حصاد أنشطة التعليم العالي في أسبوع    محافظ الغربية يتابع جاهزية محيط المدارس لاستقبال امتحانات الثانوية العامة بكفر الزيات    «250 جنيهًا للكيلو».. وزارة الزراعة توضح أسعار اللحوم قبل عيد الأضحى 2024    الليمون ب40 جنيهاً والبامية ب50.. أسعار الخضروات في أسواق الإسكندرية اليوم السبت 8 يونيو 2024    مستشار النمسا يدين الاعتداء على رئيسة وزراء الدنمارك    اندلاع حريق كبير جراء قصف إسرائيلي لبلدة حولا حي المرج ووادي الدلافة في جنوب لبنان    الأهلي يتراجع عن ضم يوسف أيمن مدافع الدحيل القطري    مدرب المغرب عن انفعال حكيمي والنصيري أمام زامبيا: أمر إيجابي    مناشدا بارتداء «نسك».. رئيس «بعثة الحج»: مستند تعريفي يحصل الحاج من خلاله على المعلومات    بالصور.. وكيل الأزهر يتفقد لجان امتحانات الثانوية ويشيد بالتزام الطلاب    بسبب ارتفاع درجات الحرارة.. تخفيض سرعة القطارات على معظم خطوط السكة الحديد    ضبط 449 مخالفة عدم ارتداء الخوذة وسحب 1059 رخصة خلال 24 ساعة    حبس تشكيل عصابي ضبط بحوزته 170 كيلو مخدرات و14 قطعة سلاح بالبحيرة    الصحة بغزة تستغيث لتوفير مولدات كهربائية لمستشفيات القطاع    أوكرانيا: عدد قتلى الجيش الروسي يصل إلى 517 ألفا و290 جنديا منذ بدء الحرب    رئيس فلسطين يرحب بدعوة مصر والأردن والأمم المتحدة لحضور مؤتمر الاستجابة الإنسانية بغزة    جمعية رجال الأعمال تناقش تحقيق مستهدفات القطاع الزراعى فى زيادة الصادرات    تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري يتصدر المباحثات المصرية الأذربيجية بالقاهرة    أخبار الأهلي : مصطفى شلبي: شيكابالا أفضل من محمد صلاح    نجم الأهلي يوجه رسالة قوية إلى محمد الشناوي    وزير المالية: توسيع القاعدة الضريبية لدفع جهود الاستثمار في الصحة والتعليم    «التضامن»: تبكير صرف معاش تكافل وكرامة لشهر يونيو 2024    وزير الإسكان يُصدر قرارا بإزالة التعديات عن 5 أفدنة ببرج العرب الجديدة    افتتاح المكتب الوطني للوكالة الفرانكفونية بمصر في جامعة القاهرة الدولية ب6 أكتوبر (تفاصيل)    الحكومة: إصدار وإعادة تفعيل 2796 كارت "تكافل وكرامة"    انتظام امتحانات الثانوية الأزهرية بشمال سيناء دون شكاوى    أسرة قهوجى أوسيم تؤكد عدم وجود شبهة جنائية حول وفاته    النائب العام السعودي: أمن وسلامة الحجاج خط أحمر    لمواليد 8 يونيو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    القاهرة الإخبارية: ليلة مرعبة عاشها نازحو رفح الفلسطينية بسبب قصف الاحتلال    فتح باب التقدم بمسابقة فتحى غانم لمخطوطة القصة القصيرة.. اعرف الشروط    هل يجوز الادخار لحم الأضحية؟.. تعرف على رأي الإفتاء    دار الإفتاء للمتخلفين من العمرة لإدراك الحج: حرام شرعا    كيف تستعد وزارة الصحة لاحتفالات عيد الأضحى والعطلات الصيفية؟    إحالة 7 أطباء للتحقيق خلال جولة تفتيشية مفاجئة بأسيوط    حاكم دونيتسك الروسية: القوات الأوكرانية تكثف قصف المقاطعة بأسلحة بعيدة المدى    بعد حادث وفاته..7 معلومات عن رائد الفضاء الأمريكي ويليام أندرس    عقوبة إفشاء الأسرار الخاصة في القانون    «الصحة» تستعد لموسم المصايف بتكثيف الأنشطة الوقائية في المدن الساحلية    الجيش الأمريكي يدمر خمس مسيرات حوثية وصاروخين وزورق في اليمن    من جديد.. نيللي كريم تثير الجدل بإطلالة جريئة بعد إنفصالها (صور)    مصافحة شيرين لعمرو دياب وغناء أحمد عز ويسرا.. لقطات من زفاف ابنة محمد السعدي    «اهدى علينا شوية».. رسالة خاصة من تركي آل الشيخ ل رضا عبد العال    مواعيد مباريات يورو 2024.. مواجهات نارية منتظرة في بطولة أمم أوروبا    الفرق بين التكبير المطلق والمقيد.. أيهما يسن في عشر ذي الحجة؟    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع    "المهن الموسيقية" تهدد مسلم بالشطب والتجميد.. تفاصيل    دعاء ثاني أيام العشر من ذي الحجة.. «اللهم ارزقني حسن الإيمان»    كريم محمود عبدالعزيز يشارك جمهوره صورة من محور يحمل اسم والده الراحل    نجيب ساويرس ل ياسمين عز بعد حديثها عن محمد صلاح: «إنتي جايه اشتغلي إيه؟»    حاول قتلها، زوجة "سفاح التجمع" تنهار على الهواء وتروي تفاصيل صادمة عن تصرفاته معها (فيديو)    إبراهيم حسن يكشف كواليس حديثه مع إمام عاشور بعد لقطته "المثيرة للجدل"    مفاجأة.. مكملات زيت السمك تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية    بعد الزيادة الأخيرة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من المنزل    الإفتاء: الحج غير واجب لغير المستطيع ولا يوجب عليه الاستدانة من أجله    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف هبة راشد.. طريقة عمل الجلاش باللحم والجبنة    فريد زهران ل«الشاهد»: ثورة 1952 مستمدة من الفكر السوفيتي وبناءً عليه تم حل الأحزاب ودمج الاتحاد القومي والاشتراكي معًا    منتخب مصر الأولمبي يفوز على كوت ديفوار بهدف ميسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عشرون يوما من الأحلام فى الدهبية «دمياط» ب 70 جنية إنجليزى عام 1927

الذكريات الجميلة واللحظات السعيدة كالأحجار الكريمة الثمينة تستحق أن يتم تخليدها والحفاظ عليها بتسجيلها وتدوينها والتقاط الصور لها ، وهذا ما كان يفعله زوار مصر والسائحون والمغامرون الذين جاءوا اليها فى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين فتركوا تراثاً ضخماً مبعثراً فى كل أنحاء العالم من الصور والمذكرات والأوراق الخاصة التى تسجل ذكرياتهم وأخبار رحلاتهم ،
و قد عثرت أثناء تنقيبى عن الأوراق والصور المصرية القديمة فى أحد المعارض فى لندن بالمصادفة على لوحة من الكارتون المقوى عليها لائحة بأسماء 60 راكباً كانوا على متن إحدى الدهبيات ( المراكب النيلية الضخمة ) وإسمها Damietta أو دمياط التابعة لشركة « كوك « للسياحة فى رحلة نيلية لمدة 20 يوماً بدأت يوم 9 مارس 1927 من القاهرة الى الاقصر وأسوان ثم العودة ، الملاحظ أن كل الأسماء المشاركة فى الرحلة كانت لأجانب وأغلبهم من الإنجليز وبعضهم يحمل القابا نبيلة، مما يدل على أن هذه الرحلات كانت تستهوى الأغنياء وأثرياء أوروبا، وخاصة أن الشركة المنظمة هى شركة « كوك وأولاده « والتى كانت تقدم خدمات رفيعة المستوى غالية القيمة مقارنة بما يمكن أن يدفعه من يستأجر دهبية صغيرة خاصة ويقوم بالرحلة بنفسه بدون الحاجة لأى شركة سياحة وهو ما فعلته الليدى دوف غوردون فى نهاية القرن التاسع عشر حينما استأجرت دهبية خاصة جابت بها صعيد مصر صعوداً ونزولاً فى النيل بمبالغ زهيدة ، واللافت للنظر فى هذه القائمة أن الغالبية ممن تضمهم عائلات أو أزواج أى ( السيد والسيدة Mr & Mrs ) كما أن بعضهم إصطحب خدمه معه طوال الرحلة لخدمتهم، وهو ما كان شائعاً فى ذلك الوقت من تأجير خدم وإصطحابهم للحصول على مزيد من الخدمات أثناء الإقامة فى الفنادق وفى الرحلات ، وفى نهاية القائمة وضعت إدارة الشركة اسم مدير المركب والمسئول عن الرحلة وهو السيد فرديناند هاس واسم المدير الطبى للرحلة وهو الدكتور ا. بيسيت مما يعنى أن هذه الرحلات كانت تهتم باصطحاب طبيب ليرافق السياح لمزيد من الأمان ولتقديم الرعاية الصحية لمن يحتاجها على الفور وهى بالطبع خدمة رائعة تدل على وعى القائمين على السياحة فى ذلك الوقت .
وفيما يبدو أن هذه القائمة ألصقها أحد المشاركين فى الرحلة ليسجل بها ذكرياته عن هذه الأيام فقد وضع أيضاً مجموعة من الصور الكاريكاتيرية والكروت التى كانت منتشرة فى ذلك الوقت لركوب الحمير فى صحراء مصر، وزيارة المعابد الفرعونية وهى طقوس سياحية كان لابد أن يقوم بها أى زائر لمصر فى تلك الفترة كما الصق صورة للمركب التى أقلت المشاركين فى رحلتهم النيلية وكأنه كان يسجل كل خطوات الرحلة بالأسماء والصور والرسوم الكاريكاتيرية .
أما عن شركة « كوك » التى نظمت الرحلة فقد كانت من أوائل الشركات السياحية التى حصلت على ترخيص بتنظيم رحلات نيلية، وكان لها دهبيات مخصوصة تقوم بتسييرها بين مدن صعيد مصر كما كان لها محطات خاصة تحمل اسمها لتنزيل وإستقبال الركاب على ضفاف نهر النيل وخاصة فى الأقصر وأسوان ويقول إعلانها الذى نشرته عام 1922 « أن شركة توماس كوك وأولاده توفر لكم أرقى رحلات نهرية على مستوى العالم فمراكبها تتميز بالغرف الفاخرة والأسطح المتسعة والحمامات الخاصة الملحقة بالغرف التى تتوافر فيها المياه الساخنة والباردة فى كل الأوقات كما أن هذه المراكب النيلية توفر الراحة لركابها ، وتقدم الشركة ثلاثة برامج من الرحلات ، الأولى من القاهرة الى الاقصر وأسوان لمدة 3 أسابيع ب 70 جنيه إنجليزيا على متن المراكب ( السودان والعربية ومصر ) والتى تغادر القاهرة الأربعاء من كل أسبوع بداية من شهر نوفمبر وحتى شهر مارس من كل عام والثانية نفس الرحلة ولكن لمدة أسبوعين ب 56 جنيها انجليزي على متن المراكب ( دمياط ورشيد ) والتى تبحر من القاهرة يوم السبت بداية من شهر يناير وحتى بداية شهر مارس أما الثالثة فكانت مختلفة لانها لمدة أسبوع واحد فقط وتبدأ من الشلال فى أسوان وحتى أبو سمبل ووادى حلفا يوم الاثنين من كل أسبوع ب30 جنيه انجليزيا فقط ، وفى نهاية الإعلان أكدت الشركة التى يوجد مقرها الرئيسي فى لندن أن لها أفرع فى كل من القاهرة والإسكندرية والأقصر وأسوان وبورسعيد والخرطوم وكافة أنحاء العالم .
بقى أن أقول إن شركة « كوك وأولاده للسياحة « أسسها الانجليزى توماس كوك ( 1808 - 1892 ) الذى يقول عنه شريف سيد عفت فى كتابه « تاريخ أقل قبحاً » أن توماس كوك هو بلا جدال رائد السياحة المنظمة فى العالم وكان يطمح فى زيارة الشرق الأوسط والحج الى الأماكن المقدسة فى مصر وفلسطين مستكشفاً الطريق والمعالم حتى يمكنه إعداد برنامج لزيارتها وقد فتح له مكتباً فى فندق شبرد القديم وبعد إفتتاح قناة السويس عام 1869 أصبحت مصر عنصر جذب للأجانب فبدأ التركيز على مصر وأثارها ونيلها والشتاء الدافئ فقرر بناء سفن للإبحار جنوباً على طول النهر وقد تم بناء عدد منها فى إسكتلندا وإرسالها مفككة الى مصر حيث يتم تجميعها فى ورش خاصة فى بولاق وقد أطلق عليها السائحون «القصور العائمة عن « وأصبح لديه 17 منها بالإضافة الى 33 دهبية صغيرة وتم تنصيب شركته وكيلاً وحيداً للمسافرين عبر نهر النيل بموافقة الخديو اسماعيل عام 1870 وهكذا بدأت السياحة النيلية فى مصر فى القرن التاسع عشر والله .. الله على نيل مصر زمان والآن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.