في قلب حارة اليهود، بجربة في الجنوب التونسي، تدور أحداث رواية «فى قلبى أنثى عبرية»، للأديبة التونسية خولة حمدى، حول «ريما» الفتاة المسلمة، التى تفقد والديها، وتوصى والدتها قبل وفاتها لليهودى «جاكوب»بأن يربى ابنتها تربية مسلمة، فيقوم بمهمته خير قيام، ويذهب بها لدروس الدين بالمسجد كل جمعة، وعندما تصبح الطفلة صبية تدعوه لدخول الإسلام، وتتعامل معه على أنه غريب عنها، وترتدى الحجاب الإسلامى، وهنا تثور زوجته اليهودية «تانيا»، وتهجر البيت، ليختار «جاكوب» بين ريما وزوجته، فيضطر إلى إرسالها إلى شقيقته «راشيل» فى لبنان، وهناك تعانى البنت من زوج راشيل الذى يعذبها، فتلحقها ببيت صديقتها «سونيا»، التى هجرت زوجها المسلم التونسى، وفرت بابنتيها «ندى» و«دانا» الى قانا بلبنان، وتكلفها «سونيا» بالعمل مقابل الاقامة، وتخرج لشراء لوازم البيت فتموت فى غارة إسرائيلية. وتتشابك الأحداث، عندما تنقذ «ندى» الشاب «أحمد»، الذى جرح فى إحدى عمليات المقاومة اللبنانية لإسرائيل، ويجمع الحب بينهما، ويخطبها رغم رفض أسرتيهما، آملا دخولها الإسلام، وكان لريما دور فى إقناعها بالاسلام قبل موتها، وتنضم «ندى» سرا للمقاومة اللبنانية، ويوم أن تنسحب إسرائيل من الجنوب يختفى «أحمد» من الوجود، وتسافر البطلة الى تونس، وتقيم لدى أسرة «جاكوب» وتستطيع أن تقنع إبنته «سارا» بالاسلام. الرواية مستوحاة من قصة حقيقية تقدم في قالب مشوق، ولكن المؤلفة تقول أنها قصة حقيقية عليها مسحة خيال، ولكن الواقع يقول ان الخيال قد غلب على الرواية، فعدد اليهود الذين تحولوا الى الإسلام فى الرواية كبير جدا، «إسلام بالجملة» كما وصفته المؤلفة. إن هذا الكم الكبير من اليهود الذين تحولوا للإسلام ربما يرضى غرورى كمسلم، ولكنه لا يقنعنى، لأن علم النفس علمنا أنه يمكن تغيير بعض قناعات الإنسان الهامشية بسهولة، أما الدين فهو مركز عقيدة الإنسان وتغييره شديد الصعوبة.
الكتاب: فى قلبى أنثى عبرية المؤلف: د. خولة حمدى الناشر: دار كيان للنشر 2014