مع عودة الدفعة الأولى من الخريجين الصينيين من جامعة الأزهر في أربعينات القرن الماضي إلى البلاد، بدأت الصين في إقامة نظام تعليمي حديث للغة العربية ارتكز على خصائص وسمات صينية وشهد تطورا مذهلا خلال السنوات العشر الأخيرة. ووفقا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة التعليم الصينية، وصل عدد المؤسسات التعليمية العليا التي فتحت أقساما لدراسة العربية إلى 43 جامعة، منها 33 جامعة عامة و10 جامعات خاصة، يدرس فيها نحو خمسة آلاف طالب ويتخرج فيها ما يتراوح بين 1000 و1100 طالب سنويا. وهذا الرقم قابل للزيادة في العام المقبل لأن 3 على الأقل من الجامعات أو المعاهد الصينية تقدمت بطلبات رسمية لقبول الطلاب الراغبين في دراسة العربية ومن المرجح أن تحصل قريبا على اعتماد من وزارة التعليم"، هكذا قال الأستاذ فو جين مينغ رئيس قسم اللغة العربية وثقافتها بجامعة بكين. فبعدما أسّس الأستاذ الراحل ما جيان (محمد مكين)، كبير الباحثين المسلمين الصينيين ومترجم النسخة المعتمدة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الصينية، أول شعبة لدراسة العربية في جامعة بكين عام 1946، أنشأت سبع جامعات أخرى في بكين وشانغهاي ولويانغ على التوالي أقساما أو شعبا مماثلة لتفرز آلاف الخريجين الممتازين الذين صاروا الآن أعمدة في الأوساط الدبلوماسية والأكاديمية والتعليمية والثقافية والإعلامية إلخ. وقال الأستاذ فو جين مينغ، الذي يتولي حاليا أيضا منصب أمين عام مجمع دراسات اللغة العربية وتدريسها، إنه في أواخر ثماينيات وأوائل تسعينات القرن الماضي انضمت أربع جامعات أخرى إلى أسرة الجامعات الثمانى المذكورة آنفا.