مع ازدياد التبادل الاقتصادي والتجاري والاتصالات الثقافية بين الجانبين، زاد عدد الدارسين الصينيين للغة العربية في أكثر من 20 جامعة ومدرسة في أنحاء الصين. ويعد هؤلاء جسرا للتبادلات الثقافية الصينية-العربية وآفاقا مشرقة لدفع وتعميق العلاقات المتبادلة. وتمثل ما يه، التي تدرس اللغة العربية في الصف الرابع في كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، ثمرة ممتازة للنتائج الوفيرة للتبادلات الثقافية الصينية -العربية. وولدت ما يه ،أو عائشة، لأسرة مسلمة في مدينة لانتشو، حاضرة مقاطعة قانسو شمال غربي الصين، ويعود مسقط رأس والديها إلى بلدة شونهوا ذاتية الحكم لقومية سالار في مقاطعة تشينغهاى المجاورة مع مقاطعة قانسو. نشأت عائشة وترعرعت في أجواء جيدة وسعيدة. وتقول حول طفولتها «نشأت في جو إيماني مفعم منذ نعومة أظفاري، فعمي هو إمام مسجد القرية ودرّس اللغة العربية في المدرسة بمقاطعة تشينغهاي. وقد حفظت بعض سور القرآن الكريم قبل الالتحاق بالجامعة لدراسة اللغة العربية». وبعد المدرسة الثانوية، بدأت عائشة حياتها مع اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين. وأضافت «أشعر بأن الله هو الذي اختار لي اللغة العربية وأشعر بسعادة غامرة لوجودي في هذه المجموعة، وكفتاة مسلمة، أشعر أنه ينبغي أن أتحمل المسئولية وآمل أن أصبح رابطا بين المسلمين وغير المسلمين في الصين وجسرا للصداقة بين الصين والعالم العربي. ولا شك أن إجادة اللغة العربية أداة ضرورية لكي أحقق حلمي.» تعتقد عائشة أن «الموسيقى العربية هي من أجمل أنواع الموسيقى العالمية، وقد شكلت دافعا قويا آخر لدراستي اللغة بجد واجتهاد.« وحول خططها المستقبلية، تقول إنها تأمل أن تسافر إلى مصر في إطار أنشطة التبادل الطلابي، مضيفة»أريد أن أشاهد الحضارة القديمة في مصر. وأتطلع إلى لمس أحجار الأهرامات.» كما «أريد أن أنظم شعرا لأعبر عن حبي واحترامي للشعب المصري».