بعد ساعات من حادث "شارلى إبدو"، الذى ضرب قلب فرنسا، بل والغرب بأكمله، فى مقتل، يوم الأربعاء الماضي، أبرزت وسائل الإعلام العالمية كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التى وصفتها ب "الشجاعة"، و"الجريئة"، و"التاريخية"، أمام العلماء المسلمين داخل الأزهر الشريف، والتى دعا خلالها إلى تجديد الخطاب الديني، لمواجهة التطرف والعنف. وفى الوقت نفسه، انتقدت تجاهل هذا الخطاب المهم لزعيم مسلم يخاطر بالكثير، منه حياته نفسها، من أجل قول كلمة الحق، التى يعجز زعماء العالم الغربى عن البوح بها. وفى هذا الإطار، ذكرت شبكة "سي. إن. أس." الإخبارية الأمريكية، أن السيسى ألقى خطابا أقوى من أى خطاب ألقاه نظيره الأمريكى باراك أوباما، وانتقدت الإدارة الأمريكية بسبب تدهور العلاقات مع الرئيس المصري، الذى أنقذ بلاده من "فاشية الإخوان". وأضافت، أن السيسى يحارب هؤلاء الإرهابيين، على العكس أوباما، الذى قلل من أهمية تنظيم "داعش" الإرهابي، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى 24 سبتمبر 2013. ومن جانبها، وصفت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، السيسى بأنه "صوت شجاع من داخل الدول الإسلامية"، حيث أدان التهديد الإرهابى للعالم. واتهمت الصحيفة وسائل الإعلام الأمريكية بأنها تعكس، بإخلاص، هيمنة أفكار معينة، ولذلك فإن القاريء فاته خطاب الرئيس المصري، الذى ألقاه فى مكان غير متوقع، حيث وقف أمام العلماء فى جامعة الأزهر، التى تعتبر المركز الرئيسى للفكر الإسلامي. وأضافت، أن اقتراحه كان ينصب على تحدى الأفكار المتطرفة المهيمنة، وأنه قال، أمام جمهور الحاضرين، إن الفكر الإسلامى الحالى يثير عداء العالم بأكمله. وتابعت الصحيفة الأمريكية، قائلة: "إذا كنت تتعجب من أن زعيما مسلما بارزا وقف بثباث أمام مد الإرهاب، فلا تعجب، لأن السيسى فعل ذلك". وأوضحت أن الرئيس المصرى وضع يده على جذور المشكلة: الشوائب التى تعكر الأسس الدينية، والتى تحول دين السلام إلى سلاح للحرب، على حد تعبيرها. وشددت على أن السيسى يفهم جيدا المخاطر المحتملة، لأن التاريخ المعاصر أعطاه درسا لا ينسي، عندما يتولى المتطرفون السلطة فى دولة علمانية، حيث إنه شاهد تولى الإخوان الحكم، مشيرة إلى أنه اتخذ خطوات جريئة بقيادته ثورة ضد الإخوان، وإجرائه تعديلا دستوريا، وأن هذه الخطوات أدخلت الحكومة المصرية الجديدة فى صراع مع المؤسسة الأمريكية: الرئيس باراك أوباما ووزارة خارجيته.. وغيره. وفى الإطار نفسه، ذكر موقع "بي. جي. ميديا" الأمريكي، أن صمت غالبية وسائل الإعلام الأمريكية حول خطاب الرئيس السيسى التاريخى تم كسره عبر شبكة "سي. إن. إن." الإخبارية الأمريكية. وانتقد الموقع مقالا كتبه أس إيه هيلير الخبير فى معهد بروكينجز، لمحاولته التقليل من شأت تصريحات الرئيس المصري. كما أشار الموقع إلى زيارة السيسى إلى الكاتدرائية، لتهنئة الأقباط، وتأكيده أن المصريين "يد واحدة"، داعيا بيل دى بلاسيو عمدة نيويورك، إلى تعلم الدرس من السيسي، فى إشارة إلى الحوادث العنصرية ضد السود. ولفت التقرير إلى أن أداء السيسى انعكس على البورصة المصرية، التى ارتفعت بنسبة 30٪ خلال الفترة الماضية. وأكد أن هذا الازدهار المبشر فى البورصة دفع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إلى التساؤل عما إذا كانت مصر ستتحول إلى دولة مثل الدنمارك عما قريب؟، إلا أنه أجاب بلا، موضحا أن الدنمارك وغيرها من الدول الأوروبية ربما هى التى ستتحول عما قريب إلى مصر .. وفى هذه الحالة، فإن السيسى هو المنتصر، ولا بد من الإشادة به. وتابع: أن أوباما فاز بجائزة نوبل، ليس سوى لكونه رئيسا منتخبا، إلا أن السيسى عمل جاهدا من أجل صنع السلام والوحدة، والتخلص من حماس، ومحاولة إبعاد قطر عن الإخوان.. إلخ، ولذلك فإنه يستحق جائزة نوبل للسلام. وفى سياق متصل، أكد موقع "أمريكان سبيكتاتور" الأمريكى أن السيسى بطل الثورة ضد الإخوان فى 2013، ألقى خطابا مميزا يتعلق بالحاجة إلى ثورة دينية. وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من أن خطاب السيسى كان موجها لحراس الدين الإسلامي، فإنه يقود، بشكل غير مباشر، إلى عدد من الدروس المهمة للمراقبين الغربيين.