تأتى بطالة الشباب على رأس الأزمات التى تتطلب تكاتف جهود المجتمع المدنى مع الحكومة، خاصة أن 54% من سكان مصر تقل أعمارهم عن 24 عاما، و87% ممن يعانون البطالة هم بين سن 15 و29 عاما. وفى الفترة الأخيرة تعددت المبادرات التى تهدف إلى المساهمة فى حل هذه الأزمة، ومنها مبادرة «علشان الخير يعم»، التى أطلقتها عام 2011 مجموعة من أهالى منطقة العمرانية، لإيجاد حلقة الوصل بين الشباب وأصحاب الأعمال. وقالت رنين مكرم عضو المبادرة، إنها تهدف إلى تنظيم «ملتقيات التوظيف» التى تمثل إحدى الآليات المهمة لمواجهة مشكلة البطالة التى تعانى منها مصر حاليا. وقد قامت المبادرة بتنظيم الملتقى الرابع لها بنجاح فى مركز شباب السلام بالهرم بمشاركة عدد كبير من الشركات الكبرى، واستهدف الملتقى توفير فرص عمل للشباب من جميع المؤهلات المتوسطة والعليا. وخلال الملتقي، قال الدكتور محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي: من المتوقع أن ينخفض معدل البطالة فى مصر تدريجيا ليصل إلى 12% فى المتوسط بدلا من 13% حاليا على مدى السنة المالية 2015 -2016 ، فهناك تفاؤل ملحوظ فى جذب الاستثمارات والمشاريع الى مصر التى تسهم بشكل كبير فى حل أزمة البطالة وذلك على غرار مؤتمر دافوس، وأيضا المؤتمر الاقتصادى الذى سيقام فى مصر خلال مارس المقبل . «فرص العمل» وأضاف أحمد على المشرف الميدانى للمبادرة أن الحضور تجاوز الألف شاب و شابة، موضحا أن الملتقيات السابقة أتاحت المئات من فرص العمل للشباب، مما دفعنا إلى الاستمرار حيث إن توفير فرص العمل للشباب هو من الأهداف الرئيسية التى تتبناها مبادرة «علشان الخير يعم» منذ إطلاقها إيمانا منها بأهمية العمل وخاصة للشباب حيث إن العمل يعد النواة والانطلاقة الأولى للمستقبل. وأشارت رنين مكرم منسقة الملتقى إلى أن إجمالى حضور الملتقيات تعدى الخمسة آلاف شاب وتفيد الإحصائيات إن نسبة الذين ينجحون فى الحصول على وظائف تتعدى ال 15% وهى نسبة ممتازة مقارنة بسوق العمل. وبجانب «علشان الخير يعم» تعمل مبادرات عديدة على حل مشكلات البطالة، من ضمنها «يالا وورك» التي بدأت منذ عام 2007 كمبادرة شبابية، ثم أصبحت فى 2012 مؤسسة رسمية تعمل داخل مصر، من أجل توفير فرص العمل، والتدريب والتعليم، والمنح الدراسية ، نشر ثقافة العمل، تشجيع ريادة الأعمال كأحد أكثر الأبواب أهمية فى توفير فرص العمل ونمو الاقتصاد. أما رباب حسن من موقع «توظيف مصري»، فأوضحت أن إحدى مشكلات البطالة، تكمن فى انعدام التنسيق الصحيح بمعنى أن هناك فرص عمل كثيرة متاحة فى مصر لكن المشكلة كيفية الوصول إليها، لذلك هناك العديد من الشباب فكروا فى الوصول إلى طلبات التشغيل مثل المواقع الالكترونية أو الملتقيات التوظيفية التى تنسق بين كبرى الشركات والمصانع وبين المتقدمين من الشباب وذلك بتقديم السيرة الذاتية ، وبالفعل تم تعيين آلاف الشباب فى مصر وهناك طرق كثيرة للوصول إلى أماكن التوظيف لكن الطريقة الصحيحة هى التى نفتقدها. غير هادفة للربح على الجانب الآخر، أوضح سامح إبراهيم أمين جمعية «يالا وورك»، أنها مؤسسة تنموية ليس هدفها الربح فهى تقدم كل أعمالها بالجهود الذاتية ومشهرة برقم 8892 لعام 2012 ولقد بدأت عام 2007 ، وكان فريق العمل مكونا من ثلاثة حتى أصبحنا عشرة ومفاتيح النجاح لأى عمل ثلاثة هى خيال خصب وارادة حديدية وايمان قوى بالله سبحانه وتعالي، وهدفنا أن نقوم بربط وتنسيق بين المتقدم للتوظيف وبين المكان المعلن عن حاجته لعمال ولدينا فرص عمل كثيرة لكن المشكلة ان المتقدم لا يعلم مكان مجالات العمل والهدف الرئيسى هو تحريك سوق العمل بما يتناسب له. وأضاف: نقوم بالإرشاد المهنى وايضا بنشر ثقافة العمل مع تعليم كيفية كتابة السيرة الذاتية للمتقدم للوظيفة والتدريب وريادة الاعمال ونشر ثقافة العمل وشاركنا فى العديد من ملتقيات توظيف الشباب ولقد تعاونا مع وزارة الشباب ووزارة التنمية والقرية الذكية وبالفعل أقمنا معارض للتوظيف فى المناطق العشوائية التى يصعب عليهم الوصول الى الشركات. وأضاف أن مصر تواجه مشكلة كبيرة هى افتقار منظومة التوظيف بمعنى أننا محتاجون إلى تنظيم عملية التوظيف، أى حصر الأفراد الذين يبحثون عن فرصة عمل والتنسيق مع الجهات أو الشركات، فمصر حتى الآن لا يوجد بها هيئة أو مجلس مختص بعملية التوظيف نهائيا ولا حتى وزارة القوى العاملة التى تنظم العمل فى مصر وليس لها أى علاقة بالتوظيف ولا وزارة المالية ولا وزارة الشباب . وأشار إلى أن جمعية «يالا وورك»، قامت خلال اربع سنوات بتوظيف نحو 7 آلاف شاب ، وكان لنا تجربة فى أحد المصانع الكبرى بشيرا الخيمة عبارة عن التنمية البشرية وجزء آخر فى ثقافة العمل ومواجهة المشكلات وحلها وإيجاد روح جديدة بين العامل وصاحب العمل والعكس بمعنى الولاء للمؤسسة تحت اسم family business بمعنى انهم يقومون بالعمل فى اى مجال وليس فقط فى مجال تخصصهم فقط وكيف نجذب اى مشاريع او استثمارات ونحن ليس لدينا اى عمالة فنية ، وعلى سبيل المثال هناك غياب للمدارس الفنية على ارض الواقع فى المصانع ، وليس داخل الفصول والكتب، وغياب هذا المفهوم أدى الى تفاقم ازمة البطالة، على نقيض محافظتى مرسى مطروح ودمياط، اللتين لا يوجد فيهما بطالة لأن مفهوم التدريب واكتساب الخبرات على ارض الواقع راسخ فى اذهانهم منذ الصغر. ولفت إلى وجود حلول كثيرة لإيجاد فرص عمل لكن «نطالب بالتنظيم ثم التنظيم حتى نقضى تماما على البطالة».
