شهدت مصر أمس احتشادا وطنيا، أظهرت فيه أطياف المجتمع، تضامنها مع الدولة فى حربها ضد الإرهاب، ودعمها للرئيس عبد الفتاح السيسى وإجراءاته لكبح مصادر الإرهاب. فبينما شهد العديد من الميادين المصرية وقفات احتجاجية تندد بالعمليات الإرهابية الأخيرة فى سيناء، أعلنت القوى السياسية عن وقوفها خلف القيادة السياسية، مؤكدة دعمها للإجراءات التى تقوم بها الدولة لمحاربة الإرهاب والقضاء على منابعه. وقال حمدين صباحى: إن حضوره لقاء الرئيس بالقوى السياسية، يأتى تأكيدا على أن مصر تقف صفا واحدا ضد الإرهاب . وأضاف صباحى - ل «الأهرام» - أننا جميعا نقف موقفا واحدا وموحدا تماما فى مواجهة الإرهاب الذى يسعى إلى زعزعة أمن واستقرار الوطن، مؤكدا أنه حرص على الحضور حتى يرى الجميع والعالم أننا جميعا يد واحدة ضد من يريد بوطننا سوءا، مشددا على أن القوات المسلحة والشرطة والشعب يد واحدة ولن يستطيع أحد أن يهزم مصر. وذكر حزب النور، أن خطاب الرئيس السيسى أمس فى لقائه برؤساء الأحزاب، اتسم بالصراحة والشفافية والوضوح والإيجابية وتحديدا كلامه للجيش بأن يثأر للشهداء دون أن يتعرض أحد لظلم وتشديد الرئيس على أن الدولة لا تقاتل إلا من يرفع السلاح. وأشاد رئيس الحزب يونس مخيون، بطلب الرئيس من وزير الداخلية بالتحقيق فى مقتل شيماء الصباغ وتقديم الجانى للمحاكمة مهما يكن منصه. ورحب أيضا بإعلان الرئيس تخصيص ميزانية قدرها 10 مليارات جنيه لتنمية سيناء، مشددا على ضرورة الاهتمام بسيناء من جميع النواحي. ولفت إلى أن حزب النور لديه رؤية لحل المشاكل التى تعانيها سيناء وسيتقدم بها للقيادة السياسية، مشددا على ضرورة إنشاء مجلس أعلى لتنمية سيناء. وقال مخيون: إن مصر تتعرض لمخاطر جسيمة وتحديات عظيمة، ومنها ما يحدث فى سيناء من هجمات إرهابية تستهدف قوات الجيش والشرطة، يقوم بها جماعات تكفيرية وصدامية منحرفة مستهدفين زعزعة الاستقرار وهدم الوطن وسقوط مؤسساته. وطالب رئيس حزب النور، الشعب المصرى بأن يكون على حذر من هذه المخططات، وأن يقف صفًا واحدا فى مواجهة هذه المؤامرة لإفسادها وإفشالها، مؤكدا ضرورة إتاحة الفرصة لعلماء الأزهر والدعاة أصحاب المنهج الوسطي، للتحرك نحو تحصين الشباب من أفكار العنف والتكفير، المنحرفة وعدم الاقتصار على المواجهة الأمنية. وذكر حزب «المؤتمر»، أن لقاء الرئيس بالأحزاب أمس، كان من أجل لمّ شمل القوى السياسية، والدعوة الى أن يكون الشعب كله يدا واحدة، مؤكدا وجود تلاحم بين الشعب والجيش والشرطة لكون المصريين يقفون فى خندق واحد ضد الإرهاب. وقال رئيس الحزب عمر المختار صميدة، إن الرئيس لم يتحدث فى موضوع تأجيل الانتخابات البرلمانية، ولكنة تحدث حول تعمير سيناء، وبناء جامعة ومدينة سكنية باسم الملك السعودى الراحل عبد الله بمنطقة جبل الحلال، وأخرى باسم الشيخ محمد بن زايد تكريمًا للإمارات، وانتقاده لغة الإعلام التى تثقل كاهل المواطن البسيط بالمشاكل والأعباء. من جهته أوضح أنور عصمت السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أن الرئيس السيسى استعرض خلال اللقاء الأوضاع فى سيناء على حقيقتها معربا عن حزنه الشديد لما آلت إليه الأحوال فى سيناء. وميدانيا، نظمت نقابة الصحفيين وقفة احتجاجية صامتة دعا إليها عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية، ظهر أمس أمام مقر النقابة، للتنديد بالجرائم الإرهابية وتقدم الوقفة الصامتة ضياء رشوان نقيب الصحفيين وأعضاء مجلس النقابة والعديد من الصحفيين. وأدان بيان صادر عن النقابة ما قامت به قناة «الجزيرة» الفضائية، من الترويج والتهليل للجريمة الإرهابية الجبانة، التى روعت وأوجعت قلوب المصريين جميعًا، فى وقت كان فيه مراسلو ومذيعو تلك الفضائية يبثون الخبر وهم يحتفلون بسقوط الشهداء والمصابين، الذين سالت دماؤهم الزكية على أرض سيناء الطاهرة. وشارك عدد كبير من الرياضيين ورجال الإعلام الرياضي، فى الوقفة التى أقيمت أمس أمام مقر اتحاد كرة القدم للتنديد بالحوادث الإرهابية الأخيرة وإعلان وقوف الرياضيين جنباً إلى جنب بجوار القوات المسلحة والشرطة للتصدى للإرهابيين الجبناء وأفعالهم الخبيثة. وبدأت الوقفة بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء وقراءة الفاتحة ثم الهتاف لمصر، وأكد الرياضيين أنهم سيكون لهم دور مهم فى مساندة الدولة فى حربها على الإرهاب والوقوف إلى جانب أسر الشهداء والمصابين، مشيرين إلى أن الوقفة تعبير رمزى عن تضامن اتحاد الكرة مع الدولة باعتباره من نسيج هذا الشعب الرافض لكل أشكال الإرهاب والفرقة. وشارك فى الوقفة، جمال علام رئيس اتحاد الكرة وحسن فريد نائب رئيس الجبلاية وثروت سويلم المدير التنفيذى وعزمى مجاهد مدير إدارة الإعلام . كما شارك فى المسيرة عدد كبير من الرياضيين منهم اللواء سامح مباشر رئيس اتحاد الجودو والجهاز الفنى للزمالك محمد صلاح وإسماعيل يوسف والعديد من لاعبى فرق الدورى ورؤساء الأندية والإعلاميين مصطفى يونس وأحمد شوبير ومجدى عبد الغنى وأحمد حسن عميد لاعبى العالم واحمد بلال لتوصيل رسالة مفادها تضامن الرياضيين مع الجيش والشرطة فى حربهم ضد الإرهاب. وكانت اللجنة الأوليمبية المصرية قد أرسلت خطابا لرئاسة الجمهورية، تعلن فيه إدانتها للإرهاب الذى يستهدف زعزعة الاستقرار الداخلي، وتحيى صمود رجال الجيش والشرطة فى إحباط مخططات تلك الجماعات الإرهابية وإفشال محاولاتهم لهدم الدولة المصرية. كما أرسل نادى مستشارى قضايا الدولة خطابًا مماثلا يعلن فيه دعمه لخطوات الدولة لدحر الإرهاب ووقوفهم على قلب رجل واحد خلف الرئيس لاستكمال خارطة الطريق وإنجاح الانتخابات البرلمانية القادمة فى موعدها المحدد.