حتي أشهر قليلة ماضية كانت الطريقة التي يتم بها تأمين المعابد والمناطق الأثرية في الأقصر لاتختلف كثيرا عن تلك التي كان يتم استخدامها من 60 عاما مضت مع وجود استثناء بسيط هو البوابة الالكترونية التي يتم وضعها علي مدخل المعبد فقط والتي غالبا ما تكون معطلة ليتولي الغفراء مهمة حماية باقي المنطقة التي ربما تزيد علي 40 فدانا. كما هو الحال في معابد الكرنك ولكن يبدو أن هذا الأمر في طريقه للتغير وأن التكنولوجيا الحديثة التي تأخرنا عنها نصف قرن تقريبا أصبحت الآن تجد لها مكانا مع انتهاء العمل في المشروع المصري الاسباني لتحسين المواقع الأثرية بالأقصر والبر الغربي والجيزة الذي بدأ العمل به في يونيو 2013 والمنتظر افتتاح أولي مراحل العمل به بمعبد الأقصر في النصف الثاني من شهر يناير القادم بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء. يقول سلطان عيد مدير آثار الأقصر ان المشروع المصري الاسباني الذي تقوم بتنفيذه وزارة الاثار بالتعاون مع الجانب الاسباني حيث تصل تكلفته إلي 30 مليون يورو يأتي في صورة قرض ميسر من أجل إنشاء مشروع متكامل للحماية والسيطرة والتحكم في المناطق الأثرية (معبد الأقصر معبد مدينة هابو وادي الملوك الرامسيوم معبد حتشبسوت ) بالإضافة إلي منطقة الأهرامات بالجيزة يتضمن إنشاء شبكة مراقبة من الكاميرات الحساسة عالية الجودة وإحلال وتجديد شبكة الإضاءة التي كانت موجودة في المعبد والتي كانت تعمل بنفس النظام لأكثر من 60 عاما دون تغيير حيث يعتمد النظام الحديث علي استخدام لمبات اللد واستخدام 3 مستويات للإضاءة ومع توافر الإضاءة الباردة سيتم انارة الجدار الاثري بأكمله الأمر الذي سيسمح بالمزيد من الرؤية والوضوح للنقوش الأثرية وسيعطي شكلا اكثر جمالا للمعبد ويقول الدكتور سمير حسن المدير المصري التنفيذي للمشروع ان المشروع لايهدف فقط إلي الحفاظ علي المواقع الأثرية وتوفير وسائل أمنية ككاميرات المراقبة الالكترونية ولكنه يهدف بشكل اساسي الي تحويل مدينة الأقصر من مقصد سياحي شتوي فقط إلي مقصد سياحي طوال العام عن طريق إضاءة وتأمين المواقع الأثرية بما يسمح للسائحين بزيارتها ليلا دون التعرض لحرارة الشمس الشديدة في فصل الصيف فمن المعروف أن منطقة البر الغربي تتوقف فيها أعمال الزيارة للمواقع الأثرية في الخامسة عصرا نظرا لعدم وجود أنظمة إضاءة كافية تسمح بوجود زيارة في المساء ولكن مع استخدام الإضاءة الحديثة التي تتميز بعدم توليد حرارة تؤثر علي الآثار وأنظمة تحكم حديثة في درجة الحرارة والرطوبة ستكون الزيارة ليلا أمرا متاحا ويضيف المدير التنفيذي للمشروع أن كل الأعمال التي تتم بالمشروع تنقسم إلي 3 محاور الاول الخاص بتوفير وسائل حماية وتأمين الكترونية والمحور الثاني هو استخدام وسائل إضاءة حديثة لا تولد حرارة تؤثر علي المنطقة الأثرية أما المحور الثالث فهو إنشاء نظام حديث للحفاظ علي درجة الحرارة والرطوبة ونسبة ثاني أكسيد الكربون داخل المقابر الفرعونية هذا بالإضافة إلي الأعمال المتعلقة بإنشاء مجسمات تحاكي المواقع الأثرية مزودة بأدوات تفاعلية وعن أعمال التهوية داخل المقابر يقول الدكتور سمير ان هناك توصيات من منظمة اليونسكو جاءت بضرورة تغيير نظام التهوية داخل المقابر الأثرية فالزيارات المستمرة داخل المقبرة تتسبب في ارتفاع درجة الحرارة داخل المقبرة وارتفاع نسبة بخار المياه وثاني أكسيد الكربون مما سيؤدي الي تأثير سلبي علي المقابر لذلك جاءت توصية اليونسكو بألا تزيد درجة عن 28 درجة مئوية وألا تزيد نسبة الرطوبة عن 50 % وهو ما قمنا بمراعاته في المشروع الخاص بتهوية وإضاءة المقابر الأثرية في البر الغربي اما الوسائل التكنو لوجية المستخدمة في المشروع فقد تم الاعتماد علي استخدام تكنولوجيا الالياف الضوئية في نقل الصور والربط بين مراكز التحكم لأطوال تصل الي 20 الف كيلو متر من كابلات الألياف الضوئية كما تعتمد أعمال الإضاءة علي استخدام تكنولوجيا الواي ماكس اما عمليات المراقبة فتتم عن طريق استخدام العديد من وسائل الحماية والمراقبة كالكاميرات الثابتة والمتحركة وكاميرات تعمل بنظام الأشعة تحت الحمراء وأنظمة مراقبة الاختراق والتي تعمل ايضا بنظام الاشعة تحت الحمراء وموجات الميكرويف والكابلات المدفونة أما بالنسبة لعملية اضاءة المقابر فانها تتم باستخدام تكنولوجيا الميتل هاليد وتكنولوجيا اللد حيث يتم اضاءة 6 مقابر خلال المشروع عن طريق شبكة من كاميرات المراقبة الالكترونية الحديثة وليست الاقصر وحدها صاحبة النصيب في هذا المشروع فيقول روفائيل ايديز المسئول الاسباني في المشروع ان منطقة الأهرامات بالجيزة تشهد مشروعا خاصا بها لإنشاء نظام تأمين الكتروني وإضاءة للطرق والممرات والجراجات ومركز الزوار يتضمن تركيب كاميرات داخل الاهرامات وتركيب اعمال اضاءة باردة في الممرات وغرف الدفن وانشاء مركز للزوار علي مساحة 1200 متر مربع وانشاء غرفتين للعروض ثلاثية الابعاد وماكيت حقيقي للهرم.