شهدت العلاقات بين المؤسسة العسكرية المصرية و نظيراتها فى دول العالم المختلفة تطورا موسعا من خلال زيارات لوزراء دفاع ورؤساء اركان، ووفود عسكرية مختلفة الى مصر، حيث ان الطريق إلى توطيد العلاقات بين مصر والدول الأخرى يمر عادة بتوطيد العلاقة مع المؤسسة العسكرية المصرية، حيث تنظر هذه الدول إلى الجيش المصرى باعتباره محل ثقة نظرا لتمتعه بالانضباط والكفاءة القتالية العالية، خاصة فى ظل أوضاع داخلية وإقليمية مضطربة نسبياً، ففى الوقت الذى نجد فيه دولاً تسعى إلى توطيد علاقاتها مع مصر حفاظاً على عقد صفقات السلاح الموجهة للجيش، وما يترتب على ذلك من تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة، فى الوقت نفسه نجد أن البعض الأخر من الدول تحرص على توطيد علاقاتها مع المؤسسة العسكرية المصرية لمحاربة الإرهاب عن طريق التعاون الاستخباراتى المشترك، وتمثل تلك الروابط الثنائية بين المؤسسة العسكرية المصرية ونظرائها فى الدول الأخرى هدفاً يحرص عليه الطرفان للاستفادة مما تقدمه كل جهة للجهة الأخرى لتأمين المصالح المشتركة. على الصعيد العربى على الصعيد العربى شهدت الفترة الماضية وبالاخص عام 2014 لقاءات متعددة جمعت فى مرحلة مصيرية بين قادة القوات المسلحة المصرية ونظرائهم بالدول العربية الشقيقة، وجاء فى مقدمة تلك اللقاءات الإجماع العربى على الدور المحورى لمصر تجاه الأشقاء وتأييدها في محاربة الإرهاب، فضلاً عن التأكيد على ثقلها لتوحيد الصف ونبذ الخلافات، وكان ضمن أهم اللقاءات التى جمعت بين الفريق أول صدقى صبحى الذى تولى منصب وزير الدفاع فى 27 مارس 2014 مع نظرائه فى الدول العربية الشقيقة تلك المقابلة التى جمعت بينه وبين رئيس الأركان اللبنانى اللواء الركن وليد سلمان، وتناول اللقاء تبادل الرؤى تجاه المستجدات والمتغيرات المتلاحقة التى تشهدها المنطقة وانعكاساتها على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط. كما التقى صبحى بالفريق حمد الرميثى رئيس أركان حرب القوات المسلحة الإماراتية والوفد المرافق له، و تناول اللقاء دعم التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين فى العديد من المجالات، على خلفية العلاقات الاستراتيجية القوية بين البلدين. كما هنأ الفريق حمد الرميثى القوات المسلحة المصرية على دورها الوطنى فى تأمين عملية الاستفتاء والتأسيس لبناء دولة ديمقراطية حديثة، والعبور بمصر إلى بر الأمان. ثم التقى الفريق صبحى مرة أخرى بالفريق حمد ثانى الرميثى رئيس أركان حرب القوات المسلحة الإماراتية والوفد المرافق له فى زيارة رسمية لمصر، تزامنا مع انطلاق فعاليات التدريب البحرى المصرى الإماراتى المشترك "خليفة 1" الذى استضافته مصر بنطاق قاعدة البحر الأحمر، وأكد الفريق حمد الرميثى أن مصر تمثل العمق الاستراتيجى للأمة العربية. اللقاءات الإفريقية أما على صعيد اللقاءات الأفريقية التى تمت خلال هذا العام أيضاً فقد شملت تأييد القادة العسكريين فى دول القارة السمراء لقوة مصر تاريخياً بين دول أفريقيا معربين عن تمسكهم بعودتها إلى دورها الريادى من خلال التعاون المثمر لتحقيق الأمن والاستقرار الذى ينعكس على جميع دول القارة، وقد تبلور ذلك فى اللقاء الذى جمع بين المشير عبدالفتاح السيسى حينما كان وزيرا للدفاع والفريق أول الركن المهندس عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني، والوفد المرافق له، وجرى خلال اللقاء بحث تعزيز العلاقات العسكرية ودعم التعاون الأمنى عبر الحدود، وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة بين البلدين فى مختلف المجالات، وتأكيد الروابط التاريخية بين شعبى وادى النيل. وشملت لقاءات قادة القوات المسلحة خلال 2014 أيضا مقابلة الفريق أول صدقى صبحى بالفريق ماهمان تورى رئيس أركان الجيش المالى والوفد المرافق له، حيث تناولت المقابلة تبادل الرؤى تجاه ما تشهده المنطقة من أحداث ومتغيرات متلاحقة تلقى بظلالها على الأمن والاستقرار على الساحة الافريقية، وتم مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والتأكيد على أهمية التنسيق والتعاون بين جميع دول المنطقة من أجل مواجهة المخاطر والتهديدات التى تشكلها التنظيمات والجماعات الارهابية بالقارة الإفريقية. كما التقى صبحى مع باه نداو وزير الدفاع والمحاربين القدامى لجمهورية مالى على رأس وفد عسكرى رفيع المستوى ، تناول اللقاء تبادل الرؤى تجاه الأوضاع الإقليمية الراهنة وما تشهده من تطورات وانعكاساتها على الأمن والاستقرار داخل القارة الإفريقية، وفى نفس السياق استقبل الفريق حجازى أيضا الفريق ماهمان تورى رئيس أركان الجيش المالى وعقدا جلسة مباحثات ثنائية لدعم التعاون وتعزيز العلاقات بين القوات المسلحة لكلا البلدين. تعاون عسكرى دولي وفى سياق متصل نجد أن الدول الأجنبية قد بادرت بدعم علاقاتها العسكرية مع مصر حماية للمصالح المشتركة ودعماً لأمن المنطقة واستقرارها، وتمثل ذلك فى تبادل الخبرات والتدريبات المشتركة مع مصر، فضلا عن تبادل المعلومات للقضاء على منابع الإرهاب ومحاصرة البؤر الإجرامية ووأدها فى مهدها، وتم ترجمة ذلك على أرض الواقع عقب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التى ساعدت على إتمام صفقة طائرات "الأباتشي" مع الجانب الأمريكي، وقد تم تنفيذها فعلياً، كما حرصت القوات المسلحة على تنويع مصادر السلاح عن طريق دراسة عدة عروض على رأسها روسياوفرنسا والصين من أجل تطوير القوات الجوية، بالإضافة إلى قرب إتمام صفقات الميج 29 الروسية، بالإضافة إلى أن عمق العلاقات العسكرية بين الدول ساهم فى تمكين مصر من الإنتاج المشترك كجزء رئيسى من أى صفقة جديدة تقوم بها مع الدول الأخرى مثل التعاون المشترك بين مصر والصين لتصنيع طائرة التدريب النفاثة ، ومع فرنسا لتصنيع الهليكوبتر (جازيل). كما سجل عام 2014 العديد من اللقاءات التى أجراها الفريق أول صدقى صبحى مع الجانب الأمريكي، وشملت وفدا رفيع المستوى ضم عددا من قدامى العسكريين والمحللين الاستراتيجيين فى شهر ابريل ، وأعرب الوفد الأمريكى الذى زار مصر حينها عن دعمه للجهود المبذولة لاستعادة المسار الديمقراطى بعد اقرار الدستور الجديد، والمضى قدما فى استكمال باقى خطوات خارطة المستقبل، وتمكين الشعب المصرى بجميع أطيافه، من التعبير عن إرادته فى مناخ من الحرية والديمقراطية، كما أشاد أعضاء الوفد بالإجراءات التى تتخذها الحكومة المصرية فى التصدى للإرهاب، واستعادة الأمن والاستقرار. وكان ضمن لقاءات الفريق أول صدقى صبحى بالوفود الامريكية مقابلة وفد من تكتل أعضاء الكونجرس الأمريكى من أصول افريقية والذى زار مصر برئاسة النائبة ايدى جونسون عضوة لجنة العلوم والتكنولوجيا بمجلس النواب الأمريكي، وتناول اللقاء تبادل الرؤى حول تطورات الأوضاع فى المنطقة وانعكاسها على الأمن والاستقرار داخل القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، ومناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك فى ضوء علاقات التعاون بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية. ثم التقى صبحى بنظيره جون هيسترمان قائد القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية، وناقش الجانبان عددا من موضوعات التعاون العسكرى المشترك وسبل دعمه، ثم التقى صبحى بالفريق بحرى مارك فوكس نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية والوفد المرافق له، وتناول اللقاء سبل نقل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين فى مختلف المجالات. وجمعت اللقاءات العسكرية أيضاً صدقى صبحى مع نظيره البلجيكى ستيفن فان ديبوت، ثم مع جان أيف لو دران وزير الدفاع الفرنسى ، وعقب اللقاءين أعرب الوزيران عن تقديرهما الكامل لمصر حكومه وشعبا وتمنيا لها دوام الاستقرار والتقدم لاستعادة مكانتها الرائدة اقليميا ودوليا . واستكمل صبحى لقاءاته المهمة بمقابلة السيدة روبرتا بينوتى وزيرة الدفاع الإيطالية والوفد المرافق لها، تناول اللقاء سبل القضاء على الإرهاب وانعكاساته على الأمن والاستقرار بالمنطقة، وزيادة التعاون العسكرى بين البلدين فى العديد من المجالات، وقدمت وزيرة الدفاع الايطالية التعازى فى ضحايا الحادث الإرهابى الذى شهدته محافظة سيناء، مؤكدة دعم حكومتها لمصر فى حربها على الإرهاب باعتبارها إحدى القوى الرئيسية والفاعلة فى منطقة الشرق الأوسط، وعلى صعيد أخر التقى الفريق أول صدقى صبحى مع ديفيد ساترفيلد مدير عام القوة متعددة الجنسيات والوفد المرافق له، وتناول اللقاء الدور الذى تقوم به القوات المسلحة لتسهيل مهام القوة متعددة الجنسيات. وتوالت لقاءات قادة القوات المسلحة مع الوفود العسكرية الاجنبية حيث التقى الفريق محمود حجازى عقب توليه منصب رئيس أركان القوات المسلحة بوفد عسكرى رفيع المستوى برئاسة الفريق اول أوستن لويد قائد القيادة المركزية الامريكية، الذى ضم كلاً من الفريق أول ويليام ماكريفين قائد قيادة العمليات الخاصة الأمريكية والفريق أول ديفيد رودريجيز قائد القيادة الافريقية الأمريكية، وتم خلال اللقاء مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ، والتأكيد على اهمية استمرار تبادل الخبرات بين البلدين فى جميع المجالات.