اكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية تعزيز التعاون المشترك بين دول الحوض وتعظيم الاستفادة من مياه النيل واستقطاب الفواقد ، بحيث يكون نهر النيل مصدراً للوحدة والتضامن والتعاون المشترك بين كافة دول الحوض.. وخلال استقبال الرئيس امس الدكتور محمد روكارا، المستشار الخاص لرئيس جمهورية بوروندي، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، وسفير بوروندى بالقاهرة، اكد السيسى تفهم مصر وتقديرها الاحتياجات التنموية لدول حوض النيل، وصرح السفيرعلاء يوسف، المتحدث باِسم الرئاسة بأن اللقاء تناول بحث سبل تعزيز التعاون بين دول حوض النيل، حيث دعا الرئيس الى ضرورة ان يتفهم الجانب الآخر - دول الحوض - الاحتياجات المائية لمصر وشعبها، أخذاً فى الاعتبار أن نهر النيل يمثل المصدر الوحيد للمياه العذبة فى مصر التى يناهز تعداد سكانها التسعين مليوناً، وهو الأمر الذى يستلزم العمل على تحويل التفاهمات الشفهية إلى إطار موثق وملزم بما يضمن عدم نشوب أية مشكلات مستقبلية قد تعوق التعاون بين دول الحوض. ومن جانبه، أكد مستشار الرئيس البوروندى أن بلاده تشارك مصر ذات الرؤية وتقدر المساعدات والجهود التى تقدمها القاهرة لتعزيز التعاون على مستوى دول الحوض وعلى الصعيد الافريقي، ومن ثم فإن بلاده لم تصدق على الاتفاق الإطارى الشامل لحوض النيل. و نقل روكارا للرئيس رسالة من الرئيس البوروندى تضمنت الإعراب عن حرص بلاده على دعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والانتقال بها إلى آفاق أرحب. وفى هذا الاطار..أوضح المتحدث الرسمى ، أن الرئيس أكد حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع بوروندى ، انطلاقا من سياسة القاهرة لتعزيز الشراكة مع الدول الإفريقية الشقيقة بما يستهدف تحقيق التنمية والرخاء لكافة شعوب دول القارة. وفى هذا الإطار، أشاد الدكتور محمد روكارا بدور مصر على مستوى القارة الإفريقية،و ما تقدمه من دعم فنى وبناء للكوادر والقدرات الإفريقية عبر خبرائها الذين يتم إيفادهم للدول الافريقية من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، بالإضافة إلى الدور المحورى لمصر فى نشر قيم الإسلام الوسطية السمحة عبر إيفاد الدعاة والأئمة من الأزهر الشريف إلى مختلف الدول الافريقية مما يساهم فى تعليم أبناء بوروندى ونشر القيم الإسلامية المعتدلة. وقد تطرق «روكارا» إلى مشاركته فى مؤتمر «عظمة الإسلام» الذى نظمته وزارة الأوقاف المصرية، مشيرا إلى التوصيات الصادرة عن المؤتمر بشأن تأييد دعوة الرئيس لتحركٍ دولى لمكافحة الإرهاب، فضلاً عما تضمنته من إعلان عن تأسيس منتدى السماحة والوسطية العالمى بالقاهرة برئاسة وزير الأوقاف المصري، ويضم المنتدى لجاناً متعددة لتجديد الخطاب الدينى والتنسيق بين الدول الإسلامية فى المؤتمرات، وتوحيد الفكر الثقافى والدينى لمواجهة الإرهاب، حيث سيتولى الضيف البوروندى رئاسة إحداها، واكد روكارا أن هذه التوصيات سيكون لها إسهام فاعل فى تصويب صورة الإسلام وتنقية ما علق بها من أفكار مغلوطة.