4 سنوات مرت على ثورة 25 يناي، تلك الثورة التى أعادت للمصريين كرامتهم ووحدتهم أيضا بعد سنوات من الظلم و الطغيان . وعلى الرغم من نجاح الثورة فى إسقاط نظام قبع على صدور المصريين ثلاثين عاما دفع الشعب من أجلها دماءا روت الشوارع لتنبت حرية يتنفسها المصريون بعد أن كادو ينسون معني الديمقراطية . و سقط عشرات الشهداء من الشباب الأبرياء فى الميادين ، وغيرهم العشرات من شهداء الشرطة في أثناء قيامهم بحماية أقسام و مراكز الشرطة و المنشئات الحيوية، و خاصة المناطق الأثرية التى إستغل اللصوص وجود الثوار الشرفاء بالشوارع و الميادين مطالبين بالحرية، لتقوم قلة منهم باقتحام مخازن الآثار بالهرم و ويسرقون محتوياتها . ولم يكتفوا بذلك، بل قتلوا الضباط أثناء هروبهم و إستمر هؤلاء اللصوص فى ارتكاب جرائهم ضد قوات الشرطة في العديد من المحافظات، ليسقط نحو 86 شهيدا من الشرطة خلال أيام الثورة. و لم يقتصر الأمر على إقتحام الأقسام ، بل إمتد إلى السجون ليهرب أكثر من 23 ألف سجين منها بعد إقتحامها ، ليسقط عشرات الشهداء، و كان أبرزهم اللواء محمد البطران رئيس مباحث السجون أثناء إقتحام سجن الفيوم خلال الثورة. و يظل هؤلاء الشهداء فى ذاكرة الوطن و المصريين حيث ضحوا بأنفسهم من أجل الحرية . و لازالت الشرطة تضحى حتى الآن من أجل الوطن حيث أستشهد من رجالها 520 ضابطا و مجندا حتى الآن . وتأتى إحتفالات الثورة في عيدها الرابع ، و رجال الشرطة يؤدون دورهم المعهود فى حماية الوطن مقدمين حياتهم فداءا لأمن و أمان هذا الوطن ، وإن كانت هناك بعض السلبيات لدى قلة منهم، إلا أن هناك تعهدات مستمرة من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بأن مصر و الشرطة لن تعود إلى ما قبل 25 يناير ، وأن المصريين عادوا للشرطة و الشرطة عادت إليهم ليصبح شعار " شعب وشرطة إيد واحدة" هو عنوان المرحلة ، حيث تعهد جهاز الشرطة بأكمله بعدم التفريط فى حب المواطن مرة أخرى. ويؤكد اللواء عبدالفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام و العلاقات العامة ، أن من أهم المبادئ التى تبنتها وزارة الداخلية عقب ثورة يناير هى إعلاء مبدأ حقوق الإنسان. فالداخلية لن تسمح لأى ضابط بأن يعامل مواطنا معاملة سيئة ، فإعلاء قيمة الإنسان و حقوقه هو المنهج الذى تتبعه وزارة الداخلية . وقال : إننا أنشأنا قطاعا لحقوق الإنسان لأول مرة بالوزارة عقب ثورة 25 يناير، و يقوم بدوره فى تلقى شكاوى المواطنين و حلها . و عندما نجح القطاع في مهمته ، أنشأنا أقساما له بجميع مديريات الأمن و أقسام الشرطة، ويتم التعامل مع أي تجاوز بصرامة ، بل إن وزير الداخلية يأمر بالتحقيق من خلال قطاع التفتيش و حقوق الإنسان ، و يؤكد أن مكتبه مفتوحا للجميع . الشرطة فى خدمة الشعب و أوضح مساعد وزير الداخلية ، أن الشرطة قد إستفادت الكثير من ثورة 25 يناير على قدر الخسائر و الضحايا التى منيت بها ، و كان أبرز هذه الإستفادات عودة روح التلاحم بين الشعب و الشرطة و إعادة شعار "الشرطة فى خدمة الشعب" بالقول و الفعل للمرة الأولى . كما نفي ما يحاول بعض المغرضين ترويجه من أن أجهزة الأمن تحاول إطفاء ضوء ثورة يناير لإستغلال ذلك فى تقليب الرأى العام على رجال الشرطة ، ليشير الي أن رجل الشرطة هو فى الأساس مواطن مصرى لحق به ما لحق بالمصريين جميعا قبل الثورة . تغيير مناهج الشرطة و لعل أبرز ما جاءت به ثورة 25 يناير كما أكد اللواء عبدالفتاح عثمان هو تغيير مناهج كلية الشرطة التى ساهمت فى تخريج ضابط شرطة عصرى متخصص. و لأول مرة أصبح هناك مادة حقوق الإنسان يتم تدريسها للطلبة، و هو ما ساهم بصورة كبيرة فى توعيتهم بالتعامل مع المواطنين علي أساس أن المواطن هو أخ الضابط في النهاية ، ويضاف الي كل هذا أن وزير الداخلية حريص جدا علي متابعة تطوير المناهج كل عام . اللصوص و الضباط و لعل المواطنون يدركون تماما أن قتل الضباط كان عملا خسيسا من قبل اللصوص الذين إستهدفوا أقسام الشرطة و ظلوا لساعات يطلقون الرصاص عليها و أمام مقرات أمن الدولة السابق. بل وصل الأمر إلى إقتحام تلك المقرات و سرقة محتوياتها و المستندات و الأسلحة و قتل الضباط داخلها . و كان أول شهيد يسقط هو المجند عبدالستار فراج و الذي أطلق عليه المهربون الرصاص بسيناء ليستشهد أثناء محاولتهم الدخول للبلاد لتنفيذ مخططهم. ثم سقط الشهيد العقيد سند أحمد القاضى بمنطقة مدينة السلام بالقاهرة و كذلك العقيد علاء محمد فاروق ثم سقط بعد ذلك المقدم محمد البرعى و الذي أطلق عليه عناصر مندسة الرصاص بشارع أحمد زكى ليترك وراؤه زوجته و أبنائه الثلاثة دون عائل . كما أستشهد النقيب محمد خفاجى أثناء حراسته للمنشآت بمنطقة شبرا الخيمة. أما العميد محمد كامل عبدالستار و الذى قامت عناصر بمهاجمة المدرعة التى يستقلها بمدينة دمنهور و أطلقوا الرصاص عليه . و خلال تلك الأحداث، قامت عناصر بمهاجمة مبنى أمن الدولة بالقليوبية و عندما تصدى لهم الرائد طارق نور أطلقوا عليه الرصاص مما أدى إلى إستشهاده فى الحال . و تمتد الأيدى الآثمة لتنال من شهداء الشرطة بالأسكندرية ليسقط أيضا العميد محمد إبراهيم الدسوقى، و لم تمر سوي ساعات علي إستشهاده حتى قامت العناصر الاجرامية باقتحام سجن الاستئناف لتهريب المتهمين، و عندما تصدت لهم القوات أطلقوا الرصاص ليستشهد الشرطى لبيب إبراهيم. و فى طريق القصير، قام عناصر بالسطو علي محطة وقود و عندما تصدت لهم القوات أطلقوا الرصاص علي المقدم هشام الحسينى لينضم إلى الشهداء. كما أستشهد أيضا النقيب عمرو مسعود على يد عناصر إجرامية بمركز البلينا بسوهاج، و الرائد أحمد متولى علي يد عناصر أخري بالدقهلية، لتظل الشرطة تقدم الشهداء حتي يومنا هذا من أجل حماية للوطن. عودة الشرطة لا ينكر أحد، أن الشرطة انهارت بعد ثورة 25 يناير و اقتحام الأقسام ، ولكن سرعان ما تدخلت القوات المسلحة لإعادة بنائها من جديد و تزويدها بالأسلحة و السيارات ووقفت معها جنبا إلى جنب، و هو ما ساهم بصورة كبيرة فى عودة الشرطة. خاصة في ظل استغلال الأعداد الكبيرة من البلطجية سقوط الشرطة ليقتحموا علي الفور المتاجر و المتاحف و لينهبوها .. و لكن تمر الايام و تعود الشرطة بقوتها و تستعيد الاثار المسروقة من المتحف المصرى و متحف ملوى و الهرم و الاسلحة المستولى عليها من مراكزها ، لتمارس بعد ذلك دورها الحقيقى فى حفظ الامن و الآمان. ولكن لعلنا نعترف بأنه لا يزال أمامها الكثير فى مجال محاربة الارهاب و الذى يستهدفهم حتي الآن .