وسط نخبة من الروائيين والمثقفين العرب نظم مخيم المقهى الثقافي (الجمعة 30 يناير) لقاء مع الكاتب المغربي أحمد المدينى، حول أدب المغرب العربي؛ أدارت الندوة الكاتبة والروائية مى خالد والتي بدأتها بسرد موجز عن حياة أحمد المديني وكيف استطاع كما قالت عنه «ابن بطوطة الحديث» أن يصل بالأدب المغربي إلي الخارج من خلال أسلوبه الشعري الخاص به. فهوشاعروروائي وناقد أدبي ومترجم وباحث أكاديمي. لديه العديد من المؤلفات منها كتاب «نصيبي من باريس» الذي وصل للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الادب هذا العام، كما وصلت روايته «ممر الصفصاف» للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية هذا العام أيضا . تناول اللقاء العديد من المحاور من بينها: عملية تصنيف الكتابة,حيث يري المديني أن عملية التصنيف هذه ترجع للقارئ والناقد فقط أما الكاتب فهو يكتب انطلاقا من ثقافته والبيئة المحيطة، كل كاتب يتناول الادب بطريقته ولغته الخاصة ، وهذا ما حدث مع المديني الذي بدأ الكتابة بالطريقة الواقعية والوصف المباشر ويوما بعد يوم أخذت الكتابة في أن تصبح أكثر عمقا. دائما كانت هناك روح الاغتراب في نصوص المديني لكن هذه الروح أصبحت أكثر وضوحا عندما صال وجال ابن بطوطة الحديث في الكثير من البلاد العربية والعالمية ليعيش معه القارئ رحلاته بين أحداث الروايات. وكتاباته الابداعية المختلفة هي مزيج بين أصالة الماضي وتطور الحاضر ويرجع السر لأنه ينتمي إلي جيل ورث تراث وحضارة كفاح الشعب المغربي الذي واجه الاستعمار وارتبط بالثقافة العربية والعالمية, كما أنه ينتمي لهذا الجيل الحديث الذي لا يقبل بالمسلمات وينتظره مستقبل مشرق. ويري المديني أنه من الخطأ أن ننظر للأدب المغربي أو أي أدب آخر وكأنه واقع مختلف عن الأدب العربي؛ فالعروبة هي التركيب الحضاري والثقافي العربي، كما أثار المديني خلال اللقاء قضية مهمة هي كيف يتم افساد وتشويه الأدب العربي من خلال طرح الكثير من الأعمال التي لا تمت للأدب بصلة. وعندما سال أحد الحضور المديني لماذا اقتصر دور المثقف العربي على الندوات والمحافل الثقافية؟ ولماذا اختفت الثقافة من حياتنا اليومية ؟ أجاب المديني أنه كما يؤدي الطبيب والمهندس دوره في مكانه المخصص له كذلك يؤدي القاص والشاعر دوره في مكانه؛ ثم تساءل: ومن قال إن حياتنا اليومية تفتقر للثقافة ؟ لو كنت معى بالأمس وشاهدت آلاف الشباب وهم يشترون الكتب كنت عرفت أن الثقافة العربية مازالت بخير. أحب المديني مصر وكتب عنها كثيرا ومن بين مؤلفاته مصر التي في خاطري التي صدرت في السبعينيات، وآخر مؤلفاته «نصيبي من الشرق» ويعد هذا الكتاب اهداء لوطنه الثاني مصر. ومن المقرر عمل حفل توقيع للكتاب الساعة الرابعة عصر الاثنين القادم بجناح الدار المصرية اللبنانية.