مع استمرار انقشاع «الغمة» التى أصابت معظم دول الأمة فى السنوات الأربع الأخيرة كان من الطبيعى أن تستعيد مصر مكانتها وأن تستعيد أيضا مفاتيحها العربية والإقليمية بدعم غير منكور من المنظومة الخليجية التى انتبهت مبكرا إلى أن الأمن القومى العربى لم يعد مهددا من جانب الأطماع الفارسية فقط وإنما ظهر على السطح تهديدا أخطر تقوده تركيا «أردوغان» تحت رايات المتاجرة بالدين وأحلام استعادة الدور الضائع للعثمانيين! وإذا كان هناك من بدأ يتحدث عن وجود فرصة لاستعادة العلاقات الطبيعية بين مصر وتركيا فى الآونة الأخيرة فإن ذلك فى حالة صحته يعود إلى رغبة أنقرة فى حفظ ماء الوجه بعد انهيار حلم توظيف أحداث الربيع العربى «المزعوم» فى خدمة الرغبة التركية «الأردوغانية» لجعل «اسطنبول» مقرا للباب العالى ومرجعية لإدارة شئون العالم العربى. والحقيقة أن هذا الغل الكامن فى صدر أردوغان تجاه مصر بوجه عام وتجاه الرئيس عبدالفتاح السيسى بوجه خاص يرجع فى المقام الأول إلى الشعور بالصدمة وخيبة الأمل بعد نجاح المصريين منذ 30 يونيو فى إسقاط مخططات الفتنة والتجزئة التى كانت تستهدف معظم الدول العربية بتنسيق بين دعاة الفوضى الهدامة من ناحية والحالمين بعودة زمن الخلافة من ناحية أخرى. والمسألة ليست «بروباجندا» إعلامية للركوب فوق موجات غضب مشروعة اجتاحت عددا من البلدان العربية تحت وطأة البطالة والفقر كما تصور أردوغان ومن هم أكبر منه فى حلف الأطلنطى ولكنها عمق تاريخى وانتماء يسرى كالدم فى العروق أدى إلى سرعة الخروج من الغيبوبة والتنبه لأهمية الحفاظ على الدولة المصرية واستعادة مكانتها ودورها بعد استعادة المفاتيح التى أراد بعض اللصوص الإقليميين والأجانب سرقتها فى وضح النهار بدعاوى كاذبة ومضللة أبرزها وأسخفها القول بأن الخيار الوحيد لمصر أن تنكفيء على نفسها. وظنى أن زيارة السيسى للكويت والحفاوة البالغة التى استقبل بها تمثل عنوانا واضحا ورسالة بارزة لكل من يهمهم الأمر حتى يدركوا أن الغمة التى أصابت الأمة قد انقشعت وأن مصر استعادت مفاتيحها العربية والإقليمية والدولية من أجل خدمة القضايا القومية. خير الكلام: أكثر الناس حظا هو من يجد صديقا عند الشدة ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله