنابل المتفجرة الي نزيف الدماء علي الأسفلت في حوادث الطرق مرورا بالأجساد التي تتمزق تحت عجلات القطار، الموت علينا حق و لكل اجل كتاب ولكن يقيني ما يحدث لا يستقيم أبدا مع تصاريف القدر . بل اننا امام ضحايا إهمال كلنا شركاء في قتلهم ، المسئول و المواطن علي حد سواء. ما ذنبه اذا كنت مارا بأحد الشوارع او الميادين او بجوار منشأة عامة او خاصة وفجأة تنفجر القنبلة وفي دقائق اصبح ماضيايطويه الزمن؟ وما جريمته اذا كان يسير علي الطريق ويداهمه سائق مستهتر او قائد شاحنة يتعاطي المخدرات ليشطب اسمه من سجلات الأحياء؟ ما الذي جناه عندما كان داخل أتوبيس او ميكروباص يقوده واحد من المعاتيه ليقتحم مزلقان السكة الحديد في مغامرة قاتلة لأنه يعلم جيدا ان القطار ربما يطيح به وبمن معه؟ هذا ما يدور في عقل المواطن وتخرج منه أسئلة حارقة في وجه كل مسئول. كم من مئات المرات وقعت هذه الحوادث وفي كل مرة ننتفض ونصرخ ونسمع تهديدا ووعيدا الي ان تبرد حرارة الدماء و نعود جميعا الي مستنقع البلاهة الذي نعيش فيه ونغط في النوم الي ان نستيقظ علي كارثة جديدة لن تكون آخرها مصيبة الشروق التي راح ضحيتها عشرات من الأطفال بعد ان صدمهم قطار السويس، البلادة التي تعشش في سلوكياتنا جميعا هي المسئول الاول عن هذه الفاجعة، فجميع المسئولين يعلمون ان هناك آلافا من المزلقانات غير القانونية والتي تمثل خطورة علي عبور السيارات منذ سنوات ولم يتحرك احد لإزالتها فمتي نعيش في دولة القانون؟ واذا كانت الدماء والأرواح لم تحل مشاكلنا فماذا يمكن ان نقدم أغلي منها ؟ فاصل قصير : عجبا للوزراء الجدد الذين يطلقون التصريحات بعد دقائق من حلف اليمين .. طيب انتظر قليلا حتي تدرس الملفات اشعر اننا أصبحنا نتعاطى الكلام والمسافة بِيننا وبين العمل كبيرة جدا. لمزيد من مقالات هانى عمارة