وظيفة فورية ومضمونة.. تنسيق مدارس التمريض بعد الإعدادية (الشروط وتوقعات الحد الأدنى للقبول)    ختام امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية دار العلوم جامعة أسوان    الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة يلتقى منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمجلس الأمن القومي الأمريكي    وزير الاتصالات يبحث مع نظيره الكوري التعاون فى مجالات الرقائق الالكترونية والذكاء الاصطناعى    للراغبين في الشراء.. تراجع أسعار المولدات الكهربائية في مصر 2024    رئيس هيئة الدواء يبحث مع المستحضرات الدوائية بالكونغو فرص الاستثمار    نمو الناتج الصناعي الإسباني بواقع 0.8% في أبريل    CNN: إسرائيل استخدمت صواريخ أمريكية في قصف مدرسة الأونروا بالنصيرات    المستشار الألمانى يتعهد بترحيل مهاجرين عقب حادث طعن شرطى    أويارزابال يحتفي بالهاتريك الأول    مدرب تونس: حققنا الأهم أمام غينيا الاستوائية.. ونعاني من الغيابات    عبد الرحمن مجدي: ظُلمت في مشكلة الأولمبياد.. والأهلي سيتوج بالدوري وأنتقل للنادي الأكثر بطولات    حسام البدري يكشف كواليس رحيله عن بيراميدز ورفض عرض الزمالك    لوكاكو: الأندية الأوروبية تعلم أن السعودية قادمة.. المزيد يرغبون في اللعب هناك    وزيرة التضامن: استمرار تفويج حجاج الجمعيات حتى 9 يونيو الجاري    رسميًا اليوم.. المحكمة العليا تستطلع هلال شهر ذي الحجة 1445 في السعودية    هل عمر المنسي شرير في مسلسل مفترق طرق؟.. ماجد المصري يجيب    الأقوى والأكثر جاذبية.. 3 أبراج تستطيع الاستحواذ على اهتمام الآخرين    جميلة عوض تحتفل بحنتها قبل ساعات من حفل زفافها الليلة    ثقافة بورسعيد تناقش تلوث البيئة وأثره على الصحة العامة    انطلاق أول حلقتين من الفيلم الوثائقي "أم الدنيا" حصريًا على WATCH IT    صيام العشرة الأوائل من ذي الحجة.. لماذا استحب الصيام بها؟    تكبيرات عيد الأضحى 2024.. وطقوس ليلة العيد    تزامنًا مع عيد الأضحى 2024.. «الإفتاء» تكشف أفضل وقت لذبح الأضحية    دراسة تحذر من مخاطر مشروبات الطاقة على مرضى القلب    هيئة الدواء تستعرض تجربتها الرائدة في مجال النشرات الإلكترونية    المشدد 5 سنوات لعاطل وربة منزل بتهمة تزوير عقود بيع شقة    التحقيق مع عاطل هتك عرض طفل في الهرم    محافظ أسوان يكرم أبطال نادي ذوي الاحتياجات الخاصة لحصدهم العديد من الميداليات الذهبية    التحالف الوطنى للعمل الأهلى ينظم احتفالية لتكريم ذوى الهمم بالأقصر    طلب إحاطة بشأن رفع بعض المدارس الخاصة للمصروفات بنسبة 100%    في يوم واحد.. ضبط 14 ألف قضية تتعلق بالنقل والمواصلات    فحص 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجاني بمركز بني مزار في المنيا    تخريج 6 دفعات من معهد المحاماة ومشروع تدريبي لنقابة المحامين للعدالة الإلكترونية بالوادي الجديد    حسام البدري: تعرضت للظلم في المنتخب.. ولاعبو الأهلي في حاجة إلى التأهيل    إسبانيا تبدي رغبتها في الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    ليلة في حب سيدة المسرح العربي.. تفاصيل تكريم سميحة أيوب بدار الأوبرا    تركي آل الشيخ: أتمنى جزء رابع من "ولاد رزق" ومستعدين لدعمه بشكل أكبر    أبوالغيط يتسلم أوراق اعتماد مندوب الصومال الجديد لدى جامعة الدول العربية    وزير الري: تراجع نصيب الفرد من المياه إلى 500 متر مكعب (تفاصيل)    عضو بالبرلمان.. من هو وزير الزراعة في تشكيل الحكومة الجديد؟    تباين أداء مؤشرات البورصة بعد مرور ساعة من بدء التداولات    اقتصادي يكشف أسباب ارتفاع احتياطي مصر من النقد الأجنبي ل46.125 مليار دولار    رئيس الوفد فى ذكرى دخول العائلة المقدسة: مصر مهبط الديانات    كيفية تنظيف مكيف الهواء في المنزل لضمان أداء فعّال وصحة أفضل    أمين الفتوى: لابد من أداء هذه الصلاة مرة واحدة كل شهر    ننشر أسماء الفائزين بمسابقة "وقف الفنجري" جامعة القاهرة 2024    جواب نهائي مع أشطر.. مراجعة شاملة لمادة الجيولوجيا للثانوية العامة الجزء الثاني    قبل عيد الأضحى.. ضبط أطنان من الدواجن واللحوم والأسماك مجهولة المصدر بالقاهرة    بوريل يستدعي وزير خارجية إسرائيل بعد طلب دول أوروبية فرض عقوبات    وزيرة الثقافة تشهد الاحتفال باليوم العالمي للبيئة في قصر الأمير طاز    إصابات في قصف مسيرة إسرائيلية دراجة نارية بجنوب لبنان    رئيس شؤون التعليم يتفقد لجان امتحانات الثانوية الأزهرية بالأقصر    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المحافظ جاى 000!!؟    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    ملف رياضة مصراوي.. تصريحات صلاح.. مؤتمر حسام حسن.. تشكيل منتخب مصر المتوقع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة «إستراتيجية» واعدة بين السيسى وبوتين تعزيز التعاون العسكرى ومواجهة الإرهاب واتفاقيات فى النووى والفضاء والتجارة والاستثمار

اختتمت أمس القمة المصرية - الروسية بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى وفلاديمير بوتين، بالإعلان عن استمرار تعزيز التعاون المشترك بين الدولتين فى جميع المجالات، ولا سيما الاقتصادية والتجارية والعسكرية والسياحية، فضلا عن توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية فى مجال الطاقة النووية و الاستثمار والغاز.
وقد أعلن الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفى العالمى الذى عقده الرئيسان بعد انتهاء المباحثات الرسمية بينهما وبين وفدى البلدين أن مراسم توقيع الاتفاقيات الثنائية بين الجانبين امس، تضمنت توقيع مذكرة تفاهم لإقامة المحطة النووية بالضبعة لتوليد الطاقة الكهربائية، فضلا عن توقيع مذكرات تفاهم أخرى فى مجالات الاستثمار والغاز.كما أعلن الرئيس السيسى أنه تم الاتفاق مع الرئيس بوتين على استمرار تعزيز التعاون العسكرى المشترك فى ظل الظروف الراهنة، كما تم تأكيد تعزيز التعاون الاقتصادى و التجارى و تيسير الحركة التجارية و إزالة أى عقبات فى هذا الشأن، فضلا عن التعاون فى مجال تخزين الحبوب.وأوضح الرئيس أنه تم الاتفاق على تعزيز الجهود من أجل إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر و الاتحاد الأوراسي، بما يوسع من علاقات التعاون مع روسيا و سائر دول الاتحاد.كما أشار إلى أن الجانبين اتفقا على تعزيز التعاون فى مجال الاستخدامات السلمية فى الطاقة النووية، لا سيما أن روسيا تتمتع بمزايا وخبرات واسعة فى هذا المجال ، والذى توليه مصر اهتماما خاصا فى إطار عملية التنمية وتوفير احتياجاتها من الطاقة.وقال السيسى انه استعرض مع الرئيس بوتين تحضيرات مصر لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى الذى سيعقد فى مدينة شرم الشيخ مارس المقبل، ومصر تتطلع للمشاركة الروسية الفاعلة فيه، وهو ما أكده الرئيس الروسي.
وأضاف انه تم الاتفاق على دفع العلاقات الاستثمارية بين البلدين، والبدء فى اقامة المنطقة الصناعية الروسية، والتى تم تحديد موقعها فى شمال عتاقة على محور قناة السويس.
كما أشار السيسى الى أنه تم الاتفاق على تعزيز التعاون السياحي، على ضوء استعادة النشاط السياحى فى مصر و تشجيع السائحين الروس للقدوم الى مصر.
وبالنسبة للقضايا الدولية والاقليمية، قال الرئيس السيسى أن اللقاء اكتسب أهمية كبيرة على ضوء التحديات التى تواجهها مصر وروسيا فى المرحلة الراهنة، وأشار الى انه تم التأكيد على الوقوف جنبا الى جنب لمواجهة التحديات فى ظل تفشى ظاهرة الارهاب البغيضة، وقد اتفق الجانبان على تحدى الارهاب الذى يواجهه البلدان، ولا يقف عند اى حدود.
وقال ان استشراء الظاهرة بات يحتم تضافر الجهود الدولية من خلال منهج شامل لا يعتمد على الشق الأمنى فقط، بل معالجة الموضوعات من النواحى الاجتماعية التى تسهم فى التطرف.
وبالنسبة للقضية الفلسطينية، قال السيسى انه تم الاتفاق على ضرورة مواصلة احياء المفاوضات التى تؤدى الى تنفيذ حل الدولتين، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وحول ليبيا، اكد السيسى ان الجانبين أكدا أهمية الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، كما أكدا ضرورة ضمان وحدة العراق وتحقيق الوفاق بين مختلف مكوناته الوطنية، ومواجهة خطر الارهاب.
وبالنسبة لسوريا، أكد الجانبان توفير البنية المناسبة لسوريا للخروج بالتفاهمات الى حل سياسى يستفيد من تفاهمات جنيف. وأكد الجانبان ضرورة التوصل لتسوية عاجلة بشأن اليمن وعدم السماح بتهديد وحدته وسلامته او تهديد أمن واستقرار المنطقة.
وأوضح الرئيس السيسى أنه على ضوء المشهد الدولى المليء بالصراعات والهيمنة والتدخل فى شئون الدول، فقد تم الاتفاق على حاجة العالم لتوفير نظام أكثر ديمقراطية وعدلا وأمانا لجميع الدول، فضلا عن الحاجة الملحة لاقامة نظام اقتصادى دولى اكثر عدلا و انصافا.
وأكد السيسى أن مصر تستند فى علاقتها مع روسيا إلى أسس عميقة من التعاون الممتد و ترى فيها صديقا استراتيجيا فى العلاقات الدولية المتوازنة، كما اكد أن مصر بعد ثورتى يناير و يونيو تمد يدها بالصداقة إلى جميع الدول التى ساندتها ومازالت تساندها من أجل التنمية.
وكان الرئيس السيسى قد اكد فى بداية كلمته ترحيبه بضيف مصر العزيز وللشعب الروسى الصديق، وأكد توافق رؤى البلدين لمكافحة الارهاب، وقال انه تم التأكيد على التمسك بثوابت العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتبادل اللقاءات رفيعة المستوى فضلا عن التعاون فى المحافل الاقليمية والدولية لتنسيق القضايا ذات الاهتمام المشترك.
فيما يلى كلمة الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس.
كلمة الرئيس السيسي:
إنه لمن دواعى سرورى أن أرحب بفخامة الرئيس «فلاديمير بوتين» رئيس روسيا الاتحادية فى القاهرة كضيف عزيز على بلدنا، وأنتهز هذه الفرصة لأنقل له خالص مشاعر الصداقة والتقدير التى يكنها المصريون لفخامته ولدولته ولشعبها الصديق، ارتباطاً بالمواقف الشجاعة والداعمة التى أبدتها بلاده إزاء مصر وشعبها فى ظروف دقيقة مرت بها على مدى العامين الماضيين. وإننى أشعر بسعادة بالغة أن تأتى زيارة الرئيس «فلاديمير بوتين» للقاهرة فى هذا التوقيت لتؤكد على موقف روسيا المتضامن مع مصر فى حربها ضد الإرهاب، ولتؤكد التطور الذى تشهده العلاقات بين البلدين منذ قيام ثورة الثلاثين من يونيو، ولتضيف إلى ما شهدته زيارتى لروسيا فى شهر أغسطس الماضى من تعزيز للعلاقات المصرية الروسية وتجديد انطلاقها إلى آفاق أكثر رحابة على مختلف الأصعدة.
استعرضت والرئيس «بوتين» مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين بلدينا، حيث أعدنا التأكيد على تمسكنا بثوابت العلاقات الاستراتيجية القائمة بين مصر وروسيا، وعلى استمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوي، وتبادل وجهات النظر بشكل متعمق فى كل ما يخص العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن استمرار التعاون بين البلدين فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية لدعم مواقفنا المشتركة من القضايا المختلفة. كما أكدت والرئيس «بوتين» الاستمرار فى تعزيز التعاون العسكرى بين بلدينا خاصة فى ظل الظروف الراهنة.
أعدنا التأكيد كذلك على ضرورة دفع علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين، حيث اتفقنا على تيسير حركة التبادل التجارى وإزالة المعوقات أمامها، وعلى التعاون فى مجال تخزين الحبوب. كما اتفقنا على تيسير جهود إقامة منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركى الأوراسي، بما يوسع آفاق العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا وسائر دول الاتحاد.
اتفقنا أيضاً على تعزيز التعاون فى مجال الطاقة بمختلف أنواعها، بما فى ذلك التعاون فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، لاسيما أن روسيا تتمتع بمزايا نسبية كبيرة وخبرة واسعة فى هذا المجال الذى توليه مصر اهتماما خاصا فى إطار خططها الطموح للتنمية وتوفير احتياجاتها من الطاقة.
استعرضت مع الرئيس «بوتين» التحضيرات المصرية الجارية للإعداد لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى فى شرم الشيخ، حيث أعربت عن تطلعنا لوجود مشاركة روسية فاعلة فيه، وهو ما أكد عليه الرئيس الروسي. كما اتفقنا على دفع العلاقات الاستثمارية بين البلدين، والبدء فى إقامة المنطقة الصناعية الروسية، والتى تم تحديد موقعها فى شمال «عتاقة» على محور قناة السويس.
اتفقنا كذلك على تعزيز علاقات التعاون فى مجال السياحة، حيث أكد الرئيس الروسى دعمه لجهود مصر لاستعادة كامل نشاطها السياحي، فضلاً عن تشجيع السائحين الروس على زيارة مصر.
أما على صعيد الأوضاع الدولية والإقليمية، فإن لقائى مع الرئيس «بوتين» اكتسب أهميةً خاصة فى ضوء التحديات التى تواجهها مصر وروسيا الاتحادية فى المرحلة الراهنة. وقد أكدنا فى هذا المجال على وقوفنا جنباً إلى جنب فى مواجهة هذه التحديات. ففى ظل تفشى آفة الإرهاب البغيض الذى أضحى يعانى منه العالم أجمع، فقد اتفقت مع الرئيس الروسى على أن تحدى الإرهاب الذى تواجهه مصر، والذى واجهته روسيا أيضاً، لا يقف عند أي حدود، وأن استشراء تلك الظاهرة بات يحتم تضافر الجهود الدولية لمواجهتها والتعامل معها من خلال منهج شامل، لا يقتصر فقط على التصدى الأمني، وإنما يتضمن محاربة أسسها الفكرية التى توفر بيئة حاضنة تخرج من كنفها التنظيمات الإرهابية، فضلاً عن معالجة الأوضاع الاجتماعية التى تسهم فى نمو الإرهاب والتطرف المرتبط به.
وبالنسبة لقضايانا الإقليمية، فقد تناولنا ضرورة أن تؤدى جهود إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى تنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وكذلك ضرورة الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، فضلاً عن ضمان وحدة العراق وتحقيق الوفاق بين مختلف مكوناته الوطنية، وكذلك دعم جهود مكافحة خطر الإرهاب الذى يهدده. كما أعربنا عن ارتياحنا لتنسيق الجهود القائم بيننا فيما يتعلق بتوفير البيئة المناسبة للأطراف السورية للالتقاء فى إطار تشاوري، بهدف الخروج بتفاهمات تؤسس لحل سياسى يستند إلى مرجعيات جنيف. وحول الأوضاع فى اليمن، أكدت للرئيس «بوتين» اهتمامنا بالتوصل لتسوية عاجلة للأزمة، وضرورة عدم السماح بتهديد وحدة وسلامة أراضى اليمن وأمن واستقرار المنطقة.
وفى ضوء دقة المشهد الدولي، ولاسيما فى ظل غياب السلم والاستقرار فى العديد من مناطق العالم وإندلاع الاضطرابات والصراعات وتزايد نزعات الهيمنة والتدخل فى الشئون الداخلية للدول والمساس بالقيم الحضارية للشعوب، فقد اتفقنا فى الرؤى بشأن حاجة العالم إلى تطوير نظام دولى أكثر ديمقراطية وعدلاً وأمناً لكافة الدول، فضلاً عن الحاجة الملحة لإقامة نظام اقتصادى دولى أكثر عدلاً وإنصافاً، واستغلال الفرص الاقتصادية التكاملية المتوفرة بين أطرافه بغض النظر عن حجمها الاقتصادى أو مدى تأثيرها فيه.
وقبل الختام، أود الإشارة إلى أننى حضرت مع فخامة الرئيس بوتين مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، بما يعزز من مسيرة التعاون المشترك، وذلك فى قطاع الطاقة، حيث تم التوقيع على مذكرة للتفاهم من أجل إقامة محطة للطاقة النووية فى الضبعة لتوليد الطاقة الكهربائية، فضلا عن مذكرات التفاهم فى مجال الاستثمار.
وهنا، يهمنى مرة أخرى التأكيد على أن مصر تستند فى علاقاتها مع روسيا الاتحادية على أسس عميقة من التعاون الممتد، والذى لم ينقطع يوماً، وترى فى روسيا صديقا استراتيجيا ورصيدا حقيقيا لعلاقاتها الخارجية المتوازنة. كما أؤكد للجميع أن مصر ما بعد ثورتى يناير 2011 ويونيو 2013 تمد يدها بالصداقة لكافة الدول التى ساندتها ولازالت تساندها فى مسيرتها نحو تحقيق ما يصبو إليه شعبها العظيم من تقدم وازدهار ونمو على كافة المسارات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وشكراً.
كلمة الرئيس بوتين:
ومن جانبه، وجه الرئيس فلاديمير بوتين الشكر للرئيس السيسى على دعوته، و للشعب المصرى و أهل القاهرة على حسن الضيافة و تمنى الازدهار للشعب الذى وصفه بالصديق مؤكدا ان روسيا ستبقى شريكا امينا وصديقا موثوق به لمصر وانه على يقين من ان زيارته ستدفع بشدة للتعاون الثنائى القائم بين البلدين.
وقال انه يلمس الاستقرار السياسى الذى تعيشه مصر و الذى جاء بفضل قيادة الرئيس السيسي. و أكد أن مصر آمنة بدليل زيادة أعداد السائحين الروس الى مصر، حيث لا يذهب السائح الى مناطق تحفها المخاطر.
وقال ان التعاون الاقتصادى و التجارى كان فى صدارة المفاوضات مع الرئيس السيسي، مشيرا الى زيادة التبادل التجارى بين البلدين بنسبة 80% فى الفترة الاخيرة، فضلا عن زيادة تصدير الغاز الروسى الى مصر و زيادة التعاون فى مجال الطاقة حيث بلغت نسبة النفط الروسى نحو سدس اجمالى الناتج النفطى فى مصر.
وأكد بوتين أن هناك آفاقا جديدة للتعاون مع مصر فى مجال الطاقة النووية، وأنه يتطلع للوصول الى قرارات نهائية لانشاء محطة نووية فى مصر وتدريب الكوادر المصرية على تشغيلها، فضلا عن تطوير البحوث العلمية فى هذا المجال ليصبح لدى مصر مشروع متكامل. فيه.
و قال بوتين إن هناك آفاقا واعدة للتعاون فى مجالات الاستخدام السلمى للفضاء الكونى باستخدام الأقمار الصناعية. وقال ان الجانب الروسى سيركز جهوده لتقديم حزمة من المشروعات الاستثمارية الى مصر فى مجالات البنية التحتية للمواصلات وصناعة السيارات و الصناعات الكيماوية.
وأضاف أنه تم الاتفاق على ضرورة توسيع العمل فى المشروعات الصغيرة و المتوسطة فى مصر، وقال ان مصر تقدم تسهيلات كبيرة للشركات الروسية التى بلغ عددها حاليا نحو 400 شركة تعمل فى الاراضى المصرية.
وأشار الى أن بلاده مهتمة بالتعاون فى مجال الاتصالات الانسانية و زيادة عدد السائحين الروس الذى وصل الى 3 ملايين سائح العام الماضى ، فضلا عن التعاون العلمى والتعليمى و تواصل اعمال الجامعة المصرية الروسية. وحول الأوضاع الدولية والاقليمية، قال بوتين انه اتفق مع الرئيس السيسى على تكثيف جهود مكافحة الارهاب، فضلا عن الاهتمام بتسوية الازمة السورية وتسوية القضية الشرق اوسطية، وقال انه ابلغ الرئيس السيسى بنتائج جهودهم فى موسكو بين المعارضة السورية و ممثل الرئيس السوري، و قال انهم يعولون على دور الدولة و ان تكلل الجهود بتسوية سلمية هناك. وكان بوتين قد اشار فى بداية كلمته الى زيارته الاولى لمصر منذ 10 سنوات، وانه على الرغم من صعوبة الاوضاع فى مصر فان العلاقات معها احتفظت بقدر كبير من الترقى و التعاون
وقال إن لقاءه بالرئيس السيسى قد أثرى المفاوضات البناءة معه فى منتجع سوتشى اغسطس الماضى واعرب عن امله فى تكرار السيسى لزيارة روسيا فى اطار زيارة رسمية لتبادل الاراء حول المسائل الدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. واكد اهمية العمل قدما على تعزيز عمل اللجان الوزارية المشتركة بين البلدين.
وشارك الوفد الروسى رفيع المستوى فى المؤتمر الصحفى و حضره من الجانب المصرى رئيس الوزراء و8 وزراء هم: وزراء الدفاع و الخارجية والبترول والصناعة والكهرباء والاستثمار والتعاون الدولى والزراعة، كما شاركت فيه فايزة ابوالنجا مستشارة الرئيس للأمن القومي.
الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الدولتين:
1- اتفاق مبدئى لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
2- مذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار المصرية ووزارة التنمية الاقتصادية الروسية لتشجيع وجذب الاستثمارات الروسية.
3- مذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار المصرية وصندوق الاستثمار المباشر الروسى لتعزيز التعاون الاستثمارى بين البلدين.
توقيع اتفاق للتعاون الإعلامى بين مؤسسة «الأهرام» و«سبوتنيك» الروسية لدعم التفاهم والتقارب بين الشعبين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.