في تبجح واستعلاء أعلنت واشنطن أنها لن تؤيد القرار الفلسطيني المقدم إلي مجلس الأمن لتحديد مهلة لانهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ,وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية - في تبريرغيرموضوعي ولا منطقي - إن بلادها لن تدعم أي تحرك يؤدي إلي الحكم مسبقا علي نتائج المفوضات الفلسطينية الإسرائيلية ,وكأن هذه المفاوضات تسير بسرعة الصاروخ أو أنها تحقق تقدما هائلا ومتواصلا ,وليست قابعة «محلك سر» لم تبرح مكانها منذ عقود !! لقد كشف مسئول فلسطيني اخيرا أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي رفض - خلال لقائه في لندن مع صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين - تقديم أي مشروع لمجلس الأمن يتضمن النص علي أن تكون القدس عاصمة للدولتين ,كما رفض مدة سنتين لإنهاء الاحتلال !! ومعني هذا ببساطة - أن الجهود الدبلوماسية العربية المكثفة التي تبذل حاليا لحشد التأييد الدولي لمصلحة مشروع القرار الفلسطيني ستذهب أدراج الرياح وتتحطم علي صخرة «الفيتو الأمريكي اللعين» كما تحطمت قبل ذلك جهود عربية ودولية عديدة علي نفس الصخرة في مجلس الأمن طوال سنوات الصراع العربي الإسرائيلي الممتدة !! لا بد إذن أن يفيق العرب ويعلموا أن عدوهم الحقيقي والمؤثرهو أمريكا وليس إسرائيل حتى وإن لم يكن لديهم القدرة والشجاعة علي مواجهتها الآن فهي التي كثيرا ما تجاهربمواقفها العدائية ضدنا، وهي التي تفتخربوقوفها بجانب حليفها الصهيوني في المنتديات الدولية سياسيا ,وهي التي تمده بالعون والعتاد وتضمن تفوقه علينا جميعا عسكريا، ولو أن المعضلة في إسرائيل وحدها لتمكنا من عزلها دوليا أو سحقها عسكريا، ولكنها الحماية الأمريكية الملعونة الدائمة لهم والتآمرالخبيث المتواصل علينا !! ورغم ذلك فالعرب لا يتعلمون ولا يتحركون ولا يردون علي كل هذه المواقف العدائية .. ولا بد من البحث بجدية وإصرار عن بديل مناسب نواجه به هذا الموقف المأساوي، وإلا ستبقي هذه «الكوميديا السوداء» مستمرة .. جهود دبلوماسية عربية مكثفة وضائعة، ومواقف أمريكية مضادة ومتعنتة، وممارسات إسرائيلية عدائية ومتوحشة !! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي