مع بدء عهد جديد تستقبل محافظة أسيوط المحافظ المهندس ياسر الدسوقى وهى مثقلة بالهموم والأوجاع التى خلفتها سنوات الفقر والتهميش وما أفرزته من جهل وبطالة . ورغم مواصلة المحافظة أعمال التطوير بالقرى الأكثر فقراً بتمويل ذاتى تعدى 200 مليون جنيه فى قرى بنى إدريس بمركز القوصية، وبنى سميع، الزيرة، الأقادمة بمركز أبوتيج ، وقرية منقباد بمركز أسيوط فإنه لا يزال هناك الكثير من القرى فى طول المحافظة وعرضها تندب حظها خصوصا القرى المتاخمة للجبال شرق وغربا. يقول اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط السابق إن الحكومة تعمل على رفع المعاناة بقرى الصعيد التى عانت خلال السنوات الماضية من الإهمال خاصة القرى الأكثر فقراً بالمحافظة التى صنفها تقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بأنها الأكثر فقراً بين محافظات الجمهورية. ورغم أنه بعد أيام ستشهد المحافظة تطبيق منظومة الخبز الجديدة فإن قرية المنشأة الصغرى تمثل فيها مشكلة الخبز أزمة حقيقية ، بحسب كلام رمضان نصر الحسنى أحد أبناء القرية ، مضيفا أنه يوجد مخبز واحد حصته 4 أجولة وهو ما ترتب عليه أن نصيب الفرد يوميا يقدر بنصف رغيف وللتغلب على هذه المشكلة لجأ أصحاب المخبز إلى توزيع الخبز بالتبادل يوما بعد يوم ، بنظام الدور. ويضيف عبد الغفار محمد أن القرية تعانى من تفشى البطالة بها لاعتماد أهلها على الفلاحة والتى تتطلب عمالة موسمية والمشكلة الحقيقية هى عدم وجود جمعية زراعية بالقرية. وفى قرية شقلقيل مركز أبنوب يقول محمد سيد إن تقرير التنمية البشرية فى 2010 يعتبرها أفقر قرية على مستوى الجمهورية من حيث الخدمات والمستوى المعيشي ، رغم أنها من أقدم قرى أسيوط ويبلغ عدد سكانها نحو 10 آلاف نسمة وأضاف أن أقرب مستشفى مركزى يبعد عن القرية بنحو 20 كم واقرب وحدة صحية توجد بقرية المعابدة التى تعانى هى الأخرى نقصا فى كل الخدمات وهو ما جعل أهالى القرية فريسة للمرض. القرون الوسطى ويكمل محمود عبد الرحيم أن أهالى القرية يعيشون حياة القرون الوسطى من حيث استخدام طلمبات المياه فمصدر المياه الوحيد خزانات تغذيها الآبار التى تضخ بمحطة التحلية بقرية الشنابلة المجاورة لها والتى تم إنشاؤها منذ 50 عاما دون تجديد ولا متابعة حتى باتت غير صالحة للاستهلاك الآدمى بسبب زيادة نسبة المنجنيز والأملاح .. كما تعانى القرية من نقص شديد فى كميات الخبز وجاءت أزمة أسطوانات البوتاجاز لتعود الأسر الفقيرة إلى "الكانون". أما قرية دكران التابعة لمركز أبو تيج فلم تتذوق طعم الخدمات بحسب محمد على الذى أكد أنه رغم وجود مبنى صحى على أحدث طراز لكنه يفتقد للعقاقير والأمصال التى تحمى الأهالى من الموت المحقق بسبب لدغات الحشرات الزاحفة. أما قرية كردوس مركز صدفا فإن الفقر فيها يطارد الأهالى وهناك دراسة أجرتها لجنة شعبية بالقرية عن الأحوال الاقتصادية والاجتماعية كشفت عن أن نصيب الفرد فى ملكية الأرضى السكنية والزراعية وحتى "المدافن" لا تتعدى 9 أمتار مربعة وهو ما يتطلب سرعة وضع القرية على خريطة التنمية وإعطاء فرصة لأبنائها فى تملك أرض فى قرى الظهير الصحراوى سواء بالجبل الغربى أو الشرقى ليكون متنفسا لشباب القرية الذين باتوا لا يجدون الأرض التى يقيمون عليها منازلهم بحسب أحمد عبد الرحمن – من أهالى القرية. وفى تل براس مركز القوصية اختلطت المنازل بالمقابر بحسب وحيد فارس الذى أكد أن القرية تعيش مآس كبيرة ولا يوجد بها وحدة صحية. ويوضح عقيل إسماعيل عقيل رئيس حركة تنمية أسيوط أن المحافظة تحتل المركز الأول فى نسبة الفقر حسب تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لتسجل نسبة الفقراء بها أكثر من 60%، ويتضح ذلك فى عدد من القرى مثل: قرية باويط مركز ديروط فالمياه ملوثة والانقطاع متكرر للكهرباء، والوحدة الصحية لا يوجد بها طبيب، وتتزايد نسبة الفقر بقرية المعابدة التى تتصدر قائمة القرى الأشد فقرا فى أسيوط، ويبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، وما يقرب من نحو عشرة آلاف آخرين لم يشملهم الإحصاء ويعيشون بلا هوية داخل القرية. وأيضا قرية النواورة بمركز البدارى التى يبلغ عدد سكانها أكثر من 50 ألف نسمة، يشكو الأهالى من افتقار الوحدة الصحية للإمكانيات اللازمة لتقديم خدمة طبية ، وكذلك تهالك الطرق داخل القرية، ووجود ترعة تمر وسط المساكن تعتبر مستنقعا للأمراض ، وأيضا وجود كوبرى متهالك هو المدخل الوحيد للقرية رغم الضغوط عليه يوميا، والقرية بها ظهير صحراوى كبير يقدر بآلاف الأفدنة غير مستغل. وقرية العامرى التابعة للوحدة المحلية للعزايزة بالغنايم عدد سكانها 5 آلاف نسمة تفتقر الى أبسط حقوق المواطنين حيث التكدس بالمدارس وعدم وجود أطباء بالوحدة الصحية ولا إمكانيات تذكر بجانب تهالك الطرق. من جانبه يطالب محمود معوض نفادى رئيس شباب حزب الوفد بالمحافظة المهندس الدسوقى بالعمل منذ اليوم الأول على وضع خطط تنموية لأسيوط التى عانت على مدى العقود الماضية من التهميش و الإهمال حتى تصدرت قائمة أفقر المحافظات وكذلك استكمال مشاريع طريق أسيوط / الفرافرة- مصانع الرمان بالبدارى - القرية الذكية.
