أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة، قرارا جمهوريا أمس، بتشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب، بقيادة اللواء أركان حرب أسامة رشدى عسكر، مع ترقيته إلى رتبة الفريق اعتبارا من أمس السبت، وذلك فى ختام الجلسة الطارئة التى عقدها المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة الرئيس أمس. وأكد الرئيس فى كلمته إلى الشعب أمس، مجددا أن مصر تجابه أقوى تنظيم سرى فى العالم، فهناك دول تقاد اليوم بقيادات من هذا التنظيم، وأن هذه الدول لا تريد لمصر الاستقرار. وأشار إلى أن المصريين فى 30يوليو و3 يونيو اتخذوا قرارا من أخطر القرارات فى العصر الحديث، والتصدى للإرهاب، مؤكدا أن هذه المواجهة صعبة وشريرة وقوية، وسوف تستغرق وقتا طويلا يدفع ثمنه المصريون. وقال الرئيس إن مصر هى المستهدفة، وأن أى خيار يختاره المصريون سأنفذه على الفور، مؤكدا أن البلاد سوف تنتصر على الإرهاب. وقال الرئيس إن الجيش والشرطة مستعدان لدفع الثمن من أجل مصر والمنطقة بالكامل، مشيرا إلى أن مصر لن تترك المجال للإرهاب كما حدث فى دول أخرى مثل أفغانستان والعراق، ولن نترك سيناء لأحد، مؤكدا «إما أن تبقى سيناء للمصريين أو نموت». وأضاف أن مصر والمنطقة كانت يمكن أن تتحول إلى نار لا يعلم مداها إلا الله، مشيرا إلى أن إرادة الأمة مستهدفة، وأكد أهمية عدم تناول أخبار الجيش فى وقت الحرب حتى لا يتم التأثير على الروح المعنوية. وقال الرئيس السيسي، إنه لم يخف شيئا على المصريين، وأنه حذر من قبل من أن الأمر سيتكرر، وأما أن نحمى الشعب أو أنه سيقتل، مشددا على استعداده لأن يقتل دون أى مشكلة أمامه، وقال إنه مستعد كذلك لأن يقابل الله بما فعله. كما شدد على أنه لا يهمه أحد غير المصريين، وأنه مستعد أن يقف أمام الدنيا كلها، ولكن ينبغى أن يقف المصريون بجواره، لأنه لا يقدر على مقاومة الإرهاب إلا بالمصريين الذين غيروا الدنيا كلها، مشيرا إلى أن الروح المعنوية وإرادة الشعب والجيش والشرطة ستبقى دائما فى أعلى ما يمكن. وحذر الرئيس السيسى الأطراف التى ساهمت ومولت تنفيذ التفجيرات الأخيرة، وقال إننا لا نخاف أحدا وأننا اتخذنا الإجراءات اللازمة، وقال فى لهجة قوية: » إن من ساعدكم ومن أعطاكم نحن نعرفه، ونراه ولن نتركه«. وأضاف أننا بفضل الله سننتصر فى هذه المواجهة بالعمل والجهد والدم. وأكد الرئيس أن الاحداث الأخيرة لن تؤثر فى إقامة المؤتمر الاقتصادي، مشددا على أننا نعرف أهداف الإرهابيين لعرقلة المؤتمر، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يعد بمثابة »دراع مصر« وأننا على استعداد لأن نجوع ونبنى البلد من أجل الاجيال المقبلة. وقال إنه طالما يوجد هناك إرادة وخيار للمصريين وطالما ظلوا على قلب رجل واحد فإن الدولة لن تواجه أى مشكلات أخرى فى أى مجال ومنها الاقتصاد. وخاطب المصريين قائلا: إرادتكم وخياركم هو الأمر النافذ علينا، وأنه سينفذ ما يطلبونه أو «يشاوروا عليه« وقال: أنا احترم خيار » أهلى وناس« لأن ربنا قد خيرنا فى عبادته وطالب بانتباه الجميع ممن يستغلون الدين. وشدد الرئيس السيسى على ضرورة تكاتف مؤسسات الدولة لمراجعة المخاطر التى تعيشها البلاد، وقال إن بناء مصر مشترك بين أجهزة الدولة والشعب، وأشار إلى أن الناس تريد أن تشعر بالمحاكمات السريعة للقضاء، ولكنه لا يعلق على القضاء. وأكد أهمية دور الإعلام فى الحفاظ على الروح المعنوية وتقديم رسالة قوية تجاه الحرب التى تخوضها البلاد، وكذلك على جميع أجهزة الدولة. وكان الرئيس السيسى قد وجه فى بداية كلمته التعازى لأسر الشهداء ولكل المصريين، واستعرض ملابسات قطع زيارته إلى إثيوبيا، وقال إنه شرح للوفد الإعلامى المصرى قبيل مغادرته أديس أبابا أننا نواجه أقوى تنظيم سرى فى العالم. واستعرض الرئيس كواليس لقائه بأكبر قيادة فى تنظيم جماعة الإخوان المسلمين يوم 21 يونيو والذى استمر أربعين دقيقة توعدت خلالها هذه القيادة بقتال الدولة من قبل ناس من ربوع الدنيا كلها ومنها أفغانستان وباكستان وسوريا والعراق ومصر وفلسطين وليبيا. وقال إنه كان يدرك جيدا أن ذلك سيحدث، كما أدرك المصريون أن ذلك سيحدث وأننا سنواجه موجة إرهابية كبيرة من قبل تنظيم فى أقوى حالاته، وأنه مستمر سنوات ونافذ فى العالم، مشيرا إلى أن قيادات التنظيم موجودة فى دولة لن تتركنا فى حالنا. وفى نهاية كلمته أكد الرئيس السيسى أننا بمشيئة الله سننتصر لبناء مصر الحديثة بأيدى المصريين جميعا، وقال: مصر ستبقى رغم كل ما يحدث ورغم حقد الحاقدين وكيد الماكرين، مشددا على أنهم لن يقدروا على المصريين لأن الشعب المصرى إرادته قوية ودائما على الحق. وأنهى حديثه قائلا: تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر. وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد عقد جلسة طارئة مهمة أمس برئاسة الرئيس السيسى استعرض خلالها ملابسات الاعتداء الإجرامى الذى وقع فى سيناء يوم الخميس الماضي، وإجراءات القوات المسلحة للرد على الاعتداء الإرهابي، والجهود التى تبذلها القوات المسلحة للقضاء على البؤر الإرهابية فى سيناء. وقال المتحدث العسكرى باسم القوات المسلحة فى بيان أمس، إن الرئيس أشاد بالجهود والإجراءات التى تتم لمحاصرة أوكار الإرهاب فى سيناء بالتعاون مع أشقائهم من عناصر الشرطة المدنية، وما يبذلونه من تضحيات فداء لشعب مصر العظيم.