بكل تأكيد هو أمر ووضع غريب وواقع حال لا يصدق وظاهرة تستحق الدراسة والرصد أن تأتى الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير وكل رجال وعصابة عهد مبارك وأركان فساده بمن فيهم مبارك وابناؤه خارج السجن الآن وكذلك الحال لزوجته التى تخرج علينا الآن لتبيض وجهها وتغسل يديها من آثام وشرور وجرائم ارتكبتها بحق الوطن وتعطينا دروسا فى وطنية عن مبارك وشفافية عهده وهى التى تستحق المحاكمة والشنق لأنها أضاعت وطنا وشعبا وحكما وأدخلتنا الجحيم بعينه. إن لها أن تصمت وتختفى إلى الأبد فضلا عن فرق الفساد التى تربت وترعرعت فى عهد مبارك واستحوذوا على معظم ثروات مصر وكونوا أموالا ومليارات طائلة من الفساد وغسيل الأموال والتجارة والتربح الحرام من سرقة الأراضى وصناعة الفساد وتجارات الموت والممنوع لثلاثين عاما. وفى المقابل أيضا جماعة الإخوان وأنصار الفاشية الدينية وحزب الشيطان يغردون على المشهد السياسى فى مصر من جديد إما بالتظاهر ونصب افخاخ الموت السريع لرجال الشرطة والجيش والمواطنين عبر عمليات قتل وقنص مبرمج وزرع عبوات قاتلة هنا وهناك وتفجيرات غير محسوبة لمؤسسات ومبانى الدولة وقطارات الموت وأقسام الشرطة ومراكز المصالح الحكومية وكل ذلك من أجل ماذا... يريدون عودة حكم فاشل لشخص نكرة يسمى محمد مرسى وعصابة من الافاقين والمخربين تجار الدين وفقهاء الجهل امراء القتل والذبح تسمى جماعة «إخوان الشيطان» ومكتب ارشاد أشبه بالنازيين الجدد يريدون اخراجهم من السجون وعودتهم للحياة السياسية وإلا سيحرقون الوطن ويضربون الاستقرار ويعطلون البناء وينسفون صناعة الأمن القادم لدى المصريين. ومن أسف أن كل هؤلاء وهؤلاء من شلة عهد مبارك ورجالاته وفساده التى نشرها فى بر مصر سنوات طويلة للعمليات المنظمه التى كنست وجففت منابع مصر من الخيرات والحقوق وأرث ومكاسب هذا الشعب منذ وجدت الدولة وخوارج العصر الحديث من قتلة الإخوان ومجرميهم يتسابقون الآن لخوض ماراثون الانتخابات التشريعية ويسعون لعقد الصفقات وصناعة التربيطات والاستعداد لفتح خزائن المال الحرام للانفاق على هذه المعركة خاصة أنها ستكون معركة المال السياسى بامتياز إما بالاندماج والاختفاء فى ثوب التحالفات الانتخابية الجديدة بوجه كالح وضمير ميت وإما بالتنافس على المقاعد الفردية. لاحظ أن كل رجال ومرشحى عهود مبارك علقوا الجرس وأعلنوا صراحة وبدأوا بالفعل حملات التدشين لخوض غمار معركة البرلمان حتى أحمد عز أعلنها مدوية أنه قرر العودة إلى الملعب السياسى ودخول سباق الانتخابات وبدأ التحركات والاجتماعات العلنية على رءوس الاشهاد فى الدولة المصرية رغم تسريبات الدولة المتعمدة بمنعه وتحذيره وتهديده من العودة أو الاطلالة على المشهد السياسى من جديد فيبدو أن عز ورفاقه من جماعات الفساد الأعظم والنهب المنظم قرروا تحدى الدولة الجديدة وثورة 25 يناير والشعب واحراج السلطة الجديدة فى مصر وقرروا تحدى الجميع الأمر الذى ينبيء بكارثة سياسية وبرلمانية فى البلاد، حيث سيضربون الثقة فى فرص نجاح الوطن والسلطة الحالية. ناهيك عن أن هذا البرلمان الذى سيعود إليه عز ورفاقه وأسوأ رجالات عصر مبارك سيكون دافعا ومبررا مستحقا لحل ونسف هذا البرلمان منذ اللحظة الأولى ولن يكتب له البقاء أو الاستمرار شهرا واحد حيث يتسابق آلاف المصريين لرفع دعاوى وقضايا حله وستعود حرب التشويه والالغاء والآذى واللدد فى الخصومة التى لن تنتهى فصولها بين الدولة وجيل الشباب المحبط من عدم تمكين ثورتى 25 يناير و30 يونيو من تحقيق أهدافهما ومطالبهما لأن النظام صراحة عندما يسمح بعودة كل هؤلاء وهؤلاء إلى البرلمان القادم فهو بذلك يعيد إنتاج النظام السابق من جديد ولن تنفع التبريرات وسيلحق الاذى بالجميع وتخلط الأوراق وربما تعود لغة الدم والكراهية إلى الشارع السياسى فضلا عن تزايد منسوب الاحتقان فى نفوس الأغلبية عندما يرى هؤلاء وهؤلاء يعودون ويتسيدون المشهد السياسى والبرلمانى خاصة بعد أن عاد بعضهم وتسلل من جديد إلى الصفوف الأمامية فى كل لقاءات وخطابات الرئيس السيسى وكأننا يا شعب لم نقم بثورة ولا يحزنون وعاد البعض يردد مثل العوام وكأنك يا بدر لا روحت ولا جيت. المنطق السياسى والفهم المنطقى لطبائع الأمور وواقع الحال أن يختفى كل هؤلاء وهؤلاء ولتكن هذه مهمة الدولة والسلطة الحاكمة الآن قبل الشعب عبر تفعيل وتحريك قضايا الادانة والفساد المثارة والمسكوت عنها بحق نظام وفسدة عهد مبارك وتفعيل المحاكمات السريعة واسترداد ما حصل عليه هؤلاء بالطرق غير الشرعية أى فضحهم وتعريتهم فى المقام الأول ومن ثم يأتى دور الشعب والناخب لمعاقبتهم فى الانتخابات لاسقاطهم ومنع مرورهم إلى البرلمان القادم وكذلك الحال لجماعة الإخوان وبعد ذلك يأتى الدور على مؤسسى التحالفات الانتخابية الجديدة لمنع ضم واختيار هؤلاء وهؤلاء فى قوائمهم ووضع المصدات والحواجز أمامهم. الأمل الوحيد المتبقى لإنقاذ هذا الوطن هو أن يمتنع فلول مبارك والفاسدون فى عهد إخوان الإرهاب ويختفون من المشهد إذا اردنا إنقاذ البلد وبناء الوطن. لمزيد من مقالات أشرف العشري