ورث الملك سلمان عرش السعودية من شقيقه الأكبر المرحوم عبد الله، وبالتأكيد فالعرش أتى مع عدد من التحديات التي سيتوجب عليه التعامل معها في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. ففي الجنوب يعيش اليمن حالة من الفوضى، وفي الشمال يعيث تنظيم "داعش" فسادا في العراقوسوريا، وعلى رقعة أوسع تظل السعودية في حرب باردة مع إيران وسعيها لتكوين ما يسمى بالهلال الشيعى من اليمن والشام وفي داخل حدود المملكة سيتوجب على سلمان أن يقرر كيفية سير الإصلاحات، وأن يوفق بين ذلك وإلقاء نظرة مقربة على المتشددين، كما إنه سيواجه معضلة في كيفية إدارة الخطط التي وضعتها العائلة الحاكمة منذ فترة طويلة. المجازفات عالية المستوى في إحدى أقوى الدول بالشرق الأوسط، وأحد أكبر حلفاء أمريكا، إذ يقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أنتوني كوردسمان إن "السعودية حرصت على الحفاظ على درجة ما من الاستقرار في المنطقة في وجه التهديدات الإيرانية المتزايدة، ووسط ارتفاع أعداد المتشددين الذي تلا الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، ووسط موجة التصعيدات التي شهدها الإقليم منذ ربيع عام 2011." هذه هي بعض التحديات الرئيسية التي سيواجهها الملك سلمان في فترة حكمه: اليمن: سيواجه الملك ومنذ استلامه للسلطة تحدي الأزمة اليمنية التي تزداد عمقاً وحدة وبسرعة كبيرة، خاصة مع تواجد الدولة على الحدود الجنوبية للمملكة. إذ تضعضعت الحكومة الحليفة للنظام السعودي وسط النزاع الطائفي في اليمن، واستقال رئيس البلاد ورئيس وزرائه بعد تحرك الطائفة الحوثية الشيعية نحو العاصمة للاستيلاء على السلطة خلال الأيام السابقة. والسعودية ذات الأكثرية السنية، قامت على مدى سنوات بتزويد اليمن بالطاقة والتمويل، وتشترك مع اليمن بخط حدودي طويل، في وقت تتطلع فيه المملكة بترقب قلق حول نمو سلطة شيعية أخرى بالمنطقة. إيران: إن الأزمة اليمنية تصب بشكل مباشر بالقضية الأوسع التي تتمثل بتزايد نفوذ الشيعة المدعومين من إيران في المنطقة، إذ اتهم مسؤولون يمنيون مرات عديدة الحكومة الإيرانية بتوفير الدعم المادي والتسليح للحوثيين في محاولة لإحكام السيطرة على ساحل اليمن المطل على البحر الأحمر، والذي يعد أحد أكثر خطوط الشحن البحري حركة. يقول محلل الشؤون الخارجية بشبكة CNN، بوبي غوش: "إن هذا الوضع برمته يشعر السعودية بعدم الراحة"، فكلتا الدولتين تواجهان بعضهما في لعبة شطرنج غريبة نشهد أحداثها في مناطق مختلفة في العالم العربي." بدأت العلاقات المتوترة بين الرياض وطهران في الظهور منذ الثورة الإيرانية الإسلامية عام 1979، والأزمة السورية بدت وكأنها عرض خارجي للنزاع بين الطرفين، إيران المؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والسعودية المساعدة للقوات المعارضة لهذا النظام. تنظيم "داعش": إن توسع تنظيم "داعش" المتعطش للدماء، وإحكامه السيطرة على مناطق واسعة في كل من العراقوسوريا خلق حالة من القلق لدى السعوديين، كما أن محاولة قائد التنظيم، أبو بكر البغدادي، بأن يظهر بصورة القائد الروحي للمسلمين يشكل تحدياً أمام العائلة الحاكمة السعودية، التي تعتبر مسؤولة عن مدينتين من أكبر المواقع المقدسة لدى المسلمين، مكة والمدينة. المملكة العربية السعودية تعتبر حليفاً أساسياً للولايات المتحدة في نزاعها ضد "داعش"، حتى أن تقارير أشارت إلى أن أحد أبناء الملك سلمان، الأمير خالد، كان من بين الطيارين الذين نفذوا القصف الأول ضد التنظيم في سوريا العام الماضي. ا لمزيد من مقالات ياسر عبيدو