فى كلمته أمام مؤتمر منظمة الصحة العالمية بمصر حول اقتصاديات التبغ أكد الدكتور عادل عدوى وزير الصحة أن نحو 170 ألف مصرى يموتون من التدخين سنويا، تمثل إصابات السرطان درجة كبيرة منها بينما تمثل مصر من أكبر عشر دول فى العالم استهلاكا للتبغ وهى الأولى بالوطن العربي، حيث يبلغ عدد المدخنين 46% من البالغين يمثلون نحو 24.5 مليون مواطن ،تصل نسبة عالية منهم من إصابات السرطانات سواء بالرئتين أو الثدى للمرأة وغيرها، مؤكدا أن التدخين له علاقة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالقلب والشرايين والجهاز التنفسي، والسكتة الدماغية، وكلها سبب موت 82% من حالات الوفاة. من ذلك نفتح أهم الملفات التى تؤثر على صحة الإنسان المصرى وتسبب له أمراضا قاتلة أولها السرطان فضلا عن تأثيره على الإنتاج والعائد الاقتصادى حيث يهدر نحو3،5مليار جنيه فى العلاجات فقط، فيؤكد الدكتور مجدى بدران زميل جمعية الحساسية والمناعة أن التدخين والسرطان لهما علاقة مباشرة بارتفاع معدلات الفقر فى مصر ،بسبب ارتفاع استهلاك التبغ بين الطبقات الفقيرة فى مواجهة تكاليف الغذاء والسكن والتعليم والرعاية الصحية، وأن نسبة الوفيات بسببه تفوق نسب الوفيات بالحوادث بأنواعها وتعاطى المخدرات والتلوث والحرائق ومرض الإيدز والانتحار مجتمعة، إذ أن نقطة (النيكوتين) المكونة للسيجارة أوالتبغ تسبب الوفاة السريعة بالأزمات لمن يعانون أمراضا مزمنة، لاحتوائها علي أربعة آلاف نوع من المواد السامة المسببة لكل أنواع السرطان القاتل ،حتى أصبح التدخين أحد أشكال الإدمان المدمر للجسم ،لأن مادة النيكوتين بالتبغ تزيد ضربات القلب وتحدث تسمما بالدم، لاحتوائها على غاز أول أكسيد الكربون السام ، التى تتفاعل مع الدم بدلا من الأكسجين فتحدث خللا بالشرايين وضيقا بصمامات القلب فضلا عن اختناق الرئتين. سرطان الرئة وقال: إن التدخين يصيب المدخن بنحو 40 نوعا من السرطانات أخطرها سرطان الرئة ،وأن نحو 40% من المخالطين للمدخن تظهر عليهم الإصابة مبكرا فى مرحلة الشباب فيتعرضون لنوبات صحية خطيرة حسب درجة التعرض للدخان.وأن 30% من المدخنين يتعرضون لأزمات صحية مفاجئة قد تكون سببا فى الموت الفجائى ،واخطرها تظهر حاليا فى ارتفاع وتزايد حالات التدخين بين السيدات ،مما يهدد حياتهن ويعرض الحوامل منهن للإجهاض عدة مرات سواء كان التدخين ايجابيا أوسلبيا من خلال المحيطين بهن أو حدوث تشوهات بالجنين وأن ابناءهن يولدون أقل ذكاء من غيرهم ،بما يصل إلى الإعاقة الذهنية ،وأكثر تعرضا للإصابة بأمراض الحساسية وإدمان الكحة والربو بنسبة عالية،وأنه برغم أن 70% على الأقل يعرفون أخطار التدخين ونتائجه السلبية على صحتهم ،فإنهم وصلوا لمرحلة الإدمان التى لايمكن الإقلاع عنها إلا بعزيمة قوية وعلاجات وصبر طويل، وتظهر هذه الحالة جيدا فى أيام الصيام . السيجار والشيشة ويطلق الدكتور محمود الشربينى أستاذ العناية المركزة بجامعة بنها تحذيرا من أن السيجار والشيشة أشد خطرا وإدمانا من السيجارة، ذلك لأن تدخين 3 من السيجار يوميا يساوى تدخين 120 سيجارة، ذلك من حيث كمية (النيكوتين والقطران) فيصبح معظم المواد السامة والممرضة بتركيز عال وخطير فى الدم بسبب السيجار ، فالذى يدخنه يكون أكثر عرضة لسرطانات الفم والحلق والمرئ ،وبنسبة تصل عشرة أضعاف المدخنين للسيجارة ،وأن هذا ينطبق أيضا على مدخنى الشيشة ، والتى يعادل تدخين الحجر الواحد منها 25 سيجارة مرة واحدة ،ذلك برغم شائعة ودعاية تقول إنها أقل خطرا من السيجارة ،وأن ما يجهله الكثيرون أن التدخين له دور مباشر فى الإصابة بسرطان الكلى والحالبين والمثانة والقولون ،كما ثبت علاقته بالإصابة بمرض( اللوكيميا) أو سرطان الدم والأزمات الصحية المفاجئة والسكتة القلبية. ضمور الأنسجة وأضافت الدكتورة منى الجنزورى أستاذ أمراض الباطنة وقلب الأطفال بجامعة عين شمس ، أن الدخان أيضا يقلل من معدلات أحماض الهضم بالاثنى عشر بينما يزيد إفراز الحمض بالمعدة بدرجة مرضية ، كما تتعطل قدرة الكبد على معالجة المواد الكيماوية والسامة أو التخلص منها وينتج عن ذلك ضمور فى أنسجته ، ويترتب على ذلك تأثر جرعات الدواء فيضعف تأثيره العلاجي، فضلا عن زيادة احتمالات الإصابة بحصوة المرارة خاصة لدى السيدات ممن تتعرضن لأى درجة من الدخان، والإصابة أيضا بمرض (كرونز )، وهو تورم بطانة المعدة وينتج عنه انتكاسات صحية فى العمليات الجراحية ، لذلك ينصح الطبيب بإقلاع المريض عن التدخين قبل العملية بثلاثة أيام لضعف الجهاز المناعى فى فترة التدخين، وأن هناك تفسيرا للأطباء بأن التدخين هو نوع من الانتحار البطيء والذى تنهى عنه الأديان ، والذى حرص عليه الاستعمار لنشره بين المواطنين لما فيه من مواد سامة تضعف الشعوب ، فهو أيضا يرفع ضغط العين وله دور فى إصابتها بالمياه الزرقاء، وكذلك ضعف تدفق الدم للخلايا الحساسة.