ستة أشهر فقط مرت على اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية تم خلالها إطلاق العديد من المشروعات القومية الكبرى، وافتتاح العشرات من المشروعات التنموية التي تهدف إلى دعم مسيرة التنمية التي يسعى إليها. ستة شهور، والدولة المصرية التي يقودها الرئيس تسير نحو بناء دولة حديثة لا تقل أهمية عن الدولة الحديثة التي قادها محمد على باشا الكبير والتي شهدت نهضة كبيرة على كافة المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية. حقق الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال ال 100 الأولي من توليه لمقاليد البلاد إنجازات هائلة في مختلف المجالات, ولكن ما أنجزه السيسي في المجال الاقتصادي يبقي إزدهارا وتقدما من نوع خاص, إذ جاء تنفيذ مشروع محور قناة السويس ليضع مصر علي أعتاب حقبة اقتصادية ونهضة غير مسبوقة, حيث أنها سترفع عائدات القناة من 5,2 مليار دولار إلي 13,2 مليار دولار. لقد أطلق الرئيس خلال الستة شهور الماضية شارة البدء في تنفيذ مشروع محور قناة السويس الجديدة. بالإضافة الي الإعلان عن بناء ثلاث مدن متكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، و مشاريع مدينة رفح الجديدة، والإسماعيلية الجديدة، والمزارع السمكية، و إطلاق شارة البدء في تنفيذ مشروع استصلاح المليون فدان، ومشروع إنشاء الطرق الجديدة. في 6 شهور دشن الرئيس عدة مشروعات قومية ومنها المركز اللوجستى وفى الساحل الشمالي الغربي والطرق واستصلاح الأراضي والمثلث الذهبي تدفع مصر واقتصادها بسرعة كبيرة إلى التنمية والنهضة، في 6 شهور حققت مصر نجاحات في كسر شوكة الإرهاب والجماعات والتنظيمات الإرهابية واستعاد الأمن نسبة كبيرة من بسط هيمنته وهيبته على كامل الأراضي المصرية. ولعل أهم شيء تم انجازه كان عودة الاستقرار والأمن الذي حققه السيسي في البلاد وخلال فترات وجيزة مما سيساعد في زيادة الأفواج السياحية وانتعاش السياحة، وهو أمر مهم خاصة وإن مصر في حاجة إلي النقد الأجنبي. وخارجيا، كانت مصر قبل 6 شهور ذات علاقات خارجية مرتبكة وضغوط دولية من كل اتجاه لمحاولة كسر عزيمة المصريين والرجوع عن مكتسبات ثورتهم الشعبية، واليوم عادت مصر أولا إلى قارتها السمراء ثم إلى مكانتها الدولية في الأممالمتحدة وأوروبا وروسيا ورسخت موقعها ومكانتها العربية. فزيارات السيسي الداخلية والجولات الخارجية تعد خطوة إيجابية نحو ازدهار مصر اقتصاديا, متوقعا أن تزيد تلك الجولات من حجم الاستثمارات الموجهة إلي مصر من الدول المجاورة والشقيقة. وأخيرا في إطار سعي القاهرة لتنويع علاقاتها وتحقيق شراكة إستراتيجية شاملة مع القوى الاقتصادية الكبرى في العالم. اجري الرئيس عبد الفتاح السيسى زيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية، لتعزيز الشراكة بمستوي يليق بمصر وريادتها بالمنطقة وسعيهما إلى تعميق العلاقات البينية، بالإضافة الي الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى "الشراكة الإستراتيجية الشاملة"، بما يتناسب مع تميزها وامتدادها على مدى ستين عامًا. هذا و تتطلع مصر لزيارة الرئيس الروسي المرتقبة إلى القاهرة للتباحث بشأن العديد من المشروعات في مختلف المجالات، التي تشمل الطاقة، وتحديث المصانع التي تم تدشينها في مصر بخبرة سوفيتية سابقة، وتنمية منطقة قناة السويس، بالإضافة إلى التعاون مع مصر في مجالات البحث العلمي. والحقيقة أن بزوغ نجم العلاقات مع القطب الصيني والقطب الروسي في هذا التوقيت قادر على إعادة الاستقرار إلى المنطقة العربية والشرق الأوسط ، خاصة أن الحقبة الماضية أثبتت فشل نظام القطب الواحد. لمزيد من مقالات بقلم: رانيا حفني