أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة، قرارا بتشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب، بقيادة اللواء أركان حرب أسامة رشدى عسكر، مع ترقيته إلى رتبة الفريق اعتبارا من أمس. وذلك فى ختام الجلسة الطارئة التى عقدها المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة الرئيس. وأكد الرئيس فى كلمته إلى الأمة، أن مصر تواجه أقوى تنظيم سرى فى العالم، فهناك دول تقاد اليوم بقيادات من هذا التنظيم، وأن هذه الدول لا تريد لمصر الاستقرار. وأشار إلى أن المصريين اتخذوا قرارا من أخطر القرارات فى العصر الحديث، وهو التصدى للإرهاب، مؤكدا أن هذه المواجهة صعبة وشريرة وقوية، وسوف تستغرق وقتا طويلا يدفع ثمنه المواطنون. وقال الرئيس إن مصر هى المستهدفة، وأن أى خيار يختاره المصريون سوف ينفذه على الفور، وأن البلاد سوف تنتصر على الإرهاب. وأضاف أن الجيش والشرطة مستعدان لدفع الثمن من أجل مصر والمنطقة بالكامل، مشيرا إلى أن مصر لن تترك المجال للإرهاب كما حدث فى دول أخرى مثل أفغانستان والعراق، ولن نترك سيناء لأحد، قائلا «إما أن تبقى سيناء للمصريين أو نموت». وأوضح السيسي، إنه لم يخف شيئا على المصريين، وإنه حذر من قبل من أن الأمر سيتكرر، وإما أن نحمى الشعب أو أنه سيقتل، مشددا على استعداده لأن يُقتل. كما شدد على أنه لا يهمه أحد غير المصريين، وأنه مستعد أن يقف أمام الدنيا كلها، ولكن ينبغى أن يقف المصريون بجواره، لأنه لا يقدر على مقاومة الإرهاب إلا بالمصريين الذين غيروا الدنيا كلها، مشيرا إلى أن الروح المعنوية وإرادة الشعب والجيش والشرطة ستبقى دائما فى أعلى مستوياتها. وحذر الرئيس الأطراف التى ساهمت ومولت تنفيذ التفجيرات الأخيرة فى شمال سيناء، وقال فى لهجة قوية: «إن من ساعدكم ومن أعطاكم نحن نعرفه، ونراه ولن نتركه». وأضاف أننا بفضل الله سننتصر فى هذه المواجهة بالعمل والجهد والدم. وأكد أن الأحداث الأخيرة لن تؤثر فى إقامة المؤتمر الاقتصادي فى موعده، مشددا على أننا نعرف أهداف الإرهابيين لعرقلة المؤتمر، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يعد بمثابة «دراع مصر» وأننا على استعداد لأن نجوع ونبنى البلد من أجل الأجيال المقبلة. وقال إنه طالما توجد إرادة وخيار للمصريين وطالما ظلوا على قلب رجل واحد فإن الدولة لن تواجه أى مشكلات أخرى فى أى مجال ومنها الاقتصاد. وكان الرئيس السيسى قد وجه فى بداية كلمته التعازى لأسر الشهداء ولكل المصريين، واستعرض ملابسات قطع زيارته إلى إثيوبيا، وقال إنه شرح للوفد الإعلامى قبيل مغادرته أديس أبابا أننا نواجه أقوى تنظيم سرى فى العالم. استعرض كواليس لقائه بأكبر قيادة فى تنظيم جماعة الإخوان المسلمين يوم 21 يونيو 2013 والذى استمر أربعين دقيقة توعدت خلالها هذه القيادة بقتال الدولة من قبل اناس جاءوا من دول مختلفة منها أفغانستان وباكستان وسوريا والعراق وفلسطين وليبيا. وقال إنه كان يدرك جيدا أن ذلك سيحدث، كما أدرك المصريون أن ذلك سيحدث وأننا سنواجه موجة إرهابية كبيرة من قبل تنظيم فى أقوى حالاته، ونافذ فى العالم. وفى نهاية كلمته أكد الرئيس أننا بمشيئة الله سننتصر لبناء مصر الحديثة بأيدى المصريين جميعا، وأن مصر ستبقى رغم كل ما يحدث ورغم حقد الحاقدين وكيد الماكرين، مشددا على أنهم لن يقدروا على المصريين لأن ارادتهم قوية ودائما على الحق. وأنهى كلمته بترديد : تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر.