رحلت عنا سيدة الشاشة العربية تاركة إرثا من الفن الجميل الراقى الذى يعمل على ترقية وجدان الشعوب الى القيم النبيلة التى ننشدها لكى تمضى مصر الى الأمام. لقد رحلت فاتن حمامة بعد ان أعطت درسا بليغا لشباب الفنانين لكى يتعلموا كيف يكون الطريق الى التربع على عرش الفن لمدة سبعين عاما بالعمل والاجتهاد والقيم النبيلة، وليس الطريق إلى شباك التذاكر، وأن أعمالها الفنية من أفلام ومسلسلات تصلح لان تكون موضوعا للبحث والدراسة لكى تتعلم مدعيات الفن مقومات الفن الأصيل ولكى يعرفن ان الطريق للفن يتطلب شيئا آخر غير عمليات التجميل والشد والنفخ. أيضا فإن هذه الاعمال الفنية تخرج الى عالمنا العربى إما أن تحمل اسم مصر عاليا أو تكون فنا هابطا فيحدث العكس، ولنتذكر كيف رفع الموسيقار محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفاتن حمامة اسم مصر عاليا، فأين نحن من افلام المقاولات الهابطة وافلام العشوائيات والبلطجة والرقص والالفاظ البذيئة، إذ يبدو ان بعض منتجى هذه الافلام لايحرصون على مصلحة البلد واسم الوطن بقدر مايعنيهم شباك التذاكر ولتذهب سمعة مصر الى الجحيم، ويتعلم المراهقون السلوكيات العشوائية والبلطجة والالفاظ النابية، وذلك انطلاقا من اكبر مدرسة نفسية وتعليمية لبناء الشخصية الا وهى التعلم بالمشاهدة فهى أقوى انواع التعلم وصولا لتحقيق الهدف. د. سهير أمين أستاذ الصحة النفسية جامعة حلوان