أيام من الرعب تعيشها محافظة الشرقية بسبب انتشار شائعة حول وجود عصابة لخطف الاطفال من ذويهم طلبا للفدية، مما دفع أولياء الأمور للحرص على ملازمة صغارهم فى أى تحركات خارج البيت وتقييدها فى أضيق نطاق.. حالة الفزع سرت كالنار فى الهشيم فى أرجاء المحافظة بعد حادثة الطفل صبحى بمركز مشتول السوق الذى استدرجه عاطلان وقاما بخطفه وطلب الفدية من والديه اللذين سارعا مرغمين بالاستجابة لتهديدات الخاطفين ليضمنا سلامة طفلهما، إلا أنه عندما عاد إليهما وجداه قد أصبح جثة هامدة..!!.
بداية يقول علاء محمود - مهندس- إنه حرم على ابنائه الخروج لأى سبب بعد علمه بمقتل الطفل لان المسألة لم تعد اموالا فقط بل يقوم الجناة بقتل الصغير اذا عرف اى معلومة عنهم ليتخلصوا منه ثم يطلبون الفدية، ويتساءل: كيف لنا ان نأمن على صغارنا وخاصة انها لم تعد حالة خاصة بل سمعنا انها تكررت اكثر من مرة ؟ وتقول اسراء السيد «طبيبة» إنها أصبحت تصل لعملها يوميا متأخرة لانها تقوم بتوصيل صغارها يوميا للمدرسة بعد ما حدث من مقتل الطفل ورغم دفع الفدية فيكون الخطر قد تضاعف على الصغار وتقول: الحمد لله ان دروسهم الخصوصية فى المنزل وليست بعيدة كما قررت ان احتجز الهواتف المحمولة وحتى الاقراط الذهبية من بناتى خوفا عليهن من ان تجعلهن مطمعا لأى مجرم، ولكن هل سنبقى فى هذا الرعب كثيرا؟. اما محمد محمود -تاجر- فيؤكد ان واقعة سرقة السيارات يمكن احتمالها اما سرقة فلذات الاكباد وقتلهم هذا هو الشيء الذى لا يحتمله بشر، والآن لم تعد الحادثة فردية بل تكرارت ،ويؤكد أن هناك خطرا حقيقيا لذلك نطالب بسرعة ضبط الجانى فى مثل هذه القضايا وايضا سرعة محاكمته، وتكثيف الوجود الأمنى أمام المدارس وتجمعات الصغار، والا كيف لنا ان نأمن على ارواحنا وابنائنا وخاصة اننا فى فترة امتحانات ولابد للصغار من الخروج لمتابعة دروسهم وفى هذه الحالة نضطر للتبادل مع الامهات لتوصيلهم الى دروسهم او تحويل بعض الدروس للمنزل 0 وتضيف علا السيد - ربة منزل - ان المختطفين فى اى حالة يحذرون الأهالى من ابلاغ الشرطة والآباء يمتثلون خوفا على الطفل المختطف حتى لا ينفذ المجرمون تهديداتهم بقتل الصغير اذن ماذا نفعل لان الأباء فى النهاية يمتثلون وهناك من يعود بعد دفع الفدية سالما ولا يحرر محضرا طبعا خوفا من تكرار الكارثة وآخر يعود جثة رغم دفع الفدية وفى النهاية القلق لا يفارقنا لأن عمليات حصر الاختطاف غير دقيقة لأن كثيرين نسمع عنهم ولا يحررون محاضر. اللواء سامح الكيلانى مدير أمن الشرقية يصف موضوع مقتل الطفل صبحى بأنه جريمة شائكة فقد رفض الوالد فى البداية تحرير محضر بالواقعة على أنها حالة اختطاف واكتفى بتحرير محضر تغيب ولم يدل باى معلومات فى البداية خاصة بالخطف خوفا على حياة نجله وقام بدفع الفدية بعيدا عن الشرطة ولم يتم تحرير المحضر الا بعد وجود جثة الطفل وحينها اتهموا ستة اشخاص آخرين كان بينهم خصومة مادية ،ولكن اللواء رفعت خضر مدير المباحث لم يكتف بهذا الاتهام رغم ضبط المشكوك فيهم حيث استمر البحث حتى تم ضبط الجناة الحقيقيين ، فرجال البحث لم يقتنعوا باتهامات الاب فقط و لكن كان من الضرورى ان يستمر التحقيق معهم وتستمر فرق البحث فى عملها حتى لا تسير الشرطة خلف توجيه الرأى العام وقد يبعدها ذلك عن الحقيقة وقد كان ، مشيرا إلى ان ما حدث حالة فردية و تكرار خطف الاطفال شائعة غير صحيحة ، ويوضح أن ما حدث انه عثر على جثة الطفل صبحى محمد سيد محمد صالح سنة 15 طالب ومقيم بدهمشا / دائرة المركز .. وبمناظرتها تبين وجود سحجات وجروح متفرقة حول الرقبة و تم تحرير المحضر رقم 4467 إدارى مركز شرطة مشتول السوق لسنة 2014 ونظراً لما تمثله الواقعة من خطورة إجرامية تمثلت فى مقتل الطفل المجنى عليه مما كان له مردود سيء وسط المواطنين ... تم تشكيل فريق بحث على مستوى عال لكشف غموض الحادث وضبط الجناة ... وأسفرت جهوده ان وراء ارتكاب الواقعة كلا من عبود محمد عزت عبدالمجيد عبدالمجيد سن 21 حاصل على دبلوم تجارة و أحمد سمير رضوان سن 21 عامل كاوتش ... مقيمان دهمشا / دائرة المركز . و عقب تقنين الإجراءات ... تمكن ضباط فريق البحث من ضبط المتهمين .. وبمواجهتهما ... اعترفا باتفاقهما على خطف المجنى عليه وطلب فدية مالية من أهليته ... نظراً لمرورهما بضائقة مالية ... حيث قاما باصطحاب المجنى عليه على دراجة بخارية إلى احدى المناطق الزراعية المتآخمة للقرية من سيبر للنت اعتاد الصغير التردد عليه.. وقاما بالتعدى عليه بعدة طعنات بسلاح أبيض ... أودت بحياته نظراً لتعرفه عليهما .. وقاما بالقاء الجثة بمكان العثور عليه..والاستيلاء على هاتفه المحمول.. كما قاما بمساومة أهليته على مبلغ مالى ستين ألف جنيه .. مقابل اطلاق سراحه . وقد تم ضبط الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه ... ومبلغ 6 آلاف جنيه باقى من مبلغ الفدية. ومابين رسائل اطمئنان يبعث بها مسئولو الأمن فى المحافظة ومابين الشعور المؤلم الذى خلفته هذه الجريمة البشعة فى نفوس الأهالى يبقى الوضع الحالى مرهونا بما ستكشف عنه الأيام القادمة وهل ستختفى وقائع خطف الأطفال أم سيكون هناك تأكيد للشائعة !!