عقد الرئيس الأمريكى باراك أوباما محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى البيت الأبيض أمس، تناولت الوضع فى أوكرانيا، وسط خلاف أوروبى أمريكى حول اعتزام الولاياتالمتحدة تسليح الجيش الأوكرانى. يأتى ذلك فى الوقت الذى كشف فيه وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل جارسيا عن أن الاتحاد الأوروبى تكبد 21 مليار يورو خسائر من جراء وقف صادراته لروسيا فى إطار العقوبات المفروضة على موسكو، وذلك فى تصريح هو الأول من نوعه. وأضاف أن بلاده عانت ضربة قاسية فى قطاعى الزراعة والسياحة، فى هذا الصدد. وفى واشنطن، نقلت ميركل إلى الرئيس الأمريكى مخاوف الأوروبيين من أن يفضى تسليح الجيش الأوكرانى إلى تصاعد الأزمة. وبحثت المستشارة الألمانية خلال اللقاء مبادرة سلام جديدة برعاية ألمانية فرنسية تتضمن خريطة طريق لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذى سبق وتم إعلانه فى مدينة مينسك فى سبتمبر الماضى. يأتى ذلك قبل ساعات من انطلاق قمة رباعية دولية مقررة غدا فى مينسك عاصمة بيلاروسيا تجمع زعماء روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا، فى محاولة لاحتواء الوضع. وأوضح مسئولون أمريكيون- رفضوا الكشف عن هويتهم- أن المبادرة الجديدة تشمل اقتراحا بإنشاء منطقة عازلة بين الانفصاليين بشرق أوكرانيا، والجيش الأوكرانى. وأضافوا أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد طلب تغيير خط وقف إطلاق النار ليوافق الحدود الجديدة للمناطق التى يسيطر عليها الانفصاليون بعد اكتسابهم أراض جديدة. فى الوقت ذاته، حذر الرئيس بوتين فى تصريحات لتليفزيون "بيلا روسيا" أمس قبل وصوله القاهرة من أن انعقاد قمة مينسك- المقررة غدا الأربعاء- يتوقف على الاتفاق المبدئى حول عدة نقاط. من جانبه، صرح وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير بأنه غير متأكد من انعقاد القمة فى موعدها، وأرجع ذلك إلى أن هناك الكثير من العمل يجب القيام به. وأعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى- خلال اجتماعهم ببروكسل- أمس دعمهم للجهود الدبلوماسية الساعية لاحياء مبادرة السلام. وفى إطار الإعداد للقمة الرباعية، كشف مكتب ميركل عن محادثات هاتفية جرت أمس الأول بين الزعماء الأربعة، حول حزمة إجراءات تهدف نحو تسوية شاملة للصراع فى شرق أوكرانيا. وتستضيف مينسك اليوم اجتماعا تمهيديا يحضره ممثلو روسياوأوكرانيا، وكذلك الانفصاليون بشرق أوكرانيا، ومنظمة الأمن والتعاون.