بين الفصحى والعامية، تراوحت قصائد العام الحالى، ولكن غلب عليها شعر التفعيلة بينما لم تحظ القصيدة العمودية بما تحظى به كل عام من حيث عدد الدواوين المنشورة. وقد شهد العام المنقضى ظاهرة استثنائية بالنسبة للشاعر فولاذ عبد الله الأنور، حيث أصدر –على غير عادة الشعراء- ديوانين فى عام واحد، الأول "على ناصية الشمس.. قصائد حب الى ميسون" صدر فى مارس وقد حظى باهتمام شديد من النقاد، وقد صدر الثانى "انتظرينى مطرا لا موسميا" فى شهر يونيو. وأبى شاعران كبيران أن يرحل العام دون أن يصدرا ديوانيهما فى أيامه الأخيرة، الأول ديوان محمد كشيك " باقيد شموع ليكى يا طاهرة" وهو ديوان بالعامية يمتاز بالضخامة، حيث يضم مائة قصيدة متنوعة ألأغراض. والديوان الثانى هو "ثمار مانجو فى حديقة غيري" للشاعر عزت الطيري، وهو ديوان بالفصحي، عمل الشاعر على أن يكون فيه "وحدة" موضوعية، فلم يضع عناوين للقصائد، بل اكتفى بأن يكون عنوان الديوان هو العنوان الوحيد لكل القصائد، وأصدر الشاعر الدكتور علاء جانب -أول مصرى يفوز بمسابقة "أمير الشعراء"- ديوان لاقط التوت الذى يضم عددا من القصائد الطويلة والقصيرة والمتوسطة تدور فى الحب، والسياسة، والفلسفة، وتتابع وتغطى مرحلة القلق التى مرت بها مصر منذ ثورة يناير ومرورا بثورة يونيو.. وقد لاقى هذا الديوان صدى طيبا لدى القراء والنقاد والباحثين، ومن أبرز قصائده: السيرة الروحية لأغنية المطرة- هنا بغداد- النيل حكاية ثورة- حنين إلى الغربة الأولى - أيقونة الحب- قطرات من جرح سورى- دم مصري- مع مصر- مصر أغلى. وصنع الشاعر الشاب مصطفى إبراهيم لنفسه مكانة خاصة فى عام 2014 بديوانه "المانيفستو" حيث حملت له نهايات العام مفاجآت سارة، ففاز الديوان بالجائزة الأولى لمسابقة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية. ومن الدواوين الجيدة التى صدرت هذا العام، ديوان "فواصل للوجع" لشاعر العامية أيمن عبد المقصود، وقد صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويمتاز الديوان ببساطة الفكرة وسهولة اللفظ وقرب المعانى من ذهن القارئ مع تنوع الصور والموضوعات، فبدا الشاعر وكأنه يحكى حكايات خفيفة فى صورة شعرية.