أعلنت الحكومة العراقية أن مسلحى تنظيم "داعش" قاموا بتدمير مدينة نمرود الآشورية الأثرية فى محافظة نينوى شمال العراق فى أحدث هجوم على أحد أعظم الكنوز الأثرية والثقافية فى العالم، وذلك بعد أسبوع من نشر شريط مصور لتدمير آثار فى مدينة الموصل. وكشفت وزارة الآثار والسياحة العراقية عن قيام التنظيم بتجريف مدينة نمرود الأثرية شمال بغداد على ضفاف نهر دجلة التى يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، مستخدمين الجرافات والمعدات الثقيلة. وأضافت الوزارة : "عصابات داعش الإرهابية تستمر بتحدى إرادة العالم ومشاعر الإنسانية بعد إقدامها أمس الأول على جريمة جديدة من حلقات جرائمها الرعناء، إذ قامت بالاعتداء على مدينة نمرود الأثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة، مستبيحةً بذلك المعالم الأثرية التى تعود إلى ثلاثة آلاف عام". ودعت الوزارة فى بيان لها مجلس الأمن الدولى إلى الإسراع بعقد جلسة طارئة وتفعيل قراراته السابقة ذات الصلة ودعم العراق الذى قالت إنه"يمثل خط الدفاع الأول أمام هذه الهجمة وضرورة وضع حد لهذا الوضع المأساوى الذى يمر به العالم المتحضر والوقوف معنا ضد أعداء الحضارة والإنسانية". وتأتى عملية تجريف المدينة الأثرية بعد أن قام التنظيم مؤخرا بتدمير مجموعة من التماثيل فى متحف الموصل التى يعود تاريخها إلى الفترة الآشورية. وشيدت مدينة نمرود الواقعة على بعد 30 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل تقريبا فى عام 1250 قبل الميلاد، وبعد ذلك بأربعة قرون أصبحت عاصمة الإمبراطورية الآشورية الجديدة التى كانت فى وقت من الأوقات أقوى دولة فى العالم واستمرت حتى العصر الحديث فى مصر وتركيا وإيران. ومن جانبها، أدانت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) أمس تدمير آثار نمرود الآشورية فى العراق من قبل تنظيم "داعش"، معتبرة أنها "جريمة حرب" وأكدت أنه تم رفع المسألة إلى الأممالمتحدة. وقالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو "لا يمكننا البقاء صامتين"، مؤكدة أن "التدمير المتعمد للتراث الثقافى يشكل جريمة حرب"، ودعت "كل المسئولين السياسيين والدينيين فى المنطقة إلى الوقوف فى وجه هذه الهمجية الجديدة". وقالت بوكوفا إنه تم "رفع المسألة إلى مجلس الأمن الدولى والمدعية العامة فى المحكمة الجنائية الدولية"، داعية "مجمل الأسرة الدولية إلى توحيد جهودها" من أجل "وقف هذه الكارثة". وفى إطار العملية العسكرية التى تخوضها القوات العسكرية العراقية المشتركة ضد تنظيم داعش، ذكرت وزارة الدفاع العراقية أن القوة الجوية وطيران الجيش والأسلحة المساندة لها كان لهما دور كبير فى تدمير عدد من المركبات المسلحة برشاشات أحادية, والسيارت المفخخة التى استهدفت القطاعات الأمنية بغرض إعاقة تقدمها، مما أسفر عن قتل العشرات من مسحى تنظيم داعش والاستيلاء على عدد من المقرات ومخازن الأسلحة والعتاد وتدمير ورش تصنيع العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات.