مرة اخري نظرية المؤامرة.. فهي ليست مجرد نظرية أو هواجس ولكنها برنامج وتخطيط ممنهج لتقسيم الشرق الاوسط الي دويلات صغيرة ضعيفة لا حول لها ولا قوة. ولعل ما حدث في ليبيا بالامس القريب وتدخل الغرب بقوة للافراج عن ممرضات من بلغاريا أدانهم القضاء الليبي لاصابة أطفال ليبيين بفيروس الايدز أشبه بما حدث اليوم في مصر من تدخل وضغط امريكي تم لاطلاق سراح المتهمين في قضية التمويل غير الشرعي لبعض منظمات المجتمع المدني. وما دعم وتمويل العديد من المنظمات داخل مصر بملايين الدولارات الا مظلة ظاهرها الديمقراطية وباطنها اصبحنا نعرفه جميعا, ولم تكن تلك الملايين موجهة للقضاء علي الامية او للتنمية المستدامة في القري الاشد فقرا في صعيد مصر, وبالتأكيد هذا ليس مآربهم. وما يحدث في سوريا اليوم والقتلي يسقطون بالآلاف ولم يتحرك احد لنجدة الاشقاء فالفيتو الروسي والصيني اوقف كل شئ ومن جانبها, وصفت السفيرة الأمريكية لدي الأممالمتحدة سوزان رايس استخدام الفيتو بأنه مخزي وعن اي خزي يتحدثون...! إذ يكفي القول بأن الولاياتالمتحدة استخدمت حق النقض( الفيتو) داخل مجلس الأمن(78) مرة في تاريخها, منها(14) مرة كان الاعتراض فيها علي قرارات تدين إسرائيل وتدعم الحقوق العربية. إذن قضايا حقوق الانسان لا تتبناها الدول الكبري من اجل الانسانية ولا لوجه الله ولا حبا في الشعوب العربية فهي فقط مظلة لصراع علي النفوذ لقوي كبري بالمنطقة. ومن خلال الربط بين الكثير من الوقائع والشواهد والقرائن والتي تؤكد في مجملها أننا نتعرض لمؤامرة خارجية وفي هذا السياق وبقراءة متأنية في التاريخ الحديث نتأكد وبشكل قاطع أن المؤامرة مستمرة, فمنذ اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم مناطق النفوذ بين كل من فرنسا وبريطانيا سنة6191, وفي هذا التاريخ كان الوطن العربي تحت الاحتلال من شرقه الي غربه. وقامت ثورة يوليو, وفشلت كل محاولات احياء مفهوم القومية العربية ومن خلال المؤامرات تم احباط كل محاولات الاتحاد وباءت كلها بالفشل ابتداء من الوحدة مع سوريا في6591, وكان اخرها اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وسوريا وليبيا عام1791, وحتي تستمر المؤامرة كان لابد من القضاء علي اي كيان يحمل في مفهومه القومية العربية او الاتحاد العربي ولا مانع من وجود كيانات تحت مسمي جامعة او مجلس تعاون. وكما حرصوا وخططوا وسعوا علي مدي التاريخ لتقسيم العالم العربي لدول ودويلات فالسيناريو الحالي تغذيه ودعم الحركات الانفصالية داخل تلك الدول بل واثارة الفتن سواء الدينية او العرقية لتقسيمها الي دويلات صغيرة فالبداية كانت بتقسيم الوطن العربي الي دول متفرقة, والنهاية تقسيم تلك الدول الي دويلات وكيانات ضعيفة ولنا فيما حدث في العراق والسودان الشقيق عظة وعبرة. فهل نتحد ونتجاوز اي خلافات لا طائل منها سوي الفرقة.