"آفاق جديدة للتعامل مع سرطان الكبد، وأحدث طرق علاج سرطان البنكرياس، والمشكلات التى تواجه الكبد الدهني".. كانت أبرز ما ناقشته الأبحاث الجديدة بالمؤتمر العلمى السابع لأمراض الجهاز الهضمي، الذى عقد بالتعاون بين معهد تيودور بلهارس، ومستشفى بوجون بجامعة باريس، وافتتحه د.شريف حماد وزير البحث العلمي، مشيدا باتفاقية التعاون بين الجانبين، كى يستفيد منها الأطباء كافة. وأوضحت د.حنان الباز مديرة معهد تيودور بلهارس أنه يمكن استخدام البيولوجيا الجزيئية والتركيب المناعى للخلايا باستخدام أدوية بيولوجية موجهة لعلاج الخلل فى خلايا الورم، مشيرة لآفاق جديدة للتعامل مع سرطان الكبد من خلال علاجات موجهة تصيب الخلايا السرطانية بدقة كبيرة. وأكد د.أحمد الراعى رئيس قسم الجهاز الهضمى والكبد بالمعهد ومنسق المؤتمر أن هذه الاتفاقية تتيح مشروعات بحثية مشتركة ونشر أبحاث بالدوريات العلمية الدولية، مشيرا إلى أن المؤتمر ركز على أن يكون هناك تدريب للأطباء بمستشفى بوجون بفرنسا فى إطار اتفاقية التعاون العلمى بين الطرفين. كما ركز المؤتمر -خلال جلساته- على أحدث الطرق المتبعة لعلاج سرطان البنكرياس والذى يحتل المركز الرابع لأسباب الوفاة فى المجتمعات الغربية، كما أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة به إضافة إلى ارتفاع احتمالات الإصابة مع تقدم العمر. وللأسف فإنه غالبا ما يتم اكتشاف الإصابة فى المراحل المتأخرة من الإصابة. وفى هذا الإطار، استعرض د. فيليب روزنسكى أستاذ ورئيس قسم الجهاز الهضمى بمستشفى بوجون البروتوكولات العلاجية الجديدة لعلاج سرطان البنكرياس واستخدام مركب ال Folfirinox الذى يكون له القدرة على السيطرة عليه فى مراحله الأولى. وتناول د.محمود الأنصارى الأستاذ بمعهد تيودور بلهارس خبرة المعهد فى الأساليب المتبعة فى تشخيص سرطان البنكرياس، ودور أحدث التقنيات الموجودة عالميا فى هذا الخصوص. ومجيبا عن التساؤل حول ضرورة أخذ عينة من عدمه فى حالات أورام البنكرياس، أوضح أن هناك أمراضا تشابه أورام البنكرياس، وهى أورام حميدة لا تحتاج لتدخل جراحى أو علاجى مثل الأورام السرطانية، وعليه لابد من أخذ عينة عن طريق جهاز منظار الموجات فوق الصوتية إضافة إلى أن هناك تقنيات أخرى تساعد على أخذ هذه العينات بدقة . كما تناولت المناقشات الكبد الدهنى فأشارت د. فاليرى بارادى إلى أن المشكلات التى تواجه الكبد الدهنى عادة ما تكون مصحوبة بالسمنة والمقاومة لتأثير الإنسولين ومتلازمة الأيض. ومن المعلوم أن السمنة ومجموعة الأمراض المصاحبة لها مثل الكبد الدهنى هى الاهتمام الأول فى البحوث العالمية الآن، بعد النجاحات المذهلة فى علاج الفيروسات الكبدية. كما ألقت بارادى الضوء على ميكانيزم تحول الكبد الدهنى بعد سنوات من الالتهاب المزمن والتليف إلى سرطان كبدى، ونبهت لفائدة مركب ميتفورمين فى استعماله عند مرضى السكر للإقلال من هذا التحول السرطانى على المدى الطويل . وعن ارتفاع ضغط الدورة البابية فى مرضى تليف الكبد، استعرض د.روتو التطورات والاكتشافات العلمية الحديثة التى أدت إلى اهتزاز الثوابت التى كانت تحكم التعامل مع مرضى تليف الكبد المصابين بارتفاع ضغط الدورة البابية . ومن جهته، أكد د.جمال عصمت نائب رئيس جامعة القاهرة وأستاذ الجهاز الهضمى والكبد أهمية إتباع الخطوط الإرشادية لعلاج مرضى أورام الكبد الأولية على أن تبدأ بفحص المصابين بمراحل متأخرة من التليف الكبدى بسبب الالتهابات الفيروسية ب أو سي. كما طالب بأهمية تفعيل نظم مكافحة العدوى بالقطاع الطبى، ملقيا الضوء على العلاجات الجديدة لفيروس سى والتى تتيح فرصة الدخول فى مرحلة حاسمة فى مواجهة الفيروس فى مصر.