من تجليات العبقرية المصرية الخالصة- المخلصة، لوجه الله والوطن، فى الاصطفاف والتلاحم عند الملمات، تلك الدعوة العفوية الرائعة، المنشورة على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي، بإقامة سرادق شعبى لتقبل العزاء والمواساة فى الشهداء الأقباط بساحة مسجد عمر مكرم فى ميدان التحرير، بالتزامن معA الصلاة التى اقيمت على أرواحهم الطاهرة فى الكاتدرائية المرقصية بالعباسية.يا الله، إلى هذه الدرجة الراقية، الوسطية، المتسامحة، الحانية، المحفورة بأحرف من نور، فى اعماق أعماق تاريخنا القديم والمعاصر، يبدو توحد المصريين والتحامهم واصطفافهم على قلب رجل واحد، مهما تنوعت معتقداتهم وأفكارهم وطوائفهم وملاتهم، عند تعرضهم للمحن، كتلك الجريمة المروعة والخسيسة، التى ارتكبها السفلة فى حق المصريين الأبرياء بليبيا. قصدت الإشارة فى بداية هذا المقال إلى مظهر الاصطفاف الوطنى العام، الذى تجلى فى أبهى وأروع صوره، عقب الجريمة النكراء بليبيا، فى التعبير عن الحزن والرغبة العارمة فى القصاص من القتلة والسفلة، وهذا فى رأييى أفضل تعبير عن مدى الغضب والحزن الذى ألم بالجميع دون استثناء، فضلا عن كونه أصدق رد شعبي، وخير مساندة ممنوحة- شيك على بياض- لمتخذ القرار فى هذا البلد الآمن بإطلاق يده لسحق الإرهاب ومنفذيه ومموليه ومسانديه، ليس- فقط- فى نطاق الداخل، ولكن- أيضا- تجاه كل من يتجرأ ويطل برأسه القذرة عبر المنافذ والحدود. رسميا، ظهر الرئيس عبد الفتاح السيسيى على الشاشة، أصر الرجل على قول كلمته الفصل، فورا وبدون تأجيل، وقبل أن تجف دماء الشهداء، ليخفف عن المصريين آلامهم فى مصابهم الجلل، وليعلن، بنفسه، الحداد الوطنى العام لمدة سبعة أيام، وليؤكد- من جديد- أن مصر سوف تقتص من القتلة بالأسلوب والتوقيت المناسبين، وأن مصر لا تدافع عن نفسها فقط، ولكنها تدافع عن الإنسانية كلها، وأن هذا الإرهاب الخسيس إنما هو حلقة جديدة فى سلسلة الإرهاب المستشرى فى العالم، وهو ما يفرض على الجميع الإصطفاف من أجل استئصال جذوره وحماية العالم من انتشار سمومه. الرد الرسمى على الجريمة الخسيسة بليبيا، ظهر فى أعلى درجات المسئولية والانضباط،، لتكتمل به الصورة العبقرية المصرية، الخالصة المخلصة، لوجه الله والوطن، التى بدات بها هذا المقال، من الاصطفاف والالتحام والمؤازرة، بين الشعب وجيشه العظيم، حيث إجتمع مجلس الدفاع الوطني، فى الليلة الحزينة، نفسها، وأصدر القرارات الواجبة، بحق مصر فى الدفاع عن أمن واستقرار شعبها العظيم والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد، لتنطلق، على الفور، نسور القوات الجوية، فى ملحمة بطولية، موجهة الضربة المركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر السفلة بالأراضى الليبية. ولأنها الحرب المقدسة دفاعا عن الأرض والعرض والكرامة، فقد لخص البيان الأول، الصادر بلهجة حاسمة، عن القيادة العامة للقوات المسلحة الرسالة التى يريد المصريون إعلانها بأعلى الصوت، وهم فى قمة إصطفافهم وتلاحمهم، ويقصدون- أيضا- توجيهها إلى القاصى والدانى فى كل أرجاء المعمورة، بأن للمصريين درعا تحمى وتصون أمن البلاد وسيفا يبتر الإرهاب والتطرف، وأن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق واجب النفاذ. [email protected] لمزيد من مقالات كمال جاب الله