رغم الارتفاع العالمي.. مفاجأة في سعر الذهب اليوم الأربعاء    ندوة "تحديات سوق العمل" تكشف عن انخفاض معدل البطالة منذ عام 2017    مدير المخابرات الأمريكية يزور إسرائيل لاستكمال مباحثات هدنة غزة اليوم    الأردن وأمريكا تبحثان جهود وقف النار بغزة والهجوم الإسرائيلي على رفح    ميدو: عودة الجماهير للملاعب بالسعة الكاملة مكسب للأهلي والزمالك    شريف عبد المنعم: توقعت فوز الأهلي على الاتحاد لهذا الأمر.. وهذا رأيي في أبو علي    المتحدث الرسمي للزمالك: مفأجات كارثية في ملف بوطيب.. ونستعد بقوة لنهضة بركان    إعادة عرض فيلم "زهايمر" بدور العرض السينمائي احتفالا بعيد ميلاد الزعيم    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    شاهد.. ياسمين عبدالعزيز وإسعاد يونس تأكلان «فسيخ وبصل أخضر وحلة محشي»    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    بسبب آثاره الخطيرة.. سحب لقاح أسترازينيكا المضاد لكورونا من العالم    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    «الجميع في صدمة».. تعليق ناري من صالح جمعة على قرار إيقافه 6 أشهر    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من تحول حالة الطقس اليوم وتنصح بضرورة توخي الحذر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    عاجل.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه لفلسطين المحتلة لاستكمال مباحثات هدنة غزة    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    3 أبراج تحب الجلوس في المنزل والاعتناء به    "ارتبطت بفنان".. تصريحات راغدة شلهوب تتصدر التريند- تفاصيل    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة، أبرزها مواجهة ريال مدريد والبايرن    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    جريشة: ركلتي جزاء الأهلي ضد الاتحاد صحيحتين    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    تأجيل محاكمة ترامب بقضية احتفاظه بوثائق سرية لأجل غير مسمى    هل نقترب من فجر عيد الأضحى في العراق؟ تحليل موعد أول أيام العيد لعام 2024    ضبط تاجر مخدرات ونجله وبحوزتهما 2000 جرام حشيش في قنا    الأونروا: مصممون على البقاء في غزة رغم الأوضاع الكارثية    أبطال فيديو إنقاذ جرحى مجمع ناصر الطبي تحت نيران الاحتلال يروون تفاصيل الواقعة    اعرف تحديث أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 8 مايو 2024    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 8 مايو 2024    معجبة بتفاصيله.. سلمى الشماع تشيد بمسلسل "الحشاشين"    حسن الرداد: إيمي شخصيتها دمها خفيف ومش بعرف أتخانق معاها وردودها بتضحكني|فيديو    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    اليوم، تطبيق المواعيد الجديدة لتخفيف الأحمال بجميع المحافظات    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    سليمان جودة: بن غفير وسموتريتش طالبا نتنياهو باجتياح رفح ويهددانه بإسقاطه    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    دار الإفتاء تستطلع اليوم هلال شهر ذى القعدة لعام 1445 هجريًا    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
شباب يرفع علم مصر بيد ويحرق مصر بالأخري
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 03 - 2012

‏ اقرأوا معي هذه الرسالة‏:‏ السيد الأستاذ إبراهيم حجازي إذا كان هناك إجماع علي أن الدستور قبل الرئيس حتي يأتي وهو يعلم ما له وما عليه ونعلم نحن الحقوق والواجبات‏.‏ ومن خلال التجربة التي عشناها وتعايشنا معها علي مدار عمرنا كله تبقي مظاهر وظروف ما حول الرئيس والتي تجعله يقاتل من أجل البقاء بل ويقتل شعبه أيضا.
لماذا لأن الوظيفة العامة أيا كانت طبيعتها تنحصر بين اثنين( إما مغرم أو مغنم) فإذا كانت مغرما فلماذا التشبث بها وإن كانت مغنما فالقتال واجب من أجل البقاء فيها.
ألم يقل فرعون( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي) كيف يتركها لنبي مثل موسي عليه السلام ويؤمن بما جاء به ويصبح مرءوسا تحته بعد أن كان فرعونا عليه.. وبالتالي:
أولا: ماذا يعني بقاء ما يزيد علي32 قصرا واستراحة لموظف بدرجة رئيس منتشرة بطول البلاد وعرضها يعمل بها ولها آلاف البشر وقد لا يدخل بعضها خلال فترة ولايته.
ألم يقل الأستاذ مصطفي النجار في صفحات سياحة وسفر بأهرام2012/1/12 إن قصر العروبة به400 غرفة و55 جناحا.
ثانيا: ماذا يعني حرس جمهوري به كل أنواع التشكيلات العسكرية وكأنه قوات مسلحة مصغرة لحمايته والحفاظ علي بقائه واستمراره, بخلاف أطقم الدراجات النارية ومزرعة الخيول.
ثالثا: ماذا تعني كل هذه الهدايا المحفوظة بمخازن القصور من سيوف وخناجر أثرية مطعمة بالذهب والألماس والأحجار الكريمة والبنادق والمسدسات النادرة الأثرية( طبقا لتقرير لجنة الجرد أهرام2012/1/12 لسيادة المستشار أحمد إدريس رئيس لجنة الجرد).
رابعا: ماذا تعني كل هذه الصلاحيات في فتح الحسابات الخاصة وإيداع كل هذه الأموال بداخلها ولا يتصرف فيها إلا بأمره شخصيا.
خامسا: ماذا تعني مكتبة مغلقة لا يقرأ فيها أحد ما بداخلها ولا يسمح لكل فئات المجتمع من أهل الاختصاص الاطلاع عليها وبها الآتي:
أ مجموعة متكاملة من كتاب وصف مصر( أربع مجموعات).
ب مخطوطات أثرية نادرة قد تكون الوحيدة في العالم بأسره.
ت خريطة مصر الأصلية محدد بها الحدود مع إثيوبيا القديمة.
ث الأطلس الكامل لخرائط القارة الإفريقية.
ج نسخة أصلية من الإنجيل تعود لقديم الأزل ومكتوبة بخط اليد وبالإنجليزية ليس لها مثيل في مختلف أنحاء العالم وبحالة جيدة( الحصر العددي43006) مرجع( طبقا لتقرير لجنة الجرد) أهرام2012/1/12.
أليست هذه كلها تصنع فرعون وتستحق أن يقاتل من أجل البقاء فيها وعليها؟.
وكما يأتي الرئيس بعد الدستور.. فليأت الرئيس وهو يعلم الآتي:
قصر واحد مقرا للرئاسة وسكنا له ولأسرته فإذا ما تم انتهاء فترة ولايته يغادره ويعود إلي مسكنه الأصلي, هل نحن أغني وأعتي من أمريكا فلها هناك البيت الأبيض يدخله رئيس ثم يغادره ليأتي غيره فيه.
تشكل لجنة علمية من كل الخبراء لبحث كيفية استغلال تلك القصور والاستراحات لتدر ذهبا علي هذا الشعب المسكين الذي أكل وشرب الملوث كله, ألم يقل هذا غيري وعلي رأسهم الأستاذ مصطفي النجار في صفحات سياحة وسفر أهرام2012/1/12 وكذلك المحاسب فوزي بغدادي ببريد الأهرام من سموحة بالإسكندرية.
تشكيل لجنة فنية من خبراء الذهب والألماس لفحص ما بالمخازن وتحديد التصرف الأمثل لها, ماذا يعني مصحف مطعم بالذهب يهدي لرئيس فيقبله ثم يوضع في المخازن ولا يفتح حتي يوم البعث وأفضل منه مصحف علي ورق عادي يحمله صاحبه ويقرأ فيه ليلا ونهارا.
لحاق الحرس الجمهوري بكامل أسلحته وذخائره ومعداته إلي إمرة القوات المسلحة وتشكيل فريق حراسة خاصة لمرافقة الرئيس فقط.
هذه المكتبة الضخمة إما فتحها لكل أهل العلم والاختصاص للنهل منها وإما ضمها لدار الكتب أو لمكتبة الإسكندرية أو المجمع العلمي الجديد لتكون في متناول الجميع أما أن تظل هكذا تنظف من التراب إلي التراب فينطبق عليها قول الله( كمثل الحمار يحمل أسفارا)...
هذه الرسالة بعثت بها من أجل أبنائي وأحفادي لأنني بالمعاش وقضيت عمري كله مع النظام وبالتالي فأنا من الفلول.
أحمد محمد أحمد عبدالله
المطرية القاهرة
انتهت الرسالة التي سجلت حقائق وحملت اجتهادات...
بالنسبة للحقائق فهي القصور وعددها ومحتوياتها والهدايا وتفصيلاتها ولا مجال لوجهات النظر فيها أو الاختلاف عليها في ضوء ما أعلنته اللجنة القضائية التي تولت جردها...
أما الاجتهادات التي حملتها الرسالة فهي وجهة نظر تتقبل أن يكون إلي جوارها أو للرد عليها وجهات نظر أخري لا واحدة فقط.. وعموما هذه بعض النقاط الخاصة بالموضوع مباشرة أو المرتبطة بما يجب أن يكون في هذه الأيام الصعبة من تاريخ الوطن.
1 يمكن أن نتفق في البداية علي أن الدستور السابق لم يخصص هذه القصور لمن يتولي منصب الرئيس حتي ننص في الدستور القادم علي ما يخصص للرئيس الجديد...
وبمعني أوضح الدستور غير معني بأمر هو لم يتدخل فيه من قبل.. إنما الدستور يعنيه صلاحيات الرئيس ومدة رياسته وأسلوب اختياره والشروط المطلوب توافرها فيه والحدود الفاصلة للسلطة المخولة له والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية.. وعلي كل حال نحن لن نخترع ولو طبقنا ما هو قائم في أمريكا فيما يخص الرئيس من راتب وإقامة وانتقالات نوفر ملايين الجنيهات ونستفيد بعشرات القصور والاستراحات.
2 مصر تحولت من الملكية إلي الجمهورية بعد ثورة يوليو1952 والغريب أن النظام الملكي والاستراحات الملكية والمقتنيات الموجودة بها كلها في كل أنحاء مصر انتقلت تبعيتها إلي رياسة الجمهورية.
لا الدستور خصص هذه القصور للملكية ولا الدستور نص علي توريثها للجمهورية.. لكنها الشيء الوحيد الذي ورثته الجمهورية كما هو من الملكية.. وفي اعتقادي أنه من فضل الله أن حدث هذا لأنه لو تم التعامل معها مثلما حدث لقصور الأمراء التي تحولت إلي مدارس أو وزارات لكانت في خبر كان والأمثلة كثيرة والمواجع أكثر...
3 في بلاد كثيرة بالعالم توجد قصور ضيافة وفي بلاد كثيرة متقدمة بالعالم لا توجد ضيافة ولا يحزنون...
طيب.. ماذا نفعل بتلك القصور وتلك الكنوز من المقتنيات التي تناولتها الشائعات الكثيرة وأثبتت لجنة الجرد القضائية أنها سليمة ولم تنهب ولم تمس...
دولة كبيرة مثل الاتحاد السوفيتي سابقا.. حافظت علي قصور القياصرة مثل عينها..
الثورة لم تسلبها ولم تحرقها ولم تدمرها انتقاما من النظام القيصري المستبد وانتصارا للشيوعية...
الثورة حافظت عليها لأنها ممتلكات وطن قبل أن تكون ملكية فرد أو أفراد...
الثورة حافظت عليها وأبقت عليها قيمة هائلة لثروات وطن وحولتها إلي مزارات سياحية ولعل هذه القصور الآن أحد أهم وسائل الجذب السياحي إلي روسيا حيث يحرص السائح القادم من أي دولة علي دخول قصر القيصر ورؤية غرفة نوم القيصر الموجودة كما هي لأنهم حافظوا عليها مثلما حافظوا علي كل شيء داخل أي قصر...
4 السؤال المنطقي هنا: هل تتحول القصور الملكية عندنا إلي متاحف ومزارات سياحية؟.
قرار صائب فيما لو عرفنا كيف نضعها علي أجندتنا السياحية.. وأظن أننا لن نعرف وليست هذه نظرة تشاؤم بقدر ما هي إقرار لواقع لأننا نملك ما يجعل أجندة مصر السياحية الأكبر والأهم بدون منافس بما نملكه من آثار عظيمة فرعونية ومسيحية وإسلامية ورومانية وبكل أسف لم نعرف يوما كيف نضعها علي أجندة أو حتي نوتة صغيرة لتصبح حصتنا من السياحة الأثرية مخجلة رغم أننا نملك أعظم وأهم آثار...
5 فشلنا بامتياز في جذب السياحة الأثرية الأكبر دخلا.. لأننا شعبا وحكومة طاردون للسياحة!.
القوانين الموجودة طاردة للسياحة لأن الهيئات التي تخدم السياحة كل طرف منها يعمل من رأسه ووفق تفكيره ولا علاقة له بالطرف الآخر المكمل له باعتبار السياحة منظومة تبدأ بالطائرة التي تقل السائح والمطار أول من يستقبل السائح والمواصلات التي يستقلها السائح والفندق الذي ينزل فيه السائح والمزارات التي يقصدها السائح وقلب المدينة التي يحرص أن يراها السائح والمحلات التي يود أن يشتري منها السائح والخدمات التي ينتظر أن يجدها السائح...
هذه المنظومة التي سيتعامل معها السائح لا رابط بينها وكل طرف يتصرف وفقا لتفكيره بصرف النظر عن الآخرين ودون النظر إلي أنه والآخرين أصبحوا قوي متضادة كل قوة منها تسعي إلي أكبر استفادة من السائح...
6 سعر تذكرة الطيران له دور مؤثر في السياحة...
دول كثيرة لا آثار عندها تنافس مصر ومع ذلك سائحوها أضعاف أضعاف من يزورون مصر! لماذا؟
لأن الجذب يبدأ من تذكرة الطائرة ولو أدي الأمر إلي أن يقدموا أسعارا للطيران أقل من تكلفة رحلة الطيران نفسها.. والخسارة تعوضها الإقامة وتعوضها الفلوس التي سوف ينفقها السائح خلال وجوده في الهدايا التي يشتريها وتذاكر الأماكن السياحية التي يزورها وكل مليم ينفقه عن طيب خاطر في رحلته...
الجذب يبدأ بالطيران ويمتد إلي المطار أول من يستقبل السائح وآخر من يودعه وهذا يتطلب مكانا وبشرا!. والمكان وحده لا يكفي إنما البشر يضيفون إلي قيمة المكان أو يأخذون منها.. والأمر يتطلب خبرات مؤهلة ومدربة تتعامل مع السائح بمجرد نزوله من الطائرة!. الابتسامة.. المعاملة.. السهولة.. المرونة.. المعاونة.. النظام.. الالتزام.. المظهر.. السلوك...
الجذب.. أن يجد السائح إجابة عن كل ما يدور في ذهنه وما لا يدور.. إن استفسر يجد من يوضح وإن سأل يعرف الإجابة...
إن طلب خريطة للقاهرة يجدها بالسعر المناسب ويمكن أن تكون مجانية لو لها راع... لو أراد أن يستقل تاكسيا يعرف أن الأجرة وفقا للعداد وليست بالمقاولة.. خلاصة القول يجد أنه محل حفاوة وترحاب وليس ضحية تم استدراجها والكل يمص في دمها...
الجذب.. أن تعامل رحلات الطائرات الخاصة علي أنها وسيلة جذب وليست ضحية للجذر!.
الرحلات الخاصة تدفع رسوما علي كل شيء في خدمتها بمجرد هبوطها.. السلالم التي ينزل عليها الركاب تدفع رسوما عليها للمطار والسيارة التي تنقل الركاب من الطائرة إلي صالة الوصول لها رسوم وسير العفش له رسوم وكل شيء له رسوم والاعتراض ليس علي هذه الرسوم إنما علي من حدد قيمتها بصورة مغالي فيها لأجل إيراد المطار دون إدراك أن ما تم يخرج مصر من سوق المنافسة السياحية وأن كل هذه الفلوس السائح هو الذي يدفعها وهو الذي يكتشف أن سعر تذكرة الرحلة الخاصة ارتفع جدا بسبب هذه الرسوم التي تنفر السائح ولا تجذب أي سائح!.
الجذب.. يعتمد علي ثقافة كل شعب السياحية...
ثقافتنا السياحية تعتقد أن السائح الذي يطب هنا ليس له صاحب والتعامل معه علي أساس أنه لن يعود ولابد من أكبر استفادة منه بالحق والباطل...
ثقافة الشعوب السياحية حريصة علي طبع أجمل ذكري في وجدان السائح لأجل أن يكون اختياره الأول دائما تكرار التجربة...
ثقافتنا السياحية.. الشيء الذي ثمنه قرش نستقتل لأجل أن نبيعه للسائح بعشرة قروش عن قناعة بأنه لن يعود وليس مهما عندنا ماذا سيقول عنا...
قناعة جاهلة متخلفة لا تعرف أن سائح بمفرده يمكن أن يعرف ملايين البشر الأهوال التي تعرض لها في رحلته فيما لو حكي حكايته علي الفيس بوك!.
7 معني الكلام أن هذه القصور التاريخية يمكن أن تكون قيمة هائلة مضافة سياحيا فيما لو تحولت إلي متاحف ومزارات وجعلنا منها وحدها أجندة سياحية...
يمكن تحقيق ذلك يوم نعيد النظر في كل سياستنا السياحية ويوم نغير كل ما هو طارد للسياحة من قوانين ولوائح وثقافة وسلوكيات...
يوم نعلم الأجيال القادمة من مراحل السن المبكرة حب الوطن والانتماء للوطن ليس بحمل العلم والهتاف إنما بالسلوك والأفعال...
عدم رمي أي شيء في الشارع.. حب للوطن. الحفاظ علي عود أخضر مزروع في أرض.. حب وطن. المبني الموجود في أي شارع الحفاظ عليه من التشويه أو التدمير.. حب وطن. النظام والالتزام.. حب وطن. الصدق في الكلام والإخلاص في المعاملة والتعاون في العمل والحب والتسامح والرحمة والتآلف والتكاتف والتوحد والحوار والثقة.. عشق للوطن. احترام الآخر.. احترام حريته وخصوصيته ومشاعره وعقيدته.. حب وطن. العمل والإنتاج.. حب وطن.
هذه السلوكيات تصنع الجزء الأكبر والأعظم من ثقافة الإنسان.. وهي تغرس في عقل ووجدان الإنسان من طفولته وهي مهمة أسرة ثم مدرسة ومجتمع مسئوليته أن تكون وسائل التربية فيه تعمل في اتجاه واحد وليست قوي متضادة والرياضة أهم وسيلة تربوية علي الإطلاق...
وإلي جانب وسائل التربية ودورها في تكوين ثقافة الطفل.. الإعلام له دور والسينما لها دور والتليفزيون له دور وأيضا هذه الأدوار لابد أن تتلاقي وتعمل في اتجاه واحد...
السؤال: هل تقوم الأسرة بدورها؟. هل يسمع الطفل حب الوطن في بيته وهل تعلم حب الوطن من بيته وهل وجد من يتكلم عن حب الوطن في شارع أو يثبت حب الوطن بفعل وعمل في أي مكان...
هل شاهد في سينما فيلما فيه إرساء لقيمة وإعلاء لشأن وانتصار لحق.. هل وجد في فيلم نموذجا للمواطن الصالح الصادق الشريف المحب العاشق للوطن والمتمسك بالقيمة والمبدأ في الحياة.. هل وجد هذا النموذج الطيب في فيلم أم كل ما وجده النماذج السيئة الفاجرة الساقطة بما يوحي للطفل والشاب ويطبع في عقله الواعي والباطن أن مصر لم يعد فيها شرفاء وكل ذلك يدخل مكونات ثقافته التي غاب عنها الحب والنظام والالتزام والشرف والتعاون.. غاب عنها كل ما هو جميل وإيجابي فأفرزت كل ما هو قبيح وفاسد وسلبي...
خلاصة القول إن تغيير سلوكياتنا الطاردة للسياحة.. حكوميا وشعبيا أمر لن يحدث بين يوم وليلة إنما يحتاج إلي وقت نعيد فيه غرس السلوكيات الصحيحة في عقول وقلوب أطفالنا لأجل ثقافة جديدة قائمة علي الحب والعمل والإنتاج والتسامح والحوار...
8 يا سيدي.. الدستور ليس هو القضية ولا انتخابات الرئيس هي القضية ولا تسليم السلطة هي القضية ولا أي شيء مما يثار يوميا هو القضية...
القضية الحقيقية أن تكون مصر فعلا لا قولا فوق الجميع وقبل الجميع...
لو أن مصر حقا فوق الجميع.. ما بقي خلاف واحد في الشارع السياسي لأن الجميع يضعون مصلحة الوطن قبل مصالحهم...
لو أن مصر حقا قبل الجميع.. ما كان وقف الحال الذي نحن عليه موجودا.. وما أهدرنا ال14 شهرا الماضية في الجدال والكراهية والتخوين بدلا من التخطيط والعمل والإنتاج...
لو أن مصر حقا هدف الجميع.. ما قام طفل كبير أو شاب صغير بحرق مبني أو تدمير منشأة...
لو أن مصر حقا فوق الجميع.. ما رأينا شبابا مصريا نحسبه مستقبل مصر يرفع علم مصر بيد ويحرق ويدمر في مصر باليد الأخري...
القضية الحقيقية أن نوقف فورا النزيف الهائل في جسد مصر...
العمل والإنتاج فورا وقف لهذا النزيف...
الامتناع طوعا عن الاحتجاجات والمظاهرات الفئوية لمدة زمنية لأجل أن يعود الإنتاج في أكبر معدلاته وبهدف إعطاء الفرصة للمسئولين للعمل دون ضغوط لأجل إيجاد حلول عادلة منصفة لأصحاب الاحتجاجات...
القضية الحقيقية أن نوقف وفورا حالة الجدل القائم والكراهية المتبادلة والتخوين المستمر...
مطلوب وفورا انتهاء التنافر والإصرار علي التلاقي والتفاهم والحوار وهذا ممكن لأننا جميعا مصريون وسيكون حتميا لو الوطن فوق الجميع...
القضية الحقيقية أن انشغالنا بالأمس مازال قائما والكلام في الأمس مستمر والمزايدة علي الأمس باقية...
علينا أن نضع الغد هدفا لنا.. عندنا عشرات القضايا المصيرية مطلوب حلول لها والوقت لن يرحمها أو يرحمنا...
اليوم بدأت بالسياحة وكل أسبوع قضية بإذن الله...
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.