الشعور بالضغط النفسى والإجهاد الجسمانى والعصبى الشديد هى من أهم الأعراض التى نتعرض لها فى العمل، والمرأة بصفة خاصة تعانى من كثرة هذه الأعراض بسبب كثرة الأعباء والضغوط المختلفة عليها أو بسبب المشاعر السلبية بينها وبين زملائها أو ورؤسائها مما يتسبب بعد فترة طويلة من الإجهاد أو ما يسمى بالإنهاك الجسمانى والعصبى طوال اليوم أو لمدة طويلة، مما ينتج عنه ضعف الطاقة وضعف القدرة على إنجاز أبسط الأعمال بإتقان فى الوقت المحدد وبدون أخطاء، بل وتراكم الأعمال وعدم القدرة على إنجازها بسبب الإجهاد المزمن، والذى يؤدى أيضا الى التوتر والقلق الدائم على أصغر الأمور والعجز على حل أبسط المشاكل اليومية والدخول فى حلقة مفرغة يصعب الهروب منها مما يؤثر سلبا على أداء المؤسسات ككل. فى دراسة علمية أعدتها د.آيه ماهر أستاذة الموارد البشرية بالجامعة الألمانية وعضو المجلس الأعلى للثقافة عن أهمية اهتمام الأفراد والمؤسسات بإدارة وتنظيم طاقتهم بالعمل لما له من أثر إيجابي على إنتاجيتهم وتحفيزهم على العمل، وأنه كلما تدرج الأفراد للمناصب العليا، ازدادت الضغوط المختلفة عليهم، فأصبح معيار تنافسية هذه الوظائف العليا مقترنا بمدى القدرة على إدارة الضغوط والمواقف الصعبة..قد تنبهت أغلب المؤسسات فى بريطانيا وأمريكا بأن الكثير من موظفيها يعانون من الإنهاك الجسمانى والعصبى مما كان له أثر سىء جدا على أداء وسلوكيات الأفراد فى العمل، وكان سببا أيضا فى ارتفاع معدلات الطلاق والخلاقات الزوجية.
كما جاءت بعض الدراسات من جامعة هارفارد بأمريكا لتوصى بأهمية معرفة الأفراد والقيادات بالمؤسسات كيفية إدارة وتنظيم طاقتهم بالعمل باعتبارها أكثر أهمية من إدارة الوقت، وحددت الدراسات أربعة مصادر لتجديد الطاقة فى العمل وهى الطاقة الجسمانية الذهنية، العاطفية والروحانية وكيفية اكتسابهم.
الطاقة الجسمانية : ركزت الدراسات على ضرورة الانتباه للشعور الدائم بالنوم أو بنقص الأوكسجين أو عدم القدرة على التركيز لأنه من الأعراض البدائية لضعف الطاقة، و بالتالى يجب أن تكون الإجازة حقيقية وتقوم بتعويض الراحة وساعات النوم التى لم نحصل عليها طوال الأسبوع، واستبدال الوجبات الرئيسية الثلاثة بوجبات صغيرة يتخللها وجبات من الفواكه الغنية بالألياف كل 3 ساعات، مع شرب الماء بوفرة، وفى أثناء العمل يجب أخذ 01 دقائق راحة كل ساعة ونصف مع التحرك بعيدا عن مكتبك، ومن أهم الأشياء المكسبة للطاقة الجسمانية وتساعد فى شحن بطارية الجسم مزاولة الرياضة 3 -4 ساعات أسبوعيا والتى تساعد على تجديد الدورة الدموية مثل المشى السريع، السباحة، تمرينات الأيروبكس لأنها تساهم فى تخفيف الضغوط وتعمل على تحسين المزاج.
الطاقة العاطفية: و يتم التدريب عليها من خلال حضور برامج أو القراءات المختلفة على كيفية تفريغ الطاقات السلبية مثل القلق واليأس والعصبية وأيضا مشاعر الغيرة والحقد، فالتفكير الإيجابى هنا له أهميته ويكون بالتعلم من التجارب غير الموفقة والاستفادة منها مستقبلا.
الطاقة الذهنية: يتم إكتسابها من خلال التركيز فى العمل دون تشتت ذهنك لأن ذلك يشعرك بالإجهاد المبكر أثناء اليوم، ويمكنك متابعة الاتصالات التليفونية والإيميل والرد عليهم مرتين فى اليوم، وتحديد 5 دقائق قبل بداية كل يوم لوضع أجندة يومك لتحديد أهم الأعمال حسب أولوياتها والبدء بها دون مقاطعات.
الطاقة الروحانية: الإكثار من الأعمال التى تحبينها أو تجدين نفسك فيها او التى تعطيك شعورا بالإنجاز فدائما ما ينصح المرء بأن يعمل ما يحب ويحب ما يعمل وذلك لإتقان ما يؤديه، فحبك للشىء هو الحافز أو الشعلة الذاتية له، والعكس صحيح إياك أن تعملى بشىء لا تحبينه أو تملينه لأنه سيهدر طاقتك، مع قضاء بعض الوقت مع الأهل والأصدقاء بصفة يومية لأن الدعم الأسرى ودعم الأصدقاء يمنحنا أيضا الطاقة الإيجابية، ولا تنسى نصيبك من الإسترخاء مثل سماع الموسيقى أو تأمل المناظر الطبيعية، والأهم من ذلك الدين والروحانيات لأن اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى دائما سيعطيك الإحساس بالقوة الداخلية والسكينة ويبعد عنك الشعور باليأس أو القلق.