فى حرب اكتوبر المجيدة تحققت انتصارات كثيرة كانت أقرب الى المعجزات , فوفقا لكل الحسابات كان العدو متفوقا ورغم ذلك انتصرنا عليه رغم ضعف الامكانيات والقوة النيرانية .. والسر فى ذلك يعود الى كلمتين فقط هما: الروح المعنوية ... وقبل ذلك توفيق الله سبحانه وتعالى .. فمن يصدق مثلا ان مجموعة عمليات اسرائيلية كاملة بقيادة الجنرال الدموى ارييل شارون تضم نخبة قوات العدو من المدرعات والمظلات ومدعمة بالمدفعية والطيران توقف هجومها تجاه الاسماعيلية بعد سقوط طلائعها فى كمائن كتيبة صاعقة تسليحها يقتصر على البنادق والاربى جى !! وكانت معركة( الاستيلاء على جبل المر) إحدى هذه المعارك التى تقترب من المعجزات , وجبل المر كان القلعة الحصينة التي تتمركز فيها قوات العدو لتصب من نيرانها علي مدينة السويس خلال حرب الاستنزاف.. ويبلغ طول الجبل 8.5 كيلو متر وارتفاعه117 مترا وتحتله قوات اسرائيلية بلغت 2 سرية دبابات وسرية مشاة ميكانيكية و2 سرية مقذوفات موجهة مضادة للدبابات بالاضافة الى كتيبة مدفعية 155 مم ذاتية الحركة و5 بطاريات مدفعية 25 رطلا .وتحيط بالجبل الكثبان الرملية مما يجعل صعود المركبات إليه امرا شبه مستحيل.ومع ذلك تمكنت قوة صغيرة عددها 26 فردا ( مجموعة فصيلة مشاة مدعمة مترجلة ) يقودها العقيد محمد الفاتح كريم من اقتحام الجبل بعد اربع ساعات فقط من بداية الهجوم !! كان العقيد الفاتح قائدا للواء مشاة ميكانيكى فى الجيش الثالث الميدانى , وكان من القادة الشجعان الذين لايقولون لرجالهم : تقدموا . ولكن يقولون : اتبعونى .. فقاد بنفسه الهجوم الذى بدأ الساعة الثامنة والنصف صباح يوم 9 اكتوبر 73 للاستيلاء على جبل المر , قامت القوات الجوية الاسرائيلية بقصف عناصر تشكيل اللواء ولكن نجح الملازم اول نمر نسيم حنا فى اسقاط طائرة سكاى هوك وتم اسر قائدها . ركز العدو قصفه النيرانى على عربة قيادة اللواء بعد رصدها فتركها العقيد الفاتح وانتقل الى عربة جيب عادية فى الامام مع قواته.. ولم تتوقف مدفعية العدو , تمكنت الكتيبة اليسار من اقتحام الجبل ولكن تعرضت لخسائر جسيمة , كما اتصل قائد الكتيبة اليمين بالعقيد الفاتح يبلغه انه محاصر من جميع الجهات وان كل مركباته دمرت . فتقدم العقيد الفاتح مع 26 فردا نحو قمة الجبل وكانت طائرات العدو فوقهم دون ان تقصفهم فعلم انهم قريبون جدا من العدو, وبالفعل وجدوا امامهم دبابات اسرائيلية فاشتبك معها قائد سرية المقذوفات المضادة للدبابات , وكانت المفاجأة ان الدبابات هربت .. وكان ذلك لأن العدو اعتقد ان المصريين اعتلوا جبل المر بقوات كبيرة من حاملى الصواريخ المالوتكا. وفى تمام الساعة 12 ونصف ظهرا استطاعت قوات العقيد الفاتح ان تسيطر تماما على جبل المر وترك العدو فى ميدان المعركة اثناء انسحابه المرتبك: 10 دبابات وعربة نصف جنزير ومدفع 155 مم ذاتى الحركة صالح للعمل وعربة مقذوفات موجهه مضادة للدبابات س س -11 بالاضافة الى معسكر كامل مزود بجميع وسائل الاعاشة وكذلك خسائره البشرية . بعد الحرب اطلق على جبل المر اسم جبل الفاتح و حصل العقيد الفاتح كريم على نجمة الشرف العسكرية وتوفي يوم 28/3/2013 .