أنا تاكيهيرو كاجاوا قد جئت إلى القاهرة في 13 أغسطس، 2014 لأتولى منصبي كسفير لليابان لدى جمهورية مصر العربية. بعد أن التحقت بوزارة الخارجية منذ 33 عاما، كانت مصر هي أول مكان تعيين لي لأدرس اللغة العربية، ويسعدني للغاية أنني استطعت العودة إلى القاهرة مرة أخرى. وبالنسبة للعلاقات بين اليابان ومصر في المستقبل، فطبيعة الحال إلى جانب بذل الجهود من أجل تعزيز تلك العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، فإنني أعتقد أنه من الضروري التعاون بين البلدين في استقرار منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وسلامها وازدهارها، وبالإضافة إلى ذلك القضايا العالمية مثل قضايا البيئة والتغيرات المناخية والحد من الكوارث، والقضايا الاجتماعية مثل الصحة والرعاية الطبية والفقر والفوارق الاجتماعية وغيرها. وأنا، بصفتي سفيرا لليابان، سأبذل كل جهد ممكن من أجل ذلك. لقد حدثت فعاليات مهمة خلال الفترة الماضية التى مرت منذ توليت منصبي ، ليس فقط بالنسبة للعلاقات بين اليابان ومصر، ولكن أيضًا بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط، والعالم من منظور عالمى.وأولها محادثات القمة بين اليابان ومصر، وخطاب رئيس الوزراء شينزو آبى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر. كذلك زيارة وزير الدولة للشئون الخارجية كيئوتشي ووزير الدولة للشئون الخارجية ناكاياما لمصر.
محادثات قمة بين اليابان ومصر عقدت محادثات القمة اليابانية المصرية في 23 سبتمبر بين دولة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، أثناء زيارتهما نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتلك كانت أول مقابلة بينهما. أشار رئيس الوزراء للرئيس المصري إلى أنه في الوقت الذي يتفاقم الوضع في غزة وسوريا والعراق، فإن استقرار مصر وتطورها بصفتها دولة كبرى في المنطقة، هما المفتاح لاستقرار وتنمية المنطقة كلها، وأن اليابان ستستمر في دعمها الفعّال لجهود مصر الرامية إلى تطوير مجتمع ديمقراطي وإلى الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. وتود اليابان أن تدرس بإيجابية تقديمَ قرضٍ ميسرٍ جديدٍ، وبشكل خاص، نظراً لوضع إنتاج الكهرباء المتفاقم في مصر. كما ذكر رئيس الوزراء آبي أنه يريد تعزيز التبادل والتعاون مع مصر في المجالات المتنوعة مثل السياسة والأمن والاقتصاد والثقافة وغيرها على مختلف المستويات، كما قدم دعوته للرئيس المصري لحضور المؤتمر الدولي الثالث للحد من الكوارث الذي سيعقد في مدينة سينداي باليابان في مارس القادم. ومن جانبه قال الرئيس السيسي إن العلاقات اليابانية المصرية علاقات ودية للغاية، وإن مصر تواجه منذ 30 يونيو من العام الماضي صعوبات كثيرة، وإنه يقدر تقديرًا كبيرًا دعم اليابان القوي وسط هذا كله، وأنه يتوقع دعم اليابان واستثمارات الشركات اليابانية في تنمية قناة السويس وفي مجال الطاقة المتجددة، كما قدم دعوة لرئيس الوزراء آبي لحضور مؤتمر مصر الاقتصادي. وبالإضافة إلى ذلك، تم تبادل وجهات النظر حول المواجهة الدولية لتهديد داعش وحول الأوضاع في الشرق الأوسط بما في ذلك الوضع في غزة وغيرها. خطاب رئيس وزراء اليابان السيد شينزو آبي في الجمعية العامة في 25 سبتمبر، ألقى رئيس الوزراء شينزو آبي خطابًا في الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وهذه النقاط الهامة مذكورة فيما يلي ولكن بالنسبة إلى الشرق الأوسط يؤكد على أن «المهم الآن هو منع تثبيت وجود الأفكار المتطرفة ، مع المواجهة السريعة للأزمات الإنسانية في المنطقة.» عبّر رئيس الوزراء آبي عن أن اليابان -خلال مسارها بعد الحرب كدولة مسالمة- تسهم في الأممالمتحدة وفي المجتمع الدولي، وفي الوقت الذي نستقبل فيه الذكرى السبعين لتأسيس الأممالمتحدة أكد على أن اليابان ستستمر في المزيد من المساهمة الدولية في المستقبل أيضًا بناء على أفكار «مبدأ المساهمة الإيجابية في السلام» و»ضمان الأمن الإنساني»، متمسكة باقتناعها الراسخ بعزمها على عدم الدخول في حروب. وبالنسبة للقضايا العاجلة، أعلن أن اليابان ستقدم 40 مليون دولار إضافية لمكافحة تفشي وباء إيبولا، و50 مليون دولار لدعم استقرار الشرق الأوسط، وتقديم مساعدات جديدة لإعادة إعمار الجزء الشرقي من أوكرانيا. ووعد باستمرار جهود اليابان في تحقيق مجتمع يركز على الإنسان وخصوصًا «مجتمع تتألق فيه المرأة»، وجعل القرن الحادي والعشرين عالمًا ليس به انتهاك لحقوق المرأة، كما تعهد أن تستمر اليابان في المساهمة في مزيد من سلام العالم وازدهاره، وذلك في مجالات قضايا التنمية ونزع الأسلحة النووية وقضية كوريا الشمالية وعمليات حفظ السلام وبناء السلام وغيرها. وأشار إلى تأكيد اليابان على إصلاح الأممالمتحدة لتعكس واقع القرن الحادي والعشرين، ورغبتها في أن تصبح عضوًا دائمًا في مجلس الأمن وتلعب دوراً مناسباً لقدرتها . زيارة وزير الدولة للشئون الخارجية مينورو كيؤتشي في الفترة من 12 حتى 14 سبتمبر زار مصر وزير الدولة للشؤون الخارجية مينورو كيؤتشي، وحضر جلسة افتتاح المؤتمر العربي الثاني للحد من مخاطر الكوارث الذي عقد يوم 14 في شرم الشيخ، وأعلن السيد كيؤتشي أن اليابان تسهم مساهمة إيجابية في التعاون الدولي للحد من الكوارث، وأعلن أنها ستتعاون مع كل الدول من أجل نجاح عقد المؤتمر الدولي الثالث للحد من الكوارث الذي سيعقد في مدينة سينداي باليابان في مارس القادم، وطالب الدول العربية المشاركة بوفود رفيعة المستوى في هذا المؤتمر. وقد تم إصدار «إعلان شرم الشيخ» كوثيقة نتيجة لمؤتمر شرم الشيخ ، الذي يتضمن التزام المنطقة العربية الشديد تجاه الحد من مخاطر الكوارث، ويرحب باستضافة اليابان لمؤتمر سينداي ، ويشكر تقديم الدعوة لقيادات الدول العربية في المؤتمر، ويؤكد على توقع نتائج جيدة من هذا المؤتمر، وهذا ما سرني كثيرًا. وقد سبق أن استضافت اليابان مرتين المؤتمر الدولي للحد من الكوارث (في عامى 1994 وعام 2005) وفي مؤتمر عام 2005، تمت صياغة «إطار عمل هيوغو» الذي يعتبر أساسًا لأنشطة الحد من الكوارث في المجتمع الدولي. وفي المؤتمر الذي ستستضيفه اليابان في سينداي في مارس العام القادم من المخطط أن يصاغ إطار لما بعد عام 2016. وقد كنت مسؤولاً في وظيفتي السابقة عن التعاون الدولي بالنسبة لسياسات الحد من الكوارث بما في ذلك ما يتعلق بهذا المؤتمر. وفي هذه المناسبة أجرى السيد كيؤتشي محادثات مع السيدة مارجريتا والسروم الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، وتبادل معها وجهات النظر حول سبل تعزيز الجهود لإنجاح مؤتمر سينداي ومجال الحد من الكوارث في المستقبل. وفي اليوم السابق لهذا الاجتماع، التقى السيد كيؤتشي نائب وزير الخارجية المصري السيد حمدي لوزة بالقاهرة وأبلغه تقدير اليابان الكبير لاستضافة مصر لمؤتمر شرم الشيخ وما أظهرته من قيادة قوية في مجال الحد من الكوارث وطلب تعاون مصر في مؤتمر سينداي. وفي المحادثات تم تبادل وجهات النظر حول العلاقات بين البلدين والوضع في منطقة الشرق الأوسط، وأبلغه السيد كيؤتشي برغبته في تعزيز التبادل والتعاون على مختلف المستويات بين البلدين. وعبر نائب وزير الخارجية المصري عن توقعه بالتوسع في الاستثمار والتعاون الاقتصادي من اليابان. زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية اليابانية ناكاياما لمصر قام وزير الدولة للشؤون الخارجية ياسوهيدي ناكاياما بزيارة مصر في الفترة من 11 حتى 12 أكتوبر، وحضر مؤتمر القاهرة الدولي حول فلسطين - إعادة إعمار غزة فى 12 أكتوبر، كما أجرى محادثات مع معالي سامح شكري وزير الخارجية المصري في 11 أكتوبر، ومع فخامة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في يوم 12 أكتوبر. فيما يتعلق بالنزاع الذي نشب في غزة منذ فترة، أكد السيد ناكاياما على ضرورة إعادة إعمار غزة من خلال تثبت وقف إطلاق النار وتجنب العودة إلى النزاع، وسيطرة السلطة الفلسطينية على غزة. بالإضافة إلى ذلك، وأكد السيد ناكاياما على أن من الضروري صياغة آلية تقديم المساعدات التي يشارك فيها المجتمع الدولي، كما أن من الضروري مواصلة المناقشات بين الأطراف المعنية بهدف استئناف مفاوضات عملية السلام وذلك حتى يتم تنفيذ إعادة الإعمار بطريقة ثابتة. وفيما يتعلق بالمساعدات اليابانية، ذكر أن اليابان، أعلنت عن مساعدات تبلغ 200 مليون دولار في مارس من العام الحالي، بالإضافة إلى المساعدات العاجلة التي قدمتها بعد نشوب النزاع في غزة وتبلغ قيمتها 7.8 مليون دولار، وكمساعدات لقطاع غزة، أعلن عن عزم اليابان تقديم أكثر من 20 مليون دولار. وإلى جانب ذلك، قدم السيد ناكاياما شرحاً لما تقوم به اليابان منفردة بهدف استقرار فلسطين مثل المبادرة اليابانية «ممر السلام والازدهار» ، و»مؤتمر دول شرق آسيا لدعم التنمية في فلسطين (CEAPAD)». وفي محادثاته مع الوزير سامح شكري، ذكر السيد ناكاياما تقديره لدور مصر في المنطقة بما في ذلك استضافتها مؤتمر إعادة إعمار غزة.وعبر الوزير سامح شكري من جانبه عن تقديره لدور اليابان في القضايا الدولية بما فيها ملف عملية السلام في الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب وغيرهما، كما أكد الطرفان عن نيتهما في تعزيز التعاون في هذه القضايا بين البلدين. بالإضافة إلى ذلك، ناقش الطرفان أيضاً تنشيط العلاقات الاقتصادية وعلاقات الأعمال وزيارات كبار الشخصيات بين البلدين. وفي النهاية، أريد أن أْؤكد مرة ثانية أنني، بصفتي سفير اليابان لدى مصر، سأبذل كل جهد ممكن من أجل تحقيق تقدم واسع المدى في العلاقات بين اليابان ومصر