محمد منير نقطة ومن اول السطر.. الكينج هوصوت مصر ،هو الابن الشرعى والصادق لأرضنا، وأهلنا، وحياتنا الحقيقية ، فالكل يحبه لأنه الوحيد القادر على أن يدخل البيوت دون استئذان، هو الانسان والمغنى ، صاحب التاريخ والقيمة والقامة الذى أسهم فى تشكيل عقول ووجدان أجيال، وهوالشاهد على الأحداث والتحولات ،فهو ابن كل مصر، كما صوته ملك كل الناس، فعندما يغنى نغنى دون تردد ، نغنى للبيوت والشوارع والوطن والحبيبة والأرض والمساجد والكنائس ، ففى صوته نجد التمرد والتصالح والسؤال والإجابة والرؤية والأمل والبهجة . منير وبالاجماع يعتبرالمعادل الموضوعى الحقيقى لكل معانى الوطنية المصرية، فهوالمتحيز والمنحاز للانسان والأرض والوطن، والكاره للجهل والتطرف والقتل. باختصار ودون مواربة فإن محمد منير فنان بدرجة مفكر...يدرك قيمة ومسئولية الكلمة، ومتى يتحدث، وماذا يقول واليوم يقول كلمته فى بعض ما يريد الحديث عنه؟ وسط اجواء استعداده لبدء جولة غنائية بالمشاركة مع فريق الروك الألمانى «Dissidenten»، وإحياء مجموعة من الحفلات الغنائية الضخمة فى ألمانيا والنمسا وروسيا ودول أوروبية أخرى، وأيضا استعداده للغناء فى مهرجان قطر السنوي، ووسط الحالة الفنية الخاصة باختيار أغنيات البومه الجديد، كان حريصا على متابعة كثيرمن الاحداث والتعليق على بعض المشاهد التى يشهدها الوطن والعالم، وخلال سماعى معه لعدد من الأغانى التى ربما يتضمنها ألبومه الجديد الذى سيحمل بكل تأكيد مفاجأت على مستوى النص والموسيقي، وستكون الرومانسية والانسان والوطن والحب عنوانه الكبير. وعلى قدر همومه الخاصة والعامة التى يحملها بين جوانحه، اختار نجم الأغنية محمد منير الأهرام مع بداية عام جديد مفعم بالأمل ليختصها بحوار عن الفن والسياسة والحياة وتعليقه على المشاهد التى شغلت الوطن والعالم، وبعض من آرائه حول رؤيته للمستقبل والأجيال فإلى تفاصيل الحوار:
هزيمة الجهل ضرورة وطنية حول ما تعانيه مصر الآن بمواجهتها للتطرف قال منير فى بداية الحوار: أتذكر مقولة الإمام "على بن أبى طالب" التى تقول" "لو كان الفقر رجلا لقتلته"، ومن هنا فإنى استبدلها بقول "لو كان الجهل رجلا لقتلته"، فأولا تحيا مصر بالعلم ومحاربة الجهل، لأن العقل المفتوح والمتفتح يفكر فى الخير ولا يفكر فى القتل والخراب، ولهذا أقول لو هزمنا الجهل سنهزم كل شىء نعانى منه على كافة الأصعدة. فى هذه اللحظة ماذا تطلب من الناس كل فى موقعه تجاه الوطن؟ الحدث والحديث الآن هو انشغالنا بالوطن، و لهذا أتمنى على الجميع ومن الجميع أن يكون انحيازهم الأول والأخير للوطن، لأننا فعلا "عايزين" نبنى المواطن والوطن، ونحدث نهضة حقيقية من خلال العلم وبناء العقول التى تستطيع بناء الحياة المصرية الحقيقية. هانى القبطى واحمد المسلم دعنى أسألك وبصراحة عن موقفك من الحديث حول مفهوم الوحدة الوطنية التى أصبحت موسما سنويا فى أول كل عام ميلادي؟ لدى ملاحظات على مصطلح الوحدة الوطنية الذى تراكم استخدامه عبر سنوات طويلة، وتم استخدامه بشكل كبير فى عناوين الصحف خلال الأيام الماضية وأيضا فى مناسبات أعياد الأقباط، والتى تصدرتها عناوين عن الوحدة الوطنية، وإذا كان كثيرون يعتبرون ذلك أمرا محمودا، فإننى أرى غير ذلك، فقد عرفت وصادقت عشرات الأقباط والمسلمين، ولم أعرف هويتهم الدينية، ومع ذلك أكن كل الاحترام للجميع، ومن هنا يجب أن نتوقف عن هذه العناوين الخاصة بالوحدة الوطنية، لأننا فعلا متعايشون فى نسيج وطنى واحد وشعب واحد، ولهذا لابد أن نتخلص من تعبير "الوحدة الوطنية" لاننى أراه مصطلحا غريبا وغبيا وغير مفهوم، فلماذا الحديث فى مصر عن الوحدة الوطنية .. هل هذا مقصود سؤال أطرحه ويكمل منير : أستطيع أن أؤكد أن آباءنا وأجدادنا من مئات السنين لم يستخدموا هذا المصطلح، ولهذاعلينا أن ننتبه لمثل هذه المصطلحات التى تثير حفيظة الناس بتفسيره الساذج فى غالب الأحيان. ويستطرد "خليني" أحكى لك حكاية خاصة، وسأعود بك إلى الوراء وأقول : لقد بدأت مشوارى مع هانى شنودة وأحمد منيب، وساعتها لو كنت تعاملت مع هانى القبطى وأحمد المسلم، ما كان محمد منير الذى بينكم، ولهذا فأنا أرفض بل أكره مصطلح "الوحدة الوطنية" ، لأننا فعلا شعب ونسيج واحد. أنحاز للانسان لمن تغنى ؟ أغنى للانسان، فانحيازى الدائم وفى كل أغنياتى للإنسان، فقدغنيت من 36 سنة وقلت: " لا يهمنى اسمك ولا يهمنى لونك ولا عنوانك، يهمنى الانسان ولو ملوش عنوان"، ولهذا ساظل حريصا على أن أنحاز للإنسان أطالب بتكريم نور الشريف بمناسبة الإنسان والإنسانية، كيف تنظر إلى ماحدث فى فرنسا ؟ نحن دائما لا ننظر إلا تحت أقدامنا، ولا نسمع حتى صراخنا لأنفسنا، فالعالم اهتز لجريمة قتل الرسامين فى فرنسا "شارلى إبدو"، وكلنا ضد القتل، ولكن أين العالم مما يحدث فى مصر؟ وأين كان العالم من جريمة قتل الرسام الفلسطينى ناجى العلى الذى اغتالته اسرائيل عام 1987 وهو يدافع عن الحرية وتحرير بلاده بالقلم والحبر والريشة، فمن سمح لكم بقتله بفعل هذه الجريمة وغيرها من الجرائم ، ولهذا فإننى أطالب وفى هذا الوقت تحديدا بأن نعيد التقدير والحق والتكريم للفنان الكبير نور الشريف، الذى قدم فيلما عن ناجى العلى قبل نحو 20 عاما ، لابد للعالم كله أن يصفق لنور الشريف شفاه الله الذى تصدى لهذا العمل، وانتصر لمبدع ورسام كل هدفه المطالبة بالحرية لوطنه ،فلماذا لم يلتفت أحدا له ؟ ، بل إنه وقتها تم محاربته فنيا وإعلاميا رغم إنه كان ينحاز للحرية، إذن عدو الانسانية هو الجهل كما ذكرت سابقا. بوستر الدعاية لجولة منيرفي اوروبا مع فرقة الروك الالمانية
بحكم ارتباطك بالمجتمع الغربى وتعاونك موسيقيا، خصوصا ألمانيا، لماذا رفضت الحصول على جنسية أخرى ؟ كنت أستطيع الحصول على جنسية أخري، ولكنى فضلت أن احتفظ بجنسيتى المصرية لأننى أحب أكون صناعة مصرية، ولأن مصر وجمهورى هو همى الأول ، فأنا "شغلتى مصري" ، وفى كل البلاد الاوروبية يعاملوننى بحب واهتمام، وهناك جولة غنائية كبيرة فى أوروبا نهاية مايو المقبل، والتى ستكون فرصة للمزج بين ثقافات مصر وغيرها وبدأت الدعاية والاعلانات فى الشوارع هناك وعلى مواقع الانترنت العالمية لهذه الجولة التى اعتبرها جولة مهمة ليس لى فقط بل للاغنية العربية فى هذا الوقت . لماذا قطر؟ أنت الآن على موعد مع مهرجان "سوق واقف" القطري.. كيف اتخذت القرار الآن؟ الفن ينحاز للشعوب والإنسانية، والموسيقى لاتعرف السياسة، ولأن الشعوب هى الباقيه، فضلا عن أن أغنياتى يسمعها الحاكم والمحكوم، ولهذا سأغنى فى قطر فى مهرجانها السنوى "سوق واقف"، نحن أمة عربية واحدة ، والشعوب هى التى تقود الحكام لأن تعمل لصالحها، ولدى قناعة أن الأمة العربية قوة، ولكى تكون قوة فاعلة ومؤثرة فلابد من وحدتنا وحبنا ومعرفة أن عدونا واحد. التسليم والتسلم هناك أصوات كثيرة تعلو الآن مطالبة بتمكين الشباب على كافة الأصعدة .. ما رأيك فى ذلك؟ التسليم والتسلم بين الأجيال قانون الطبيعة الذى لاجدال فيه، وسنة الحياة ولا نقاش فى هذا ، لكن مسألة تمكين الشباب مسألة لا تروق لى ، لأن الشاب فى سن ال 25 لكى يكون رجلا مسئولا يحتاج لعشر سنوات من الخبرة والمعرفة والتدريب والتثقيف، حتى يضع قدميه على الطريق الصحيح ، وهنا يلح على سؤال: ما هى إنجازات وخبرات هؤلاء فى هذه السن ؟ وهل استطاع أن يستقل بحياته ويحقق إنجازات شخصية أم إنه مازال يعتمد على والده؟ إذن المسالة تحتاج إلى تدقيق، وليس مجرد اختيار شباب من أجل إدخال الشباب فى معترك الحياة السياسية، أو منحة منصبا، نحن بحاجة ماسة إلى تربية أجيال تستطيع تحمل المسئولية، "وطول عمرى وأنا بأقول إن الهم المصرى يكمن فى عملية التسليم والتسلم" ، فقد آن الأوان لكى تكون لدى الدولة رؤية مستقبلية بلا عشوائية لهذه العملية بين الأجيال وبعضها البعض، بل يجب أن نبى أهم مكونات الخبرة وهى الاستقلال والاعتماد على النفس ، وكيف تنجح الأسرة فى تشغيل أبنائها ويعيشون معتمدين على أنفسهم بالدرجة الأولى. الألتراس يحتاج "طبطبة" هناك ألتراس فى عالم الرياضة ولكن محمد منير هو أول فنان عربى يكون له التراس كيف ذلك ؟ الألتراس موجود حتى فى أوروبا واسمهم "فانز - "fans وهى كل كلمة جاءت من كلمة " fantic" أى " المتعصب "، ومن حق أى فانز أن يحب محمد منير وحده ولا يحب غيره أو ينحاز لآخرين ، وهم عكس ما ظهر فى انجلترا، من مجموعات أطلق عليها "الهولجنيز"، وهذه المجوعات هى الأخطر والأشد تطرفا وتحدث مشاكل. ويؤكد منير: لكن الألتراس المصرى كان دائما كالفاكهة وسط الطعام فى مباريات كرة القدم ، كان مثل الزهرية الحلوة الملئية بالورد، وتنشر رائحةحلوة ، لأن الأتراس أصلا مصدر البهجة فى الحفلات.. وأحب أن أوضح أننى مهتم دائما بملف الشباب، وأعتقد أن ملف الألتراس لابد أن يتم التدقيق فيه، ولايجب أن نضعهم محل شك، ورسالتى لهم واقولها بحب لأنهم أبنائى وإخوتي، وأقول لهم: مصر تحتاج بهجة ، فكل المصريين مجمعون الآن على عودة البهجة فى حياتنا وحفلاتنا ، ولهذا أقول إن الألتراس محتاج "طبطة" حتى لو كانوا عاملين إزعاج للحكومة، وأعتقد أننى الوحيد القادر على أن يحدثهم و"الكلام معاهم" لأنهم تربوا على أغنياتي، وأستطيع أن أحدثهم دون خوف فهم لايطلبون منى إلا أغنية حلوة وحفلة جميلة ، ولذلك لابد أن نعيد النظر فى التعامل مع الشباب، لأن مشكلتنا الحقيقية هى المصالحة مع الشباب، نعطيهم الخبرة ويعطوننا الطاقة والعمل ، ولهذا أدعوهم أن يعودوا إلى روح البهجة التى يسعدوننا بها دائما، لأنهم طاقة حلوة وجميلة. هل توقفت يوما عند مقولة " منير ليس عليه خلاف .. الكل يحبك" ما تفسيرك ؟ "أنا مشغول بحاجة اسمها الأغنية" وكل علاقاتى الإنسانية ليس فيها خلافات لأننا نتحدث عن الموسيقى والغناء فقط ، فالموسيقى لا تخلف عداوة ، وإنما تصنع الصداقة والحب. منير في حواره مع مندوب الاهرام
قدمت أغنيتين مهمتين، وهما الأولى "إزاي" وكانت سؤالا، والثانية "متحيز" وكانت اجابه .. فماذا حدث بينهما ؟ أغنية "إزاي": أعتقد انها عبرت عما فى داخل كل مصرى وفى أعماقه، لأننا كنا نريد أن نرى نهضة مصر وجمالها، فكل مصرى كان يعانى من عدم رؤية نهضته ومستقبله، وأعتقد أن "إزاي" كانت صرخة وسؤال كل مصرى ، أما أغنية "متحيز" فأعتقد أنها تعرضت لمؤامرة .. ولا تعليق. أنت تملك أكبر قاعدة جماهيرية وتأثيرك أكثر من كل الأحزاب ، فماذا تقول للأحزاب وللشعب ونحن نستعد لانتخابات البرلمان ؟ أقول لهم: أنا لا أملك غير صوتى ، وبطبعى أميل تجاه الليبرالية، وهم الأقرب إلى قلبى وعقلى ، وأتمنى على أهلى من أبناء الصعيد ألا تكون اختياراتهم بنفس طريقة الاختيار قبل مائة عام، كما أطالبهم : "اختاروا صح ولازم يكون فيه رؤية تعبر عن اننا فى 2015" سيقوم الرئيس السيسى بزيارة قريبة إلى اثيوبيا، هل لو دعيت للزيارة سيكون لديك حماس بحكم صداقاتك فى كل إفريقيا ؟ أوافق طبعا، لأنى اختلطت بثقافة قريبه منهم ، ولكنى لست رجل سياسة ولا منظر فيها ، فقط "ممكن أعمل مع فنانين اثيوبيا شغل حلو ، لأنى عايز المسالة تتحل بروح الفنانين وليس بروح السياسة" فالموسيقى لا تعرف السياسة ، ولاتنسى أن القنوات العربية الفضائية أيضا القنوات المصرية أبعدتنا بعنصرية عن جمال الفن الإفريقى، الموسيقى ليس فيها عنصرية ولكننا لم نعط لأنفسنا فرصة أن نسمع الفن الإفريقى ، وأعتقد أن الفنانين الأفارقة بداخلهم جرح من جانبا ، ولهذا لابد أن نهتم بهم، طالما سمعنا مطربين من شمال أفريقيا والخليج وغيرها فلماذا أبعدنا أنفسنا عن الفن الإفريقي. انا التقى بنجوم افريقيا فى المهرجانتا الأوروبية التى اشارك بها، وبيننا حب، وأعتقد أن أحلى تكريم حدث للموسيقى فى أفريقيا هو اختيار "يوسيندور" وزيرا للثقافة فى السنغال قبل سنوات. كيف ترى السنوات الأربع الماضية وماذا تقول عنها ؟ بين المخاض والألم من تانى "بنتولد" ، لأننا مش هنتولد من غير ألم ومخاض" ،اليوم أؤكد " إن كل مصرى عايز مصر القديمة اللى عرفها كل مصرى.. الحلوة الراقيه الجميلة" لأن المصريين شىء جميل. متى ينتهى الإرهاب من وجهة نظرك ؟ عندما ينتهى الجهل ، ففى اليوم الذى نعلن فيه أننا قضينا على الأميه والجهل لن يكون هناك إرهاب ، والإرهاب له أشكال متعددة، وليس القتل " والعياذ بالله". مصر النهاردة محتاجة ايه ؟ للأسف محتاجة الكثير ، و من كل الناس. من هم الذين تقول لهم: إبعدوا عن المشهد ؟ تم كشفهم "خلاص" ، من دخل منهم المشهد أو خرج ، ففى السنوات الماضية الناس كشفت من يحب مصر ومن الطمعان فى منصب. ما رأيك فى الخطاب الدينى ومن يعجبك؟ جميل وعظيم أن يفتح الرئيس السيسى ملف الخطاب الديني، ولو أنه تأخر كثيرا، بسبب تراكمات السنوات الماضية ، وأعتقد أن قضية الخطاب الدينى فى طريقها للحل ،وهنا أعرب عشقى وإعجابى بناجح إبراهيم، فهو أقرب الناس إلى قلبى وعقلي، وأرى أنه من أنضج العقول "إللى عندها اسلام مستنير" لأنه ذاق التجربة وأخذ عقابه، ثم عاش مع المجتمع، ثم اكتشف، ثم قام بتحليل التجربة، ثم كان خطابه الدينى فى شدة الاعتدال والاستنارة التى يجب أن يكون عليها الخطاب الديني. ماذا تقول عن المستقبل وهل أنت متفائل؟ أتعشم أن تكون البلد تسير فى خط العشم وهو الطريق الصحيح لأن الأحلام كبيرة، وعلينا أن ندقق فى الاختيار، لأن طموحات الشعب كبيرة، وعلى الجميع أن يكون على قدر المسئولية، لأننا فعلا ليس لدينا رفاهية ضياع الوقت، فمصر ستنهض بالعمل والعلم، ومن لا يعرف قيمة وطنه لا يستحق أن يعيش فيه ، وأؤكد أننى شديد التفاؤل بالمستقبل وحلمى وحلم كل الناس هو محاربة الجهل فى كل المجالات، وعلى كل منا محاربة الجهل وتنوير الناس بالمنطق، وتعالوا نردد معا أغنية أحبها ارددها حاليا تقول: "فات الكتير يا بلدنا مبقاش إلا القليل"